السنيورة: إعادة الإعمار شأن لبناني وقضية عربية بامتياز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حاور المشاركين في المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية
السنيورة: إعادة الإعمار شأن لبناني وقضية عربية بامتياز
ولا خيار للبنانيين غير العمل معاً لتخطي الخلافات السياسية
بيروت
اعتبر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أن ليس لدى اللبنانيين من خيار غير العمل معاً لتخطي العقبات والاختلافات السياسية من أجل التوصل إلى قناعات مشتركة ومن أجل تحفيز الاقتصاد اللبناني وتمكينه من تخطي العقبات التي ولدتها سنوات طويلة من الظروف الصعبة التي أنتجت مصالح وممارسات ينبغي التوقف عنها من أجل استعمال الموارد المتاحة للبنان بشكل أفضل.
وفي لقاء في السرايا الكبيرة مساء أمس مع وفد من القيادات المصرفية التي شاركت في المؤتمر المصرفي العربي لسنة 2006، أبدى السنيورة اعتقاده بأن جمع المشاركين في المؤتمر في بيروت "لا بد أن يوجه رسالة أخوية صادقة منبهة للبنانيين بأن لا يفوتوا هذه الفرصة كما فوتنا فرصاً أخرى"، مشيراً إلى أن "إعادة إعمار لبنان هي شأن لبناني صحيح وقضية لبنانية داخلية صحيح، لكنها أيضاً قضية عربية بامتياز، إعادة إعمار لبنان هو التحدي الحقيقي أمام العرب ليس فقط أمراً كافياً في أن نرسل إلى لبنان قصائد من التأييد وخطباً في تعظيم شأن صمود لبنان".
وخاطب الحاضرين بالقول "يجب أن تطلقوا هذا النداء للبنانيين وقيادييهم وسياسييهم أن الإنسان اللبناني العربي يريد أن يعيش حياة كاملة مطمئنة ويسعى من أجل كسب عيشه في بلد ديموقراطي آمن حر عربي سيد مستقل، هذا اللبناني يريد أن يبني حياته ومستقبله على هذا الأساس، ولا يمكن أن نبني بلداً مطمئناً عزيزاً سيداً مستقلاً من دون أن ننتبه إلى الأوضاع الاقتصادية لأن هذا الأمر كل متكامل، فإن لم نستعمل الفرص المتاحة أمامنا الآن ونبني عليها ونحاول أن نعزز من النمو والتنمية لدينا، فلن تنفعنا كثيراً التصريحات والانفعالات ولا الكلام العالي النبرة، ما ينفعنا هو عملنا وجهدنا وتضامننا ووقوف أشقائنا معنا بالكلمة الطيبة والنصيحة الجيدة والدعم المادي ومجاراة اللبنانيين حتى يصلوا إلى الطريق القويم".
وكان الرئيس السنيورة استهل الحوار بالطلب إلى الحضور الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس في بيت حانون. وبعد كلمة ترحيبية لرئيس اتحاد المصارف جوزف طربيه، تطرق السنيورة مطولاً إلى موضوع المجزرة المستمرة في قطاع غزة خصوصاً وفلسطين عموماً.
ورأى الرئيس السنيورة أن "هناك سبباً جوهرياً وأساسياً لأن يبادر الأمين العام لجامعة الدول العربية للدعوة إلى مؤتمر عاجل لوزراء الخارجية العرب، ليس فقط للاستنكار، لكن أيضاً من أجل الدعوة إلى مؤتمر أو اجتماع عاجل لمجلس الأمن حتى يصار إلى إيقاف إسرائيل عن عدوانها الهمجي على السكان الآمنين في غزة".
وقال "إنني أطلق من هذا المكان دعوة إلى أشقائنا العرب للوقوف صفاً واحداً والتنبه للمخاطر التي يشكلها العدو الإسرائيلي على أمننا العربي وضرورة التداعي إلى اجتماع من أجل العمل بشكل مشترك والذهاب بوفد مشترك إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بإيقاف إسرائيل عند حدها. هذا مع العلم بأن إسرائيل ما زالت تنتهك الأجواء اللبنانية من خلال طلعاتها الجوية في الأجواء اللبنانية، وفي ذلك انتهاك صارخ للقرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 1701، وهي ما زالت تحتل أرضاً لبنانية في منطقة مزارع شبعا.. وإذا أرادت إسرائيل أن تستمر في أعمالها العدوانية فليس هناك من خيار غير الاستمرار في المقاومة".
وعن الشأن الداخلي اللبناني، قال السنيورة "ربما أحياناً في ممارستنا يكون صوتنا عالٍ أكثر مما يجب، وربما في ممارستنا نحدث ضوضاء وضجيجاً أكثر مما ينبغي، لكن الأيام قد علمتنا أيضاً أن اللبنانيين لطالما يصلون في نقاشهم وحوارهم ومناقشتهم بعضهم بعضاً إلى الحد الذي بعده يعود عقل الرحمن لهم ومن ثم يدركون أنه ليس هناك من بديل غير التلاقي والجلوس على طاولة واحدة والتحاور والتوصل إلى تفاهم".
ورأى أن "لبنان ملتزم مع أشقائه العرب بحمل لواء القضية العربية، وكما ذكرنا في النقاط السبع وقبلها في كل مناسبة أن لبنان ملتزم باتفاقية الهدنة شرط انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة وأعني بذلك منطقة مزارع شبعا. ولبنان حريص على موقفه من عملية السلام ولكن لبنان لا يمكن إلا أن يكون آخر بلد عربي يمكن أن يصل إلى مرحلة السلام بعد أن توقع جميع الدول العربية، وذلك بسبب طبيعة لبنان وتكوينه وتنوع عائلاته مما يجعل هذا الأمر بالنسبة لنا أمراً توافقياً لا نستطيع أن نقدم عليه إلا بعد أن تقدم كل الدول عربية على القيام به".
وقال "أود أن أتحدث إليكم بلغة الاقتصاد وقولوا لي أي بلد في العالم استطاع أن يصمد على مدى ثلاثين عاماً من الحروب والويلات وكان في كل مرة يعود ليقف من أجل إعادة البناء والإعمار. هذا هو لبنان الذي كان في طليعة الدول العربية من أجل التصدي لتلك التحديات التي تتعرض إليها أمتنا، وهذا هو موضوع مؤتمركم لأن إعادة إعمار لبنان هو استثمار في العالم العربي، إعادة إعمار لبنان هي شأن لبناني صحيح وقضية لبنانية داخلية صحيح، لكنها أيضاً قضية عربية بامتياز، إعادة إعمار لبنان هو التحدي الحقيقي أمام العرب، ليس فقط أمراً كافياً في أن نرسل إلى لبنان قصائد من التأييد وخطباً في تعظيم شأن صمود لبنان، ولا أدعي أن هذا أمر غير مقبول بل هو أمر جيد، ولكن التحدي الحقيقي هو كيف نستثمر ونبني على صمود لبنان حتى يكون لهذا الصمود معنى".
واعتبر أن "لبنان دائماً حاضر لأن يفي بجميع التزاماته، ولبنان لم يتنكر يوماً لموجباته والتزاماته وأنتم تعون ماذا يعني ذلك وأنتم الأخبر في ذلك أن يفي الإنسان أو الدولة أو المؤسسة بالتزاماتها، وأرى اليوم أننا بحاجة إلى وضع جميع الجهود لبنانياً وعربياً من أجل انعقاد مؤتمر باريسshy;3".
وقال "لا شك في بلد ديموقراطي متنوع لا بد أننا نسمع من هنا ومن هناك كلاماً مؤيداً وكلاماً غير مؤيد فهذا أمر طبيعي علينا أن نتعامل معه ويجب أن نسعى دائماً لكي نصل إلى توافق في هذا الخصوص، ولكن علينا في لبنان أن نسير قدماً من أجل تحقيق هذه الإصلاحات ومن أجل استعادة النمو الذي كان من المفترض أن يكون عندنا، نمو هذا العام في معدل 6 في المئة تلك كانت المؤشرات الاقتصادية والتي كانت توحي في النصف الأول من العام، ولكن بعد ما تعرضنا عام 2005 إلى تلك الجريمة الهائلة التي أودت بحياة الشهيد رفيق الحريري، والتي كان من آثارها إحداث زلزال في لبنان والتي أدت إلى انخفاض معدل النمو من 6 في المئة كان متوقعاً إلى واحد ونصف في العام كله".
وتابع يقول "كنا نتوقع هذا العام أن يكون لدينا نمو حقيقي، ونحن نعول على ما تبقى من هذا العام لكي نسعى أن نعوض التدني في الناتج المحلي الذي يختلف البعض بالتكهن كيف ستنتهي هذه السنة. وهذا كله مستند إلى إدراك جميع اللبنانيين ولا سيما السياسيين منهم إلى أهمية نبذ الخلافات ووضعها جانباً وعدم التلهي في السياسات الصغيرة التي لا تؤدي إطلاقاً إلى أي منفعة بل على العكس فيها ضرر لجميع اللبنانيين ولا سيما لأصحاب الدخل المحدود الذين يبحثون عن عمل لهم ولأبنائهم وللأجيال القادمة". وتابع "نحن في هذا العام إذا نجحنا سيكون لدينا صفر في المئة، سيكون هذا الأمر عمل أبسط ما يمكن أن يحقق ولكننا نعد العدة من أجل السير في مجموعة من الأمور بداية في جملة من الجهود الاقتصادية وورشة عمل تشريعية وتحريك عجلة الاقتصاد وإزاحة المعوقات من عمل ومبادرات القطاع الخاص أعتقد أننا مقبلون في العام 2007 على نمو يحفزه أيضاً انعقاد المؤتمر المعوّل عليه كثيراً وهو مؤتمر باريسshy;3".
وتوجه للحاضرين بالقول "إنكم كمصرفيين ترون بعض الأمور من خلال الأرقام المحددة إن كان من خلال العجز أو في الناتج المحلي وترون ذلك أنه استثناء وحيد في العالم، ربما لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي لديه دين عام يكاد يقترب من 190 في المئة من الناتج المحلي فهذا صحيح، ولكن في نفس الوقت هذا هو البلد الوحيد التي تشكل الودائع الاقتصادية والجهاز المصرفي فيه أكثر من 300 في المئة من الناتج المحلي".
وأوضح قائلاً "لا أحاول هنا أن أصوب على مكان وأقول إن المكان الآخر غير مهم، أريد أن أتحدث بشكل موضوعي لدينا ظروف أدت بنا وبعد ثلاثين عاماً من الحروب إلى ما وصلنا إليه، وما نطلبه من اللبنانيين ومن السياسيين اللبنانيين إدراك دقة الأوضاع التي نمر بها، والبلاد في هذه الفرص الهائلة من العطف والاستعداد في العالمين العربي والدولي من أجل مساعدة لبنان".
أضاف "ليعلم أشقاؤنا العرب أننا جميعنا مبحرون على زورق واحد، والذي يظن أن زورقه مختلف فهو مخطئ نحن أشبه ما يكون بسفينة فيها غرف كثيرة، حتماً هناك غرفة مرتبة مجهزة ومؤهلة فيها كل التسهيلات وهناك غرفة شاءت ظروف معينة أن لا تكون مرتبة لكن جميع هذه الغرف في سفينة واحدة. الواقع يجب أن ندرك أن المسؤولية على الجميع، ونحن نذكر أمرين الآن نذكر بالسياسة التي تعتمدها أوروبا بما يسمى بسياسة الجوار لأنهم يدركون أنهم لم يعودوا يستطيعون أن يتصرفوا وكأنهم في منأى عما يجري من حولهم، أدركوا أن العالم يصغر أكثر وأكثر، لذلك اعتمدوا سياسة الجوار".
وقال "لبنان بعد هذه الحرب التي خيضت عليه وفيه هي أيضاً ضد العرب جميعاً، هناك مسؤولية على اللبنانيين وعلى المسؤولين اللبنانيين ليتقوا الله في لبنان من جهة، وعلى الأشقاء العرب أن يسعوا سعياً حثيثاً كي لا يتحول لبنان مرة أخرى ساحة للصراعات من قبل الآخرين وأن يسعوا أيضاً من أجل مساعدة لبنان اقتصادياً من خلال المؤتمر والسعي لدى الجميع من أجل الضغط على مواقع القرار في العالم من أجل تحقيق انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا والتحول إلى المسار السلمي الذي يحقق سلاماً في منطقة الشرق الأوسط مستفيدين من كل الدروس التي حصلت في الفترة الماضية وفي الحرب الأخيرة".
وختم بالقول "أنا لا أؤمن بموضوع التفاؤل ولا بالتشاؤم، أنا بطبعي مصمم وما أؤمن به أسعى لتحقيقه، أنا مؤمن بقيامة لبنان وبأننا لا شك قادرون على الوقوف والصمود والتقدم إزاء التحديات. وانعقاد مؤتمركم في لبنان هو تعبير عن الايمان بلبنان ولكي ننجح كعرب علينا التصدي للتحديات