اقتصاد

العيد فرحة مرتفعة التكاليف في الامارات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الكريدت كارد حل سحري للمتعسرين في الشراء
العيد فرحة مرتفعة التكاليف في الامارات


بهاء حمزة من دبي


يقول المثل الانجليزي القديم "اذا كنت في روما فافعل كما يفعل الرومان" لكن التعديل العربي له في القرن الحادي والعشرين يقول "اذا كنت في دبي فلا تفعل كما يفعل المواطنون " وذلك ببساطة حتى لا تفلس اذ ان اوجه الصرف في دبي عديدة وكلها مغرية بحيث لا يمكن للشخص العادي مقاومة اغراء الصرف خصوصا في الاعياد حيث تجد نفسك محاطا بمئات العروض التي تسيل لعاب الفيل من المحال المختلفة التي يقدم اغلبها خصومات كبيرة بمناسبة الاعياد ثم بعد ذلك تجد نفسك وجها لوجه مع المنتزهات والفنادق والملاهي العادية والليلية التي تستطيع استخراج كل درهم في جيبك وانت سعيد تضحك.
عموما فان قضاء العيد في الامارات فرصة مشتركة كما يقول السياسيون يستفيد منها المقيم والمدينة، فاما المقيم فأنه يمتع نفسه بوجبة دسمة من المشتروات والنزهات التي يصعب ان يجد مثلها بنفس المواصفات في أي مكان اخر في المنطقة العربية فيما استفادة دبي مؤكدة من خلال مجمل النفقات التي يتم صرفها خلال فترة الاستعداد ثم الاعياد نفسها والتي تصل وفقا لتقديرات مراقبين للأسواق الى ثلاثين مليار درهم اماراتي (حوالي 8.1 مليار دولار).


لكن من المهم هنا التفرقة بين الاستعداد لعيد الاضحى واعياد الاخوة المسيحين وكذا رأس السنة اذ ان الاخيرة لا يجد كثير من الناس انفسهم مضطرين للاحتفال بها او السهر في الملاهي والمسارح وبالتالي يمكن القول ان السهر والانفاق في ليلة رأس السنة مقصور على فئة محدودة غالبيتهم من الاجانب وهؤلاء لا يضيرهم انفاق الف درهم للاحتفال بالعام الجديد على الطريقة الغربية وهو متوسط تكلفة حفلة رأس السنة في فنادق دبي المتوسطة ويتضمن بوفيه عشاء وفقرات فنية اضافة الى الرقص والمشروبات الروحية وغير الروحية.


معاناة موحدة
الجديد في تسوق الاعياد هذا العام ان الجميع من مواطنين ووافدين باتوا يشعرون بوطأة ارتفاع الاسعار في كل شيء على خلاف ما كان في السابق حتى ان كثيرين منهم اعتبروا ان الاعياد تحولت الى عبء على ميزانية الاسرة رغم كل ما يحاولون مواجهتها به من عقلانية وحسن تصرف الا ان اغلبهم لا يستطيعون كبح جماح رغبات اولادهم.


واعترف عدد من ارباب الاسر انهم لا يقدرون على مواجهة نظرة حزن او حرمان في عيون طفل من اطفالهم خلال هذه الايام خصوصا ولهذا تنهار كل الموازنات الدقيقة والحادة للاسرة في سبيل رسم الفرحة على وجوه الاطفال حتى وإن كان على حساب الميزانية المدمرة.


احمد علي يعترف ان الكثير من المقيمين تحولوا مع الارتفاع المتواصل في الاسعار الى فئة الدخل المحدود وهؤلاء يعانون في كل موسم او عيد حيث تثقل كاهلهم الأعباء المادية تجاه اسرهم وعليهم توفير المال اللازم الامر الذي يشكل معاناة شديدة في ظل الغلاء الشديد للاسعار والايجارات التي تدمر اكثر من نصف الراتب.


من ناحيتها ترى المواطنة أم محمد ان العيد استطاع بجدارة وكفاءة عالية القضاء على البقية الباقية مما توفر من راتب الشهر بل انه دمر جزء من راتي يناير الذي لم نقبضه بعد والمشكلة ان هذه الحالة لم تعد تسري على محدودي الدخل فقط، وانما انضم اليهم الموظفون من الذين يتقاضون الرواتب المرتفعة، مبررة كلامها بتعامل كل فئة مع الحدث وفقا لامكانياتها المتاحة حيث تراوح الاحتفال بالعيد بين شراء متطلباته الضرورية كالملابس والحلوى إلى التجول في ارجاء الوطن والحجز في فنادق الخمس نجوم والسفر خارج البلاد لمدة اسبوع أو أكثر وطول الاجازة ساعد على ذلك.

اما جميلة سيف فترى ان أفضل حل للحفاظ على البعض القليل المتبقي من دخل العائلة هو بالجلوس في البيوت حيث ان الخروج دائما يتطلب المزيد من المصاريف التي تتراوح بين الذهاب الى المطاعم والمتاجر المختلفة، كما انه يتعين على الاسر عدم الاقتراض خلال هذه الفترة لان عبء سدادها سيكون مشكلة جديدة سيتم ترحيلها الى الأشهر المقبلة.


العيب في الثقافة
وبين الاف الشاكين هناك من يرجع اسباب الانفاق الكبير الى الثقافة الاستهلاكية التي باتت المتحكم الاول في الشخصية الخليجية عامة والاماراتية بشكل خاص والتي اصابت عدواها المقيمين في الدولة ايضا حيث يرى حاتم حسن ان الرزق وفير وعلى المرء ان ينفق على نفسه وعلى بيته بحساب حتى لا يجد نفسه فريسة للديون المتراكمة التي لا تنتهي.


ويطرح عبد الله رضا وجهة نظر اخرى تستحق الاحترام وهي ان الاحساس بتعاظم النفقات يزداد لان اغلب ارباب الاسر لا يحتاطون لمثل هذه المناسبات بتوفير أموال خاصة بها، مشيرا الى ان النسبة القليلة الذين وفروا اموالا لا يعانون من اية أزمات وامورهم المادية تسير على خير ما يرام، وهذه المناسبات لم تكن تشكل لهم اية ازمة.


الحل في الفيزا
ومن بين المخارج الطريفة التي توصل اليها محمد الدسوقي للتغلب على انفاق الاعياد هو اللجوء الى البطاقات الائتمانية التي تعرف بالكريدت كارت حيث تسمح للشخص بتأمين كل احتياجاته من المشتريات على ان يبدأ الدفع حين ميسرة وبالتقسيط ولا يهم في سبيل ذلك كما يقول تحمل الفوائد الشهرية التي تحمل على الكارت. ويضيف "لولا الفيزا كارت لما استطعنا تغطية نفقات العيد، حيث ان موضوع التخلي عن العادات والتقاليد امر ليس بالهين على الجميع والعيد مكلف والانفاق فيه غير ويجب ان نظهر في هذه المناسبات بالشكل الذي يليق بهنا.


ومن الطرائف ايضا انه بينما يطالب الجميع بصرف الرواتب قبل العيد بفترة معقولة نجد اغلبهم يعودون للطم بعد ذلك لان استلام الرواتب مبكرا ثم صرفها على مظاهر الاستعداد للعيد من شراء ملابس الى اضحية العيد ثم نزهات العيد نفسها يجعلهم على فيض الكريم كما يقول المصريون فور انتهاء العيد.


يقول سيد محمود انه بالرغم من ان صرف الرواتب قبل قدوم العيد بأيام ساعد على تأمين كل ما يلزمنا من ملابس وحلويات ومفروشات ولوازم العيد الا ان المشكلة انه سيبقى فترة طويلة دون نقود بعد أن ذهب راتبه في مهب الريح ما يعرض الكثيرين إلى معاناة كبيرة في انتظار قدوم الراتب التالي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف