البورصة السعودية تستضيف إعمار بالخارج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تُطرح للتّداول اليوم بشكل جديد خلف الأسوار
البورصة السعودية تستضيف إعمار بالخارج
سعيد الجابر من الرياض
شكل جديد (new look) للبورصة السعودية اليوم، من خلال تداولات أسهم إعمار المدينة الاقتصادية التي يمتلكها أكثر من 10 ملايين مكتتب بالإضافة لـ70% من رأسمالها المملوك للعديد من رجال الأعمال ومؤسسي الشركة، ويأتي الحكم بالشكل الجديد من خلال أسلوب الطرح الأولي الذي تبنته الهيئة المالية السعودية لأول مره منذ تأسيسها ليكون خارج الأسوار وبعيداً عن فترات التداول، وكأنها تسير على خطوات الإصلاح التي ستشمل سوق الأوراق المالية من خلال تأسيس سوق ثانوية تحتوي على مجموعه من الشركات المُدرجة في البورصة كما ذكرت مصادر مقرّبة للهيئة المالية السعودية، وكأنها نواة تضعها إدارة الهيئة لاختبار مدى جاهزية أنظمة التداول للسوق الثانوية بالسعودية.
جاء ذلك بعد أن دخلت البنوك السعودية ضمن المنافسة الشرسة من خلال تقديم الخدمات الميسرة للعملاء، بعد إعلانها أنه يمكن للمكتتبين في أسهم إعمار المدينة الاقتصادية أن يبيعون حصتهم من خلال أجهزة الصرف الآلي المتوفرة في أنحاء السعودية والانترنت والهاتف المصرفي، في خدمة تتزامن مع طرح شركة إعمار بشكل جديد في عالم البورصة، خلال أضخم اكتتاب شهدته البورصة السعودية منذ تأسيسها، وفي تخوف شديد من المراقبين الذين سينتظرون بشغف ما ستقوم به أجهزة الصرف الآلي تحديداً خلال عمليات البيع الجماعي، والتي كانت قد أوقفت خلال تداولات سابقة نظام "تداول" المالي بسبب أوامر البيع الجماعية من قبل بعض البنوك، مما يجعل الكثير من المتعاملين في البورصة والمكتتبين في أسهم إعمار الاقتصادية يحتاطون لمثل هذه الأخطاء التقنية التي قد تتسبب لهم بالكثير من الخسائر.
وطلبت البنوك المحلية في تعاميم داخلية وجهتها لجميع أفرعها، طلبت من الموظفين العمل بجدية على متابعة أجهزة الصرف الآلي لتكون مهيأة للعمل بشكل سريع ومضمون، تفادياً للكثير من الأعطال التي قد تحدث نتيجة للازدحام الشديد الذي قد يحصل عليها من قبل أغلب المكتتبين الذين لا يمتلكون محافظ استثمارية عبر الانترنت أو الهاتف المصرفي.
وكانت شركة إعمار المدينة الاقتصادية قد حصلت على موافقة وزارة التجارة والصناعة لتأسيسها رسمياً ونيل السجل التجاري الرسمي، وموافقة هيئة السوق المالية لطلب الإدراج، مما جعل تداولها يكون في وقت سريع جداً ليقطع شكوك المتعاملين بيقين إعلان الهيئة المالية.
وبفارغ الصبر، ينتظر أغلب المواطنون السعوديون اليوم السبت الذي سيتم فيه إدراج أسهم إعمار السعودية في البورصة بعد طرحها للاكتتاب قبل عدّة أشهر، حيث علّق الكثير من السعوديين آمالهم على تداول إعمار لقضاء بعض حوائجهم الشخصية، ومن طرائف الانتظار الذي طال، كانت "إيلاف" تحضر أحد المجالس الريفية في العاصمة السعودية قبل إعلان تداول أسهم إعمار، فقال احد الحضور بعد أن تم استدراجه لذكر السبب من عدم شراء نظاره عقب أن تدهورت حالته الصحية: " سأنتظر لحين تداول إعمار ومن ثم أبيع حصتي في أسهمها وما يملك أبنائي لأشتري بها نظاره تعيد لي ما فقدت مكن بصري خلال حياتي الشقية".
وذكر أحد السعوديين الذي يتحمّل الكثير من الالتزامات المالية للإدارة العامة للمرور نتيجة مخالفات مرورية كان قد تحمّلها في أثناء تنقّلة بين المُدن السعودية لنقل المسافرين عن طريق البر، ذكر أنه سيقوم بتسديد كافة مخالفاته المرورية التي تحمّلها خلال أكثر من 5 سنوات وهو ينقل المسافرين من مدينة لأخرى.
أما الأطفال الثلاثة، الذين بلغوا من ثقافة الاكتتابات مبلغ الكبار، فقد لفتوا انتباه "إيلاف" حينما كانوا يطالبون أبيهم بأن يشتري لهم غرف النوم التي كانوا قد رأوها حينما جالوا أسواق العاصمة السعودية بحثاً عن جديد، وذلك مقابل أن يبيع حصصهم في إعمار السعودية حين إدراجها للتداول مباشرة.
وكان من التأثيرات التي سبقت تداول سهم إعمار السعودية السيولة المالية التي سُحبت من البورصة بفعل عملية الاكتتاب نفسها، وهو مايجعل الكثير من المتابعين يتنبؤون بأنه سيكون هناك تأثير آخر على البورصة بعد التداول وهو ما ينسحب من سيولة مالية من البورصة بعد بدء التداول نتيجة بيع المكتتبين من غير المتعاملين في السوق (من تقتصر علاقتهم بالسوق على المشاركة في الاكتتابات الأولية ومن ثم بيع ما يخصص لهم من أسهم بعد بدء التداول مباشرة ما خصص لهم من أسهم).
وما يبعث بالقلق أنه في حال تعدّد المحافظ النشطة في سوق الأسهم السعودية الذي يتوقّع متابعين أنه لا تتجاوز 800 ألف محفظة، فإنه يتبين أن 75% من المكتتبين هم من غير المتعاملين في السوق، وانجذبوا للاكتتاب لقناعتهم بأن سعر السهم بعد التداول سيبلغ أضعاف سعر اكتتابه ما يمكنهم من بيعه بربح مجزِ.
وتوقع مراقبون أن تتراجع البورصة أثناء التداول وبعد التداول نتيجة تدافع أغلب المكتتبين من خارج السوق لبيع ما خُصص له من أسهم مع بدء التداول مباشرة، ما سيتسبب في انسحاب سيولة كبيرة من السوق تعادل أضعاف قيمة الاكتتاب الأولي.
الجدير بالذكر أن عمليات الاكتتاب شهدت أرقاماً قياسيةً جديدة في نسبة المشاركة عبر وسائل الاكتتاب الالكتروني (الصراف الآلي، الهاتف المصرفي، الإنترنت) حيث بلغت هذه النسبة 46% من إجمالي طلبات الاكتتاب مقارنة بـ38% لاكتتاب شركة ينبع للبتروكيماويات "ينساب" وتعكس هذه النسب مدى تطور وعي المواطنين السعوديين من خلال استخدام أساليب تقنية حديثة يمكن أن تغنيهم من ساعات الانتظار التي يؤكّد بعضهم أنها أضمن من حيث المصداقية، كما أن الاكتتاب قد تم بـ 255 مليون سهم أو ما يعادل 30% من أسهم شركة إعمار، ليصبح بذلك أكبر اكتتاب يتم في تاريخ السوق المالية السعودية بعد اكتتاب شركة الاتصالات السعودية عام 2003م، كما أنه بعدد المكتتبين الذي تجاوز عشرة ملايين من خلال 2.8 مليون محفظة يكون قد حقق أكبر إقبال في تاريخ الاكتتابات الأولية في سوق الأسهم السعودية.