اطفال البحرين بين القدوع ووجبات الهابي ميل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المنامة استقبلت60000 سعودي خلال ايام العيد
اطفال البحرين بين"القدوع" ووجبات"الهابي ميل"
فادي عاكوم من المنامة
ذهب هدوء الايام الرمضانية وحلت بهجة العيد في شوارع البحرين وعاد الزحام المروري ليقفل الشوارع الاساسية والمعابر والجسور، زيارات عائلية ونزهات ومعايدات، لكن اللافت من بين كل هذا الزحام امرين الاول وهو الاطفال المتزاحمين في المجمعات التجارية ومطاعم الوجبات السريعة والامر الثاني السيارات السعودية التي يكاد عددها يوازي عدد السيارات البحرينية في العاصمة المنامة، اذ بلغ عدد العابرين لجسر الملك فهد خلال اليوم الاول من عيد الفطر المبارك من السعودية باتجاه البحرين 20200 في نفس الفترة مقابل 15600 قادم الى السعودية وتكررت الارقام في اليومين الثاني والثالث اي اليوم .فعلى الرغم من الفعاليات والنشاطات والاحتفالات التي عمت جميع المناطق السعودية والتي اتت هذا العام ملفتة لتناسبها مع جميع الفئات العمرية وتوزعت على جميع انحاء السعودية الا ان اكثر من 60000 سعودي فضلوا قضاء فترة الاعياد في البحرين، خاصة وان جسرالملك فهد يوفر عناء السفر بالطائرة ومصاريفه بالاضافة الى الروابط العائلية بين اهالي المملكتين، وتختلف نوعية القادمين عبر الجسر من العائلات وصولا للشباب العزاب، وبالتالي تختلف وجهاتهم التي سيقضون فيها فترة مكوثهم في البحرين .
واللافت خلال جولة لايلاف في العاصمة البحرينية عدم توفر اي سيارة في مكاتب تاجير السيارات والمطاعم المميزة لا تستقبل الزبائن دون حجز مسبق قبل 24 ساعة بالاضافة الى امتلاء امكنة الترفيه للاطفال والملاهي.
وفي مقابل الوجه الحضاري الذي يحاول القضاء على القديم الجميل لا تزال العائلات البحرينية تحرص على العادات والتقاليد القديمة خاصة فيما يتعلق بـ"القدوع "اي وجبة العيد بالاضافة الى انواع الحلوى البحرينية التراثية والرهش والسنبوسة ، الذين يصارعون الوجبات الت تقدمها مطاعم الوجبات السريعة للاطفال مع الهدايا المميزة والتي يطلق عليها اسم "هابي ميل " حيث يحرص الاباء ان يتناول ابنائهم شيئا من وصفات الاجداد قبل الذهاب الى المغريات الحديثة .
وغداء العيد يؤكل في المجالس صباح العيد ويوزع على الجيران والمحتاجين والفقراء، وهناك بعض الاسر في مجتمع القرية مازالت تستخدم المناصب الحجرية والحطب وسعف النخيل كوقود في إعداد غداء العيد، كما أن "قدوع العيد" من الاشياء الثمينة التي يحافظ عليها المجتمع من الاندثار لأنها تشكل جزء من الهوية الوطنية والثقافة المحلية، المرتبطة بالجذور والأصالة والعمق التاريخي والحضاري.
ولا يقتصر القدوع على منطقة دون اخرى في البحرين بل تجده في كافة البيوت خاصة في اليوم الاول من العيد حيث تجتمع العائلات البحرينية حول مائدة الغذاء لتناول هذه الوجبة التقليدية، فتقدم خلال المادبة المجبوس، "المحموس" أو"الميدم " وهو الشائع في ولائم الأعياد ومكوناته الأرز واللحم أو الدجاج والبصل والبيدان والزبيب والنخى (الحمص) ، والبهارات الطيبة التي تميز الأكلات البحرينية .
المحموس سمي بهذا الاسم لان له طريقة خاصة في التحضير وذلك بتقليب البصل في قاع القدر دون استخدام الزيت إلى أن يحمر ثم يضاف إليه النخى والزبيب والبيدان ويقلب في قليل من الزيت، ثم يؤخذ الخليط وتبقى النكهة في قاع الإناء ويصب عليه خلاصة اللحم وهذا يعطي للأكل نكهة خاصة، ثم يمزج الخليط بالرز الذي يضاف اليه المروق بعد أن يطبخ جيدا.