اقتصاد

طفرة كبرى في قطاع التكنولوجيا الخليجي مدفوعة بالنمو العمراني المتواصل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طفرة كبرى في قطاع التكنولوجيا الخليجي مدفوعة بالنمو العمراني المتواصل


عبد الفتاح فايد


قاد النمو الاقتصادي المتواصل الذي تشهده منطقة الخليج الآن، وخصوصاً النهضة العمرانية، إلى نمو هائل في عدد من القطاعات الاقتصادية في مقدمها القطاع التقني. وتشير إحصاءات لمؤسسات البحوث الدولية المتخصصة في القطاع التقني والمنتجات الإلكترونية الاستهلاكية الى "طفرة هائلة في الإنفاق على التقنية، وفي مبيعات الأجهزة الإلكترونية، وكذلك في أعداد القوى العاملة في القطاع التقني في المنطقة، التي تواجه عجزاً يقدر بنسبة 40 في المئة".

وتتزامن التحذيرات من خطر محتمل يواجه استثمارات دول الخليج في القطاع التقني نتيجة النقص المتوقع في المهارات والكفاءات المتخصصة مع انطلاق التظاهرة التقنية الأكبر في المنطقة المتمثلة في معرض الشرق الأوسط لتقنية المعلومات المعروف باسم "جيتكس دبي 2006 " بين 18 و 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

ويعزو الخبراء هذا النمو الى عوامل عدة منها "الطفرة العقارية وتدفق الشركات الأجنبية الى المنطقة وتحرير قطاعات الاتصالات".

ولفتت المديرة العامة للمعارض في مركز دبي التجاري العالمي، وهو الجهة المنظمة لـ "جيتكس دبي" تركسي لوه الى أن الاستثمارات والأعمال الخاصة ببعض المنظمات والمؤسسات "ركزت في شكل كثيف على القطاع التقني في الفترة الأخيرة". وحذرت من "نقص حاد في المهارات والكوادر المؤهلة يهدد هذه الاستثمارات"، مشددة على ضرورة الاهتمام في الوقت نفسه بتأمين المهارات اللازمة".

وأشار العضو المنتدب لشركة "كلاريندون باركر الشرق الأوسط" المتخصصة بحلول التوظيف بات لوبي إلى أن توظيف المتخصصين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال "ارتفع الى أكثر من الضعف في مكاتب الشركة السبعة المنتشرة في كل دول مجلس التعاون الخليجي في الفترة الممتدة من آب (أغسطس) 2005 الى الشهر نفسه من العام الجاري".

وأكدت احصاءات مؤسسة الأبحاث العالمية المتخصصة في القطاع التقني "آي دي سي" أن التوسع الاقتصادي المستمر سيكون له "تأثير كبير في الطلب على تقنية المعلومات، بما في ذلك مهارات الشبكات". وتوقعت زيادة في الطلب على تقنية المعلومات بمعدل نمو سنوي ثابت يزيد على 16.9 في المئة بين الأعوام 2005 و 2009، في حين ستسجل الزيادة في استثمارات معدات الأجهزة (الهاردوير) نسبة 19.6 في المئة حتى عام 2009، وستزيد استثمارات البرمجيات 11.2 في المئة، وفي خدمات تقنية المعلومات بنسبة 10.8 في المئة، وهي معدلات تصل الى أكثر من الضعف مقارنة بدول غرب أوروبا".

ورأى الخبراء أن الحاجة "تتطلب توفير المهارات في ثلاثة جوانب مهمة هي: أعمال الشبكات وإدارة المشاريع والمهارات اليدوية، حيث تبرز أهمية هذه المهارات أكثر في الجوانب التقنية الحساسة، مثل تقنية بروتوكول الإنترنت IP الهاتفية الأمان والنظام اللاسلكي. وفي جانب أعمال الشبكات المتقدم نفسها، يتوقع أن يؤثر النقص في الكفاءات على نسبة حوالى 40 في المئة عام 2009، وهي تتجاوز ضعف ما تتوقعه الإحصاءات في أوروبا".

واعتبر كبير المحللين في "آي دي سي" فيليب فان هيردين أن عدم توافر المهارات المتخصصة في الشبكات من الكفاءات المناسبة "لا يؤثر على قدرة هذه المنظمات التنافسية فحسب، بل ينسحب تأثيره على الوضع الاقتصادي للدولة ككل". في حين أكدت مساعدة مدير قسم المشاريع في مركز دبي التجاري العالمي عالية العلي أن الموضوع "يتصل في شكل وثيق بالاستخدام والتطبيق الفاعلين لعناصر تقنية المعلومات".

وتشير الاستعدادات الكثيفة للمشاركة في المعرض الى حضور قوي لشركات الالكترونيات، جنباً الى جنب مع شركات الكومبيوتر وتقنية المعلومات، لمواجهة الطلب القوي على الأجهزة المرتبطة بمفهوم

"المنزل الذكي"، وهو النمط السائد من العقارات الفائقة الرفاهية المنتشر في دول الخليج هذه السنوات، والتي يتحكم بها وبادارتها بالكامل عبر أجهزة وتقنيات مرتبطة ببروتوكول الانترنت، مثل ثلاجات الانترنت وأجهزة تكييف الهواء التي يتحكم بها من خارج المنزل، وأجهزة الرؤية والتأمين الداخلي والخارجي وغيرها.

وتقدر شركة "أل جي" الكورية نمو منتجات "المنزل الذكي" في المنطقة بنسبة "لا تقل عن 100 في المئة سنوياً بفعل الطفرة العقارية الهائلة في المنطقة عموماً، ودبي خصوصاً، ما سيجعل الدورة المقبلة من

"جيتكس دبي" أكثر من منصة تقنية، لتجمع شركات أخرى، مثل الاتصالات والإلكترونيات وشركات التوظيف وغيرها، التي تجتمع للتعرف على الإمكانات التي توفرها أسواق منطقة الشرق الأوسط واحتياجاتها".

وتشهد مبيعات التقنيات المحمولة أو النقالة خصوصاً، نمواً كبيراً في أسواق المنطقة، إذ حققت مبيعات أجهزة "بي دي آيه PDA " في المنطقة نمواً نسبته 40 في المئة سنوياً. أما أجهزة الهاتف الذكي التي تتضمن وظائف "بي دي آيه PDA " وتقنيته، فهي تنمو أسرع وبنسبة تصل إلى 80 في المئة، نتيجة نمو قطاع الأعمال وازدهاره وزيادة احتياجات رجال الأعمال ومتطلباتهم، وهو ما يتوقع أن يظهر بقوة خلال معرض "جيتكس سوق التكنولوجيا ومستهلكي الإلكترونيات 2006" الذي ينظم على هامش "جيتكس دبي 2006" ويخصص لعمليات البيع بالتجزئة.

وكما تقول المديرة العامة للمعارض في مركز دبي التجاري العالمي فان ارتفاع معدلات استعمال التقنيات المحمولة في منطقة الشرق الأوسط، مقارنة ببعض المناطق المتطورة في العالم "يرتبط باحتياجات الأفراد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات ومتطلباتهم، إذ تستلزم أعمالهم استخدام الهاتف المحمول والحاجة الدائمة الى الاتصال بأعمالهم وبالانترنت أينما ذهبوا، وسينتج عن هذا الاتجاه أجهزة ذات وظائف عملية وترفيهية في الوقت نفسه".

وتكشف الدراسات التي أعدتها مؤسسة "كلاريندون باركر" أن في الوقت الذي "ترتفع فيه معدلات الطلب على خبراء تكنولوجيا المعلومات في مختلف القطاعات، تشهد قطاعات الهندسة والخدمات المالية أعلى المستويات في هذا المجال. ونتج عن ارتفاع أعداد الشركات المتعددة الجنسية الناشطة في قطاع الخدمات المالية في المنطقة، ارتفاع مواز في الطلب على خبراء تكنولوجيا المعلومات ممن يملكون خبرات ومعارف في مجال الخدمات المالية". كما تشير إلى "زيادة واضحة في الطلب على خبراء يتقنون 3 لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية، إذ بلغ مستوى الطلب معدلات غير مسبوقة بالنسبة الى الخبراء والمتخصصين، ممن تلقوا تعليمهم في الجامعات الغربية ولديهم إطلاع ومعرفة باللغة العربية".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف