اقتصاد

دول الخليج تصبح المجهز الكوني للغاز

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تصدر 260 مليار متر مكعب:
دول الخليج تصبح المجهز الكوني للغاز



بهاء حمزة من دبي



اشارت توقعات نفطية الى تدفق الغاز الخليجي بكميات كبيرة على أوربا مشيرة الى انه بحلول عام 2030 سيكون قد تدفق على أوروبا ما يقرب من 160 مليار متر مكعب من الغاز من منطقة الخليج التي ستصبح المجهز الكوني الفعلي للغاز إذ ستصدِّر 104 مليارات متر مكعب إلى أمريكا الشمالية و100 مليار متر مكعب إلى جنوبي آسيا وشرقها وهذا بدوره سيتيح لأوروبا مجالاً أوسع لتنويع وارداتها حيث ستصل حصة الشرق الأوسط من السوق الأوروبية إلى 17% تقريباً .


أما العراق فإن احتياطياته المؤكدة من الغاز أقل نسبياً وهذا ربما يرجع إلى أنه لم يسبق له قط أن أعطى الأولوية للتنقيب عن الغاز وتمتلك إيران ثاني أضخم احتياطي في العالم من الغاز الطبيعي وهي تشاطر دولة قطر أكبر حقول الغاز على المستوى العالمي في الحقل الذي يُسمى حقل الشمال في قطر وبارس الجنوبي في إيران وهذه الأخيرة قد افتتحت خلال السنتين أو الثلاث الماضية سلسلة من المشروعات الخاصة بهذا الحقل أشركت في تنفيذها بعض كبريات شركات النفط العالمية غير الأمريكية .


كما أبرمت إيران عقداً لتزويد تركيا بالغاز الذي يتوقع أن تتزايد كمياته بوتيرة عالية ليصل بحلول عام 2007 إلى عشرة مليارات متر مكعب تقريباً ولو مضينا أكثر باتجاه دلائل المستقبل لوجدنا إيران تتمتع بكل المزايا التي تؤهلها لضخ كميات كبرى من الغاز إلى تركيا ومنها إلى الاتحاد الأوروبي .


وكانت دراسة صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية قد اكدت حول المخاطر والغموض في أسواق الطاقة العالمية المتغيرة ان الاضطراب والتقلب في سوق الطاقة العالمية لن يؤثر على النمو المتوقع في الطلب على الطاقة خصوصا في العالم النامي الذي تستفيد منه بشكل اساسي الدول المنتجة الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مع مزاحمة من الدول المنتجة للطاقة غير الاعضاء في المنظمة الدولية وسط ترجيحات أن يزداد التنافس بين الدول المنتجة من داخل أوبك وخارجها.


وتتجه دول الخليج المنتجة للنفط إلى النظر إلى المخاطر بصورة مختلفة عن الدول المستوردة للنفط غير أن التنويع الاقتصادي يبقى اختياراً حكيماً بالنسبة إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بصورة عامة وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة بصورة خاصة لتقليل قابلية التأثر بسوق الطاقة المتقلبة إن المخاطر والفرص واعتبارات السياسات تختلف حتى بين الدول المستوردة للنفط ففي آسيا ستؤدي متطلبات النمو الاقتصادي من الطاقة والقيود البنيوية على الإنتاج المحلي إلى تعريض كثير من الدول إلى تقلبات سوق الطاقة وفي الولايات المتحدة الأميركية أفرزت إجراءات تحرير الطاقة بعض المخاطر ويعد أمن الطاقة مصدر قلق دائم لها أما في الاتحاد الأوروبي فإن التكلفة الباهظة لبعض التدابير المتخذة ضد الوقود الأحفوري وتقنيات الطاقة البديلة وخطوط إمدادات الطاقة التي تواجه عقبات تزيد حالات الغموض وتعد الحماية البيئية وتقليل الانبعاثات مصدرين شائعين للقلق وسوف يكون لتوجهات التخلص من الكربون في نظم الطاقة العالمية وللجهود المدروسة لتقليل الاعتماد على موارد الطاقة من منطقة الخليج.


واشارت الدراسة الى ان الطاقة الهيدروجينية في مناطق كثيرة من العالم باتت مكوناً أساسياً من مكونات تركيبة الطاقة المستقبلية وفي مناطق غيرها تعد عنصراً إضافياً مكملاً لإمدادات الطاقة التقليدية وثمة طائفة واسعة من القوى المحركة لعجلة السياسات باتت توحد صفوفها باتجاه استخدام الطاقة الهيدروجينية ويبدو أن هذه القوى والسياسات التي ستنتهج بهذا الشأن لن يدب فيها الضعف وإنما يرجح لها أن تكتسب بمرور الوقت زخماً أكبر .


وإجمالاً يبدو من المتوقع أن يدخل الهيدروجين في الاستخدام في نظام الطاقة العالمي من خلال تطبيقات مختلفة وأن يسهم هذا في زيادة تنويع مصادر الطاقة لاستعمالات مختلفة ولاسيما في قطاع المواصلات وربما تعزيز التكافؤ في استخدام الطاقة عن طريق هذا التنوع وسوف يستغرق التحول فترة طويلة من الزمن غير أن الدعم السياسي القوي جداً في أمريكا الشمالية واليابان وأوربا يدل على أن هذا التحول قد بدأ بالفعل.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف