اقتصاد

الامارات تصعد استثماراتها استراتيجيا في المغرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تفوقت على التقليدي الفرنسي..وضخت المليارات..
الامارات تصعد استثماراتها استراتيجيا في المغرب


أحمد نجيم من المغرب : ارتفع حجم الاستثمار الإماراتي في المغرب بشكل لافت ، إذ بلغ حجم استثمار "دبي القابضة" قرابة 12 مليار دولار، في حين وصل حجم شركة "إعمار" إلى 5،2 مليار دولار، بالإضافة إلى استثمارات أخرى لمجموعة من المؤسسات الإماراتية منها "صندوق أبو ظبي للتنمية" إذ يصل حجم استثماراته إلى 300 مليون دولار، أضخم هذه المشاريع إنجاز ميناء طنجة المتوسط والمنطقة المتوسطة في الشمال المغربي، بالإضافة إلى ذلك ستسند مهمة تسيير الميناء إلى مؤسسة "جبل علي" الإماراتية، وبذلك يتفوق الإماراتيون على المستثمرين الخارجيين التقليديين الذين عرفهم المغرب في العقود الماضية، وفي مقدمتهم الفرنسيون.في الوقت الذي حظت فيه المغرب بثقة الاستثمارات الامارتية والخليجية خلال السنوات الاخيرة مع اطلاق المغرب لسلسة اصلاحات اقتصادية وادارية، منها ما تم تفعيله ومنها وما ينتظر، حيث يتوقع ان تسجل المغرب اعلى ارقام الجذب للاموال الاستثمارية القادمة من الخليج بين دول المغرب العربي.

وكان رئيس نادي المستثمرين العرب، السعودي جمال باعامر، أكد ل"إيلاف" أنه ينظر بفخر إلى هذا الاستثمار الإماراتي، وأوضح باعامر، أن السعوديين كانوا أول من استثمر في المغرب، تلك التجربة ساعدت دولا أخرى على الاستثمار في المغرب. لقد بدأ اتجاه المغرب شرقا في الآونة الأخيرة. وأكد أن رؤوس الأموال بدأت تعي الاستثمار في الدول العربية، لذا سيضاعف حجم الاستثمار في المغرب.

لقد شهدت الاستثمارات الإماراتية تحولات كبيرة، ففي الثمانيات من القرن المنصرم، اهتمت بالجانب الإنمائي والإنساني، عبر صندوق أبو ظبي للتنمية، وبدعوة من رئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد، وساهمت تمويلات الصندوق في إنشاء موانئ وسدود ومطارات ومجمعات سكنية.

وتتوفر الشركات الإماراتية على أسهم في مؤسسات حكومية، فالشركة المغربية الإماراتية للتنمية تساهم في عدة قطاعات، مثل القطاع البنكي عبر "القرض العقاري والسياحي" والقطاع السياحي من خلال "النخيل للسياحة" بالإضافة إلى قطاعات الاسمنت والصيد في أعالي البحار والصناعة والتجارة.

وخلال التسعينات شهدت الاستثمارات الإماراتية نقطة تحول من خلال الاهتمام بالجانب الاستثماري، كان أهم استثمار قامت به شركة "عنتوت" للاستثمارات السياحية، والتي يمولها وزير البترول السابق ومستشار الرئيس السابق مانع سعيد العتيبة، وتملك هذه الشركة سلسلة فنادق "شيراتون" في المغرب، بالإضافة إلى فندقي "ميراج" بمدينة مراكش، كما دخلت على الواجهة شركة الاستثمار الإماراتية، إذ حازت على صفقة تهيئة محطة "مازاكان" بمدينة الجديدة، جنوب الدار البيضاء، بقيمة 500 مليون دولار.

وتظل أضخم الاستثمارات الإماراتية في المغرب خلال السنوات الأخيرة، ما أقدمت عليه شركتا "دبي القابضة" و"إعمار"، فهذه الأخيرة استثمرت في المغرب 5،2 مليار دولار، من خلال مشروع "خليج بهية" ب1،2 مليار دولار ومشروع سياحي عقاري في مراكش ب500 مليون دولار، ومشاريع استثمارية أخرى، وتدخل شركة "إعمار" الإماراتية في إطار تعاقدي مع مؤسسة "أونا" أكبر هولدينغ مغربي تابع للقطاع الخاص.

أما أكبر استثمار إماراتي فيبقى ل"دبي القابضة"، إذ وقعت أخيرا في المغرب اتفاقيات لاستثمار 12 مليار دولار ضمن مشاريع تطوير ضخمة في مدن أربعة مدن رئيسية في المملكة المغربية سيتم تنفيذها على مدى الخمس سنوات القادمة. وتقوم شركة دبي الدولية للعقارات ذراع الاستثمار والتطوير العقاري الدولي لدبي القابضة بالاشتراك مع صندوق الإيداع والتدبير المغربي.

وأكد محمد القرقاوي، رئيس مؤسسة "دبي القابضة"، الوزير الامارتي لشؤون مجلس الوزراء وحتى رجالات الشيخ محمد بن راشد قائد التجربة الاقتصادية الانشط في العالم العربي ، اكد أن "المملكة المغربية تأتي ضمن صدارة الأسواق التي تعتزم دبي القابضة الاستثمار بها، حيث تعد المشاريع التي تم الإعلان عنها اليوم باكورة سلسلة من مشاريع التطوير التي نعتزم تنفيذها بالمملكة المغربية، بكلفة استثمارية تصل إلى 12 مليار دولار أميركي، مما سيجعل من دبي القابضة ضمن أكبر المستثمرين الدوليين والعرب في المملكة المغربية"، مشيراً إلى أن استثمارات دبي القابضة والشركات التابعة لها في المغرب وبقية الدول العربية تأتي في ضوء توجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتعزيز التعاون مع الدول العربية باعتباره المحور الأساسي لنمو وازدهار المنطقة ككل".

وعزا القرقاوي اهتمام "دبي القابضة" بالمغرب إلى ما يتمتع به من "بيئة استثمارية تعد ضمن الأفضل من نوعها، ليس على مستوى منطقة الشرق الأوسط فقط وإنما على المستوى العالمي أيضاً"، بالإضافة إلى الثقة "بآفاق النمو المستقبلية للاقتصاد المغربي" في ظل قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس.

مشاريع "دبي القابضة" تتنوع من "مشروع "أمواج" في مدينة الرباط البالغ كلفته ملياري دولار، حسب فرحان فريدوني الرئيس التنفيذي لشركة دبي الدولية للعقارات، وأضاف هناك مشروعين آخرين سيتم تنفيذهما في مدينة الدار البيضاء، هما "دبي تاورز- كازابلانكا" البالغ كلفته 600 مليون دولار أمريكي و"مارينا دي كازابلانكا" البالغ كلفته 500 مليون دولار أمريكي، عقب إعلان شركة المنار التابعة لصندوق الإيداع والتدبير عن انطلاق الأشغال في المشروع أخيرا بحضور العاهل المغربي محمد السادس.
بالنسبة إلى مارينا دي كازابلانكا، فستكون "تحفة معمارية في الدار البيضاء، وستتكون من مساحات مكتبية فخمة، مركز للتسوق والترفيه، مطاعم ومقاهي، شقق سكنية، فنادق فخمة، نادي ومرفأ لليخوت".

العلاقات المغربية الإماراتية عكستها كذلك عدد الرحلات بين البلدين، فلشركة "طيران الإمارات" رحلة يوميا إلى دبي، وتأمل أن تضاعف رحلاتها، كما سيدشن "طيران الاتحاد" مع نهاية شهر أبريل الحالي ثلاث رحلات أسبوعيا من الدار البيضاء إلى دبي.
وكان حسن البرنوصي، مدير الاستثمارات الخارجية، أوضح أن المغرب أصبح يشكل أرضية للتصدير في اتجاه أسواق أخرى. أكد أن بلاده تسعى إلى مضاعفة حجم الاستثمارات الأجنبية بهدف تشجيع النمو الاقتصادي, وأكد، في تصريح لل" بي بي سي" أن المملكة ستواصل في هذا الاتجاه انفتاحها الاقتصادي. وتضاعف حجم الاستثمارات الأجنبية بالمغرب خمس مرات خلال العقد الأخير.

ولم يحقق الاقتصاد المغربي نسبة نمو مرتفعة رغم ارتفاع حجم الاستثمارات، إذ لم تتجاوز النسبة السنة المنصرمة 1،8 في المائة، ومن المتوقع إذا كان الموسم الفلاحي جيدا، إلى 5،4 في المائة السنة الجارية.

يشار الى الاستثمارات الامارتية من خلال دبي القابضة وشركة اعمار شملت عدد من الدول العربية من بينها السعودية والاردن والسودان ومصر ،اضافة الى تركيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف