اقتصاد

أوبك سترفض مطلب إيران خفض الإنتاج

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أوبك سترفض مطلب إيران خفض الإنتاج


فداء عيتاني من بيروت: تتجه منظمة الدول المصدرة للنفط إلى اجتماعها المقبل الثلاثاء، واغلب اعضائها يسرب او يعلن مواقفا مطمئنة للاسواق وداعمة لاستقرار اسعار النفط، طبعا ما عدا ايران التي تطالب بخفض الاوبك لانتاجها بمقدار مليون برميل يوميا، مما سينعكس ارتفاعا في الاسعار وتقلبات في الاسواق النفطية العالمية سواء المرتبطة مباشرة باوبك او تلك الخارجة عنها.

وفي كل صباح يؤكد وزير النفط السعودي علي النعيمي في حوارات سريعة مع الصحافة بان بلاده لا ترى ضرورة لخفض الانتاج النفطي، مشيرا إلى ان لدى المملكة العربية السعودية في المقابل امكانية لرفع الانتاج النفطي، وهو ما يعتبر ميزة تفاضلية للسعودية مقابل الدول الاعضاء في الاوبك.

والمح النعيمي إلى الصحافيين بان بلاده، "هي الوحيدة التي تملك قدرات انتاج ضخمة غير مستخدمة، على استعداد لزيادة انتاجها اذا اقتضى الامر". مما يشيع ارتياحا في الاسواق العالمية. بينما تصر ايران على موقفها لضرورة خفض الانتاج النفطي، وهو الموقف الذي لا تشاطرها اياه فنزويلا، الدولة العضو في منظمة الاوبك.

واذ كانت كل من ايران وفنزويلا تواجهان صراعا سياسيا حادا مع الولايات المتحدة، كل لاسبابه الخاصة، فان فنزويلا تبدو حتى الساعة من دعاة استقرار الأسعار، بينما تسعى ايران إلى ممارسة "ضغط سياسي ما" على واشنطن والولايات المتحدة بصفتها المستهلك الاكبر للنفط في العالم وبالتالي اكثر الاسواق تأثرا بتحولات اسعار النفط، التي عادة ما تنعكس على كل القطاعات في اميركا.

وقد ترحب ايران بارتفاع اسعار النفط إلى ما فوق حاجز الـ70 دولار للبرميل، وهو ما حصل في اب/ اغسطس من العام الماضي، وهو ما يمكن ان يحصل بحال قررت اوبك خفض انتاجها كما تقترح ايران، الا ان الموقف العام داخل المنظمة لا يبدو مواتيا لتحقيق إيران لطموحها، وبالتالي لا يبدو ان ملف النفط وارتفاع الاسعار سيعدل موازين القوى السياسية في مسائل ذات حساسية عالية لدى طهران مثل الملف النووي.

وفي هذا السياق سيأتي اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في نفس مكان انعقاد اجتماع اوبك في مدينة فيينا، الا انه بعد اجتماع اوبك بيومين فقط، حيث من المتوقع ان يتخذ خلاله قرارا باحالة الملف النووي الايراني على مجلس الامن، وهو ما كانت طهران تهدد بحال حصوله بترافقه مع "ازمة نفط عالمية". في تهديد باشتخدام "سلاح النفط" بمواجهة اختلال موازين القوى السياسية مع الولايات المتحدة في الملف النووي.

بكل الاحوال، وبحال صحت توقعات الخبراء النفطيين فان اجتماع اوبك الثلاثاء سيشهد توافقا على الحفاظ على سقف الانتاج الحالي (28 مليون برميل يوميا)، على ان يلتقي اعضاء المنظمة مجددا في الثامن من اذار/ مارس بحال لم يطرأ أي حدث استثنائي في الاسواق.

أوبك قد لا تتدخل اذا قطعت ايران الامدادات

ومن دافوس اوردت وكالة رويترز تصريحا لادموند داوكورو رئيس أوبك اليوم الجمعة قال فيه ان المنظمة قد لا تتدخل للمساعدة في احتواء أسعار النفط اذا قررت ايران وقف انتاجها.

وقال داوكورو "اذا قررت ايران من تلقاء نفسها وقف الانتاج أو ارغمت على وقف الانتاج بسبب عقوبات فلا أعتقد ان على أوبك بالضرورة ان تلعب دورا في ذلك." وأضاف "على كل دولة عضو ان تحدد رأيها."

كما قال محمد سنوسي باركيندو الامين العام المساعد لاوبك ان المنظمة مستعدة لتخفيف أي نقص في الامدادات مثلما فعلت في العام الماضي عندما تسبب الاعصار كاترينا في تعطيل جانب كبير من الانتاج الامريكي.

وقالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول المستهلكة هذا الاسبوع انها قد تطلب السحب من احتياطيات الطواريء لدى الدول الاعضاء اذا انخفضت الامدادات الايرانية. وقال داوكورو ان خفض الامدادات النيجيرية بعد احتجاز رهائن في منطقة دلتا النيجر مسألة لن تطول.

وأضاف "الانخفاض للاجل القريب جدا جدا ولا علاقة له بالأجل الطويل. لذلك أعتقد أن السوق متوترة لكن لا داعي فعلا لاي قلق بشأن نيجيريا." وقال انه لا يعتقد ان الاسعار سترتفع بصورة حادة. وأضاف "لا أتوقع ان أرى ارتفاعا خارقا قريبا."


وتحت عنوان "ايران عامل مؤثر في سوق النفط العالمية" اوردت وكالة الصحافة الفرنسية تقرير معطيات اتى فيه:

مع ان الإنتاج النفطي لإيران، التي قد يحال ملفها النووي قريبا على مجلس الأمن، انخفض عن السابق الا انها ما زالت تعتبر عاملا مؤثرا في الساحة العالمية للذهب الأسود ولا سيما في سوق تقترب طاقتها من حدودها القصوى.
وايران، المنتج العالمي الرابع والعضو البارز في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) مع احتلالها المرتبة الثانية بعد السعودية مباشرة، تمتلك احتياطيا مثبتا يقدر بحوالى 125.8 مليار برميل اي نحو 10% من إجمالي الاحتياطي العالمي. كما تمتلك 15% من الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي.

وقد بلغ انتاج ايران النفطي عام 2005 نحو 4.2 ملايين برميل يوميا (الاستهلاك العالمي يصل حاليا الى نحو 84 مليون برميل يوميا) اي بارتفاع طفيف عن حصتها الحالية في اوبك (4.11 ملايين برميل يوميا) وفقا لوكالة "اينرجي اينفورميشن ادمينستريشن) الحكومية الاميركية. وهي تصدر 2.7 مليون برميل يوميا الى اليابان والصين وكوريا الجنوبية وتايوان واوروبا.

ويشهد الاستهلاك الداخلي (1.5 مليون برميل يوميا) زيادة متسارعة مع ارتفاع عدد السكان والنمو الاقتصادي للبلاد المستفيدين من الدعم القوي الذي تقدمه الدولة للوقود.

وفي السبعينات بلغ الانتاج الايراني 6 ملايين برميل يوميا. ويرى الخبراء انه يمكن ان يرتفع مجددا وهو ما ترغب فيه الحكومة شرط ان يترافق ذلك مع زيادة الاستثمارات ولا سيما الاجنبية.

الا ان الصعوبات التي واجهها الرئيس المتشدد الجديد محمود احمدي نجاد في تعيين وزير للنفط (القطاع الذي يجلب لايران 80% من عائداتها من العملات الصعبة) اضافة الى الغموض الذي يكتنف طبيعة العقود التي قد تحصل عليها الشركات الاجنبية في المستقبل يثيران الشكوك.

من جهة اخرى فان مسأالة التقاسم الجغرافي لموارد بحر قزوين الغني بالنفط والغاز بين الدول المطلة عليه (ايران واذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وروسيا) لم تحسم بعد.

fitani@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف