نظرة قاتمة للاقتصاد اللبناني بعد التفجيرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فادي عاكوم من بيروت :
تعتبر السياحة من المقومات الاساسية في حركة الميزان التجاري اللبناني، في بلد لا يملك مقومات الصناعات الحديثة و لا الزراعة التي يمكن الاعتماد عليها كداعم اساسي، و تنظر موسم الصيف معظم المناطق اللبنانية بفارغ الصبر لتعويض الركود الحاصل اصلا في الاسواق الداخلية و غياب الرساميل الخارجية بفعل الاضطرابات السياسية و الامنية، اذ يفضل الكثير من اصحاب رؤوس الاموال التريث قبل الدخول في المعترك اللبناني المجهول.
و قد بدات الحركة التجارية و الصناعية بالتراجع منذ شهر شباط / فبراير الماضي اثر اغتيالالشهيد رفيق الحريري رئيس الوزراء السابق و الذي كان الداعم و الخط الاحمر للاقتصاد اللبناني، و قد جرت عدة محاولات بعد اغتياله لارجاع الطمانينة للمستثمرين و تشجيعهم للعودة الى الاسواق اللبنانية .
و قد تراجعت الحركة السياحية في لبنان خلال الأشهر الخمسة الأخيرة بنسبة 37.2% الى 234 ألفاً و420 سائحاً، مقارنة مع 373 ألفاً و895 سائحاً في الفترة نفسها من العام الماضي، وعزت مصادر وزارة السياحة سبب التراجع في الموسم السياحي حتى أيار مايو الماضي الى الأحداث السياسية والأمنية الدراماتيكية التي شهدها لبنان بعد حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تبعها من سلسلة تفجيرات حدَّت من تدفق السائحين الى لبنان ودعتهم الى ترقب الأوضاع، وتوقعت المصادر عينها ان يتحسن هذا الوضع بعد الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان في يونيو حزيران الماضي .
و اليوم بعد محاولة اغتيال وزير الدفاع اللبناني و نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني الياس المر تبدو الصورة قاتمة و متجهة نحو المجهول اذ اتت الضربة في وقت الذروة السياحية و لا احد بامكانه عن حجم الخسائر التي ستترتب على ما حصل .
كما ان الاسواق و التجارة اللبنانية تعاني في هذه الفترة من انعدام حركة التصدير بفعل الاجراءات الحدودية المتخذة من قبل السلطات السورية حيث تحتجز مئات الشاحنات المحملة بالبضائع اللبنانية المتجهة نحو البلاد العربية .
فقد اصبح الاقتصاد اللباني في قلب الكماشة : لا تصدير ، لا ايرادات زراعية ، و لا حركة سياحية ، ناهيك عن الحركة الصناعية و التي لا يمكن ان يعول عليها اصلا .
السيد محمد الخطيب رئيس جمعية تجار شارع الحمرا فقد اوضح لايلافانه بات من الواضح ان الضربات التيتتوالى على لبنان عن طريق التفجيرات و الاغتيالات و في هذه الفترة بالذات هدفها ضرب الركيزة الاساسية للبلد و هي السياحة ، خاصة بعد الانفراج الجزئي الذي حصل في الايام الاخيرة حيث بدت حركة الاسواق مقبولة و السياح و خاصة العرب و الخليجيين منهم بدءوا بالتوافد لكن هذه الضربة التي حصلت اليوم ،ستفقد السوق اكثر من 50% من الحركة المتوقعة، لان السائح اول ما يطلب الامان و الراحة و هذان مطلبان مفقودان الان بنظر السائح .
اما السيد غسان صيداوي نائب المدير العام لبنك الكويت فقد صرح ان الذي حصل اليوم سيؤثر تاثيرا سلبيا على الحركة المالية المالية المتوقعة باتجاه لبنان و خاصة الخليجية منها كما ستتاثر حركة التحويلات المالية السياحية بشكل كبير .