الرطوبة تنعش سياحة المجمعات المغلقة في الخليج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عشرات المليارات لإنشاء أبراج ومجمعات
الرطوبة تنعش سياحة المجمعات المغلقة في الخليج
علي ال غراش من الدمام: يمكن القول ان اهل الخليج موضع حسد في احيان كثيرة من قبل الكثير من شعوب العالم لدخلهم المادي الكبير ، لكن لا اعتقد انهم سيتمسكون بنظريتهم لو خبروا طقس دول الخليج وخصوصا في فصل الصيف وتحديدا في المدن التي تطل على ساحل الخليج خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر حيث الحرارة والرطوبة العالية تصل لحد الاختناق.و مجرد التعرض للرطوبة يصبح المرء وكأنه خارجٌ من حمام سونا بملابس مبللة وساخنة وبدون تنشيف.. يحسد الخليجين على ذلك الجو! وحتما من جرب ذلك سيطرح السؤال التالي كيف استطاعت شعوب هذه المنطقة وخاصة في فترة ما قبل الطفرة النفطية من العيش في هذه الأجواء الخانقة بدون كهرباء ومراوح وتكييف؟
لا أحد يعرف صيفنا
نعم لا أحد يعرف مقدار الحرارة و الرطوبة العالية في الخليج العربي إلا من يعيش تحت رحمتها.. إنها أشبه بغرفة بخار للحمام البخاري التركي المشهور أو ما يعرف حاليا بالسونا. ومن الطبيعي في دول الخليج خلال أيام الرطوبة العالية حدوث الضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية بحيث تصبح الواجهات الزجاجية مبللة بالمياه ، من شدة الرطوبة ، كما يصبح من الصعب وضع النظارة في حالة الانتقال من موقع بارد إلى الجو الطبيعي الرطب بدون مسحها وتنظيفها من الضباب. كما يزداد عدد المصابين بتآكل الجلد نتيجة الاحتكاك والحركة في الجو الرطب والحار. ونتيجة لذلك الطقس تصبح الحدائق الجميلة والكورنيشات الرائعة والطرق الواسعة والأسواق المفتوحة فارغة من المتجولين والمتسوقين.
حرارة الطفرة
الطقس الخليجي لم يتغير خلال السنوات الماضية بل على العكس زاد سوءا نتيجة للطفرة النفطية والتطور في جميع المجالات ومنها العمراني لما رافق ذلك من بناء العديد من المنشآت الصناعية والكهربائية ومعامل الطاقة التي تساهم في رفع درجة حرارة الجو في المنطقة. وللتغلب على هذه المشكلة - وخاصة في فصل الصيف- انتشرت في دول الخليج صناعة المجمعات التجارية الكبيرة والضخمة المغلقة والتي هي في الحقيقة أشبه ما تكون بمدن صغيرة تحتوي على كل ما يحتاج له الإنسان في أجواء من المرح والسعادة والتسوق وممارسة جميع الهوايات والاستمتاع بالمهرجانات السياحية في الهواء البارد المنعش وفي طقس مغاير للخارج.
ولقد استطاعت دول الخليج بفضل السيولة المادية الكبيرة من بناء المجمعات التجارية وخلق حالة من المنافسة القوية بين هذه الدول لتقديم الافضل وفقا لمعايير عالمية . و نتيجة لهذا التنافس تمكنت من استقطاب عدد كبير من المواطنين والسواح وإقامة المهرجانات كما يحدث حاليا في مدينة دبي ، وما تحققه من نجاح في مهرجاناتها .
ودبي رائدة في هذا المجال حيث يوجد فيها اكبر عدد من المجمعات التجارية المغلقة في المنطقة ،وهذا النجاح الكبير للدولة الصغيرة الحجم القليلة الموارد الطبيعية الكبيرة بمكانتها التجارية وعقليتها الاقتصادية أجبرت الدول الخليجية الأخرى على العمل بنقل الفكرة وتجربة المجمعات التجارية والسكنية والقاعات والأبراج الضخمة وصناعة أجواء مناسبة ومحببة للمواطن والمقيم ، و جلب سواحيرغبون بالاستمتاع بأجواء سياحية خلف الجدران في مجمعات مغلقة. بل هناك عدد كبير من تلك المجمعات التي يتوفر بها السكن والتسوق والترفيه ومن قاعات للعرض السينمائي والمسرحي وصالات للتزلج على الثلج الأبيض في عز الصيف.
صناعة المجمعات المغلقة
ومن اشهر المجمعات والأبراج الحديثة في الخليج : برج العرب، وسيتي سنتر، حمر عين، برجمان وغيرها في دبي, مجمع مارينا في ابوظبي ومجمع السيف في المنامة ومجمع سيتي سنتر في الدوحة وسوق شرق في الكويت وبرج المملكة وبرج الفيصلية في الرياض. ومجمع الراشد في الخبر وهناك العشرات من المجمعات الأخرى في العديد من المدن الخليجية.ومن يتجول بين دول الخليج يشهد طفرة عمرانية هائلة وتوسع كبير لإقامة المشاريع العمرانية العملاقة من أبراج ومجمعات تجارية وسكنية وترفيهية على أعلى مستوى من الحداثة في العالم مما يعني أننا سنشاهد قريبا بروز مدن على هيئة مجمعات وناطحات سحاب تحتوي على كل ما يحتاج له الإنسان ، وربما تغنيه عن الخروج من نطاق البرج مثل ما يحدث في دبي من إنشاء برج دبي وبرج النخلة ، في ظل المنافسة الشرسة والتسابق بين كبار تجار ورجال الأموال في الخليج.
عشرات المليارات
ومن ضمن تلك المشاريع مشروع الخليج التجاري في دبي الذي يقام على مساحة تقدر بنحو 64 مليون قدم مربع، ويمثل المشروع مدينة حديثة متكاملة للتجارة والأعمال والتسوق والترفيه يتكون من عدة أبراج ومجمعات تجارية وسكنية ومكتبية وترفيهية وحدائق وتسهيلات، يضاهي ابرز المراكز القائمة والمجمعات الضخمة والمغلقة في المدن العالمية الشهيرة مثل نيويورك وطوكيو وسنغافورة, وتكلفة المشروع تتراوح بين 20 و 30 مليار درهم.وكذلك مشروع جميرا بيتش ريزيدانس وهو يمثل مدينة متكاملة يتكون من عشرات الأبراج، و المراكز التجارية والترفيهية والتسوق وعدد من الفنادق. وتكلفته تقدر بأكثر من 2 مليار درهم.
مشروع اللؤلؤة
ويأتي من ضمن المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها في الخليج مشروع اللؤلؤة الاستثماري القطري الذي تبلغ قيمته نحو 2,5 مليار دولار, ويقام المشروع على جزيرة اصطناعية تبعد 350 مترا عن شاطئ الدوحة وهي منطقة كانت مكانا للغطس بحثا عن اللؤلؤ وسيتم ربطها بطرقات حديثة مع العاصمة القطرية الدوحة. ويستغرق إنجازه أربع سنوات تنتهي في 2009. وتشير التوقعات أن يبدأ تسليم الوحدات السكنية نهاية 2006 أو بداية 2007. كما سيوفر نحو 3500 فرصة عمل مميزة في الفنادق والمحلات والمطاعم ومرافق الاستجمام والترفيه التي ستقام في المشروع. كما تشهد المنطقة الشرقية بالسعودية حركة نشطة في انشاء التجمعات والأبراج السكنية والتجارية والترفيهية المغلقة تتجاوز تكلفتها المليار ريال لجذب اكبر عدد من المرتادين من مواطنين ومقيمين وزوار وسواح.تصنيف برج العرب الشهير في دبي كأفضل فندق في العالم وفق الاستفتاء السنوي الـ 23 الذي اجرته مجلة انستيتوشينال انفستور، وكان الفندق الكائن في منطقة الجميرا في دبي مع احد الفنادق العربية وحدهما ضمن قائمة افضل الفنادق العالمية في الاستفتاء الذي شمل 100 مسؤول تنفيذي من 24 دولة.