زيورخ تتصدر مُجددا سباق جودة الحياة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف
من ضمن أكثر من 350 مدينة كبيرة حول العالم، تمكنت زيورخ للمرة الخامسة على التوالي من الاحتفاظ بالمرتبة الأولى في سباق "جودة الحياة" احتلت زيورخ، متبوعة بجنيف وفانكوفر الكندية، صدارة ترتيب كبريات مدن العالم التي تتمتع بأفضل جودة حياة.أما بانغي، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، وبرازافيل عاصمة الكونغو الديمقراطية، وبغداد العراقية، فجاءت في مؤخرة الترتيب الذي نشره مؤخرا في لندن مكتب "ميرسر" الدولي للاستشارات في مجال الموارد البشرية.
يستند مكتب "ميرسر" الدولي للاستشارات في مجال الموارد البشرية في تقييمه لـ"جودة الحياة" في كُبريات مُدن العالم إلى 39 معيارا مثل الاستقرار السياسي، والظروف الأمنية، والوضع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وحالة المدارس، ومستوى الخدمات الصحية، ووسائل النقل، والمطاعم، والمقاهي الليلية...
ويعتبر مؤشر جودة الحياة أداة لمقارنة ظروف المعيشة التي تقدمها كبريات المدن للمُوظفين والعُمال المُغتربين وأسرهم. وورد في البيان الصادر عن مكتب "ميرسر" يوم 10 أبريل في لندن أن هذا الترتيب السنوي يسعى إلى مساعدة الحكومات والشركات متعددة الجنسيات على تحديد المدن التي ستستقبل مُمثليها المُكلفين بمهام دولية، والأجور التي تتناسب مع مستوى المعيشة في البلد المُضيف.
زيورخ تحتفظ بلقبها..
وللعام الخامس على التوالي، تمكنت مدينة زيورخ السويسرية، وبفارق 0,1 نقطة فقط أمام جنيف، من انتزاع المرتبة الأولى ضمن قائمة اشتملت على أكثر من 350 من كبريات المدن. أما المرتبة الثالثة فعادت لفنكوفر الكندية والرابعة لـفيـينا النمساوية. وبالتالي، احتفظت هذه المدن الأربع بنفس المراتب التي حصلت عليها العام الماضي، مع "تحسين نتيجتها"، حسب مكتب "ميرسر".
وفي تعليقه على فوز زيورخ بـ"سباق" جودة الحياة، قال روبيرت بالدوين، المتحدث باسم جمعية "شبكة التوطين" المتخصصة في مساعدة المغتربين على الاستقرار في سويسرا: "لم تفاجئني النتيجة لأن جودة الحياة والبنى التحتية في زيورخ استثنائية بمقاييس أية دولة".
وأضاف في تصريحاته لسويس انفو: "إن نظام التعليم العمومي هائل، والوصول إلى العمل بوسائل النقل العمومية غير مُُرهق، والجميع يشعر بالأمان لدى التجول ليلا في المدينة".
من جهتها، أشارت السيدة بيـا نيـسكانن من الغرفة التجارية البريطانية السويسرية إلى أن الامتعاض الوحيد الذي يشعر به بعضُ الموظفين البريطانيين في زيورخ -المتحدثة بالألمانية- يرتبط أساسا بحاجز اللغة.
في المقابل، نوهت السيدة نيسكانن في حديثها مع سويس انفو إلى أن زيورخ مدينة صغيرة يسهل فيها التنقل بين السكن والعمل والمتاجر وأنها قريبة من الطبيعة، قائلة "إن أعضاءنا البريطانيين يحبون هذا القُرب من الجبال".
وتابعت "إن أعضاءنا يقدِّرون زيورخ وجنيف بنفس الدرجة تقريبا. أما باقي المدن السويسرية فتقف وراءها بعض الشيء من ناحية العروض التي تقدمها للمغتربين النشطين في مجال الأعمال".
نمو سريع في أوروبا الشرقية
وتنتمي 15 من المدن الثلاثين الأولى في الترتيب إلى أوروبا الغربية، إذ جاءت كل من دوسلدورف وفرانكفورت وميونيخ الألمانية في المراتب السادسة والسابعة والثامنة. بينما ظلت لندن مستقرة في المرتبة 39 بـ101,2 نقطة. أما أثـيـنا اليـونانية التي احتلت المرتبة 79 فهي المدينة الأخيرة في أوروبا الغربية.
وبالنسبة لشرقي أوروبا، لاحظ معدو الدراسة أن مدنا مثل بودابست (المجر) وليوبليانا (سلوفينيا) وبراغ (تشيكيا) وفيلنيوس (ليتوانيا) وتالين (إستونيا) ووراسو (بولونيا)، تحرز تقدما هاما على مستوى جودة الحياة، خاصة منذ التحاق بلدانها بالاتحاد الأوروبي في 1 مايو 2004، إذ تتسلق بسرعة درجات سلم الترتيب.
وعن هذه الظاهرة، قال الباحث سلاغين باراكاتيل من مكتب "ميرسر" في البيان الصادر عن مؤسسته "إن مستوى المعيشة في عدد من مدن أوروبا الشرقية يتحسن تدريجيا بما أن الدول التي انضمت مؤخرا للاتحاد الأوروبي تجتذب استثمارات أكبر".
في المقابل، أشار الباحث إلى أن "مدنا مثل دُبي يمكن أن تعرض تنوعا أكبر على مستوى التسهيلات التي يطلبها المغتربون- مثل المطارات الدولية التي تقدم شبكة رحلات جيدة وفرص أفضل للاستراحة ونشاطات الترفيه- مُقارنة مع عدد كبير من مدن أوروبا الشرقية".
مرتبة بغداد غير مُفاجئة
وقد احتفظت معظم المدن في أوروبا والشرق الأوسط بمواقعها في الترتيب، باستثناء القاهرة التي تراجعت بتسع درجات إلى المرتبة 131 بمجموع 71,2 نقطة بسبب "الاضطراب السياسي والهجمات الإرهابية في المدينة وضواحيها"، حسب ما جاء في بيان مكتب "ميرسر".
أما العاصمة العراقية بغداد، فاعتُُبرت للعام الثالث على التوالي المدينة الكبيرة الأقل جاذبية في العالم بحيث لم تحصل على أكثر من 14,5 نقطة. ولا غرابة في هذا التصنيف بالنسبة لمدينة تعيش في حرب وعدم استقرار أمني منذ ثلاثة أعوام أيضا.
ومن المدن التي صُنفت في مؤخرة الترتيب قبل بغداد، الكونغو برازافيل، وبانغي عاصمة جمهورية افريقيا المتوسطة، والعاصمة السودانية الخرطوم.
وفي الولايات المتحدة، تتقدم الترتيب مدينة هونولولو (في هاواي) إذ تحتل المرتبة 27، متبوعة مباشرة بسان فرانسيسكو، ثم بوستون وواشنطن وشيكاغو وبورتلاند في المراتب 36، و41 و41 (بالتساوي) و43.
وفي أمريكا الجنوبية، اختلفت مراتب المدن بشكل كبير نظرا لاختلاف الأوضاع الاقتصادية والسياسية في القارة. لكن الباحث باراكاتيل أشار بهذا الصدد إلى أن "الانتعاش الاقتصادي المستقر في الأرجنتين قد يدفع مُُدنها إلى مراتب أعلى في غضون السنوات القليلة القادمة".
تحسن مرتقب لمدن الصين والهند
وفي آسيا، احتلت سنغافورا (الدولة المدينة) وطوكيو (اليابان) المرتبتين 34 و35. أما المدينة الصينية التي كان لها أفضل تصنيف فهي شنغاي التي جاءت في الصف 103 بـ 80,1 نقطة. لكن مكتب "ميرسر" يرى أن جودة الحياة "يُفترض أن تتحسن في شنغاي خلال السنوات القادمة".
وقال الباحث باراكاتيل "إن بيجين وشنغاي مدينتان تنموان وقد تشهد فيهما جودة الحياة تحسنا سريعا خلال السنوات القادمة. ويعود ذلك أساسا إلى استقطابهما لاستثمارات دولية أكبر نظرا للسعر المتاح والمنخفض لليد العاملة والخبرة الصناعية".
وفيما يخص المدن الهندية التي لم تحقق تقدما ملموسا، فيعتقد أصحاب الدراسة أن الاستثمارات الأجنبية ستساهم أيضا في تحسين وضعية مدن مثل مومباي أو بانغالور.
وأضاف البيان الصادر عن مكتب "ميرسر" أن "جودة الحياة في المدن الهندية مثل مومباي وبانغالور ترتفع ببطء لكن باستقرار، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى تحسن العلاقات السياسية الهندية مع دول أخرى".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف