اقتصاد

أسباب المضاربة في أسواق العملات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أسباب المضاربة في أسواق العملات


حيدر عبدالرضا من مسقط


أشار التقرير الأسبوعي للمركز العماني لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات أنه بالرغم من أن هناك أسبابا عديدة من بينها السياحة للطلب على العملات الأجنبية، ويكون غالبا من أجل تسهيل شراء السلع والخدمات من الدول الأخرى، إلا أن هنالك مجموعة أخرى من المشاركين في أسواق العملات " المضاربين أو تجار العملات كما يسمونهم" الذين يشترون العملات ويقومون ببيعها مستقبلا بغرض تحقيق الأرباح، موضحا أن هؤلاء يقومون بتحديد أهدافهم باستغلال عوامل من بينها النمو المتوقع للاقتصاد والتطورات التي تحدث في أسعار السلع مستقبلا، مع العلم أن التوقعات لمثل هذه العوامل تؤدي إلى تحديد توقعات في تغيرات قيمة العملة صعودا وهبوطا. وأوضح التقرير أنه بهذه الطريقة يقوم المضاربون بالتأثير على أسعار الصرف صعودا وهبوطا، مشيرا إلى أنه في الدول التي تتميز باستقرار في الاقتصادات وفي أسعار الصرف فان هؤلاء المضاربين لا يجدون سوقا رابحة للعمل.


وأشار التقرير أنه تم اتهام المضاربين بأنهم السبب الرئيسي في تدني قيمة بعض العملات، إلا أن التغيرات في حقائق الاقتصاد وليس المضاربين، تشكل في العادة الأسباب الرئيسية لتدني قيم العملات كما هو الحال في دول جنوب شرق آسيا إبان فترة نهاية 1997 وبداية 1998، مشيرا أنه إذا توقع هؤلاء المضاربون انخفاض قيم العملات وقاموا بسرعة شراء العملات التي من المتوقع أن ترتفع أسعارها، فان هذه العملية تؤدي إلى زيادة كبيرة في عرض العملات المحلية التي قاموا ببيعها ومن ثم إلى تخفيض قيمتها في السوق المحلي، موضحا أن هذا الانخفاض يقوم أيضا بتنشيط شراءات أخرى توقعا لانخفاض أكبر في قيم هذه العملات في المستقبل.


وذكر التقرير أنه ليس صحيحا وفي كل الأحوال أن المضاربين هم السبب الرئيسي في تدني قيمة العملة، لأن العوامل الاقتصادية غالبا ما تكون هي السبب، إلا أن هؤلاء المضاربين يساهمون في تدني قيمة العملة ولكنهم ليسوا السبب في ذلك. وهذا ما حدث بالفعل في دول جنوب شرق آسيا حيث أن حالات الإفلاس الحقيقية أو المتوقعة وقتها في أسواق المال أضعفت الثقة في العملات وأدت بالتالي إلى تدن في قيمتها وذلك بسبب توقعات انخفاض هذه العملات.


وطرح التقرير سؤالا إن كان للمضاربين أثر طيب في أسواق الصرف، موضحا أنه عندما يكون هنالك ضعف في قيمة العملات مؤقتا أو زيادة مؤقتة في حجم العملات فان قيمتها ستنخفض تبعا لذلك، ويقوم المضاربون بالشراء مما يزيد الطلب عليها ويؤدي ذلك إلى رفع قيمتها مؤقتا. وعندما يقوم المضاربون ببيعها مره أخرى يؤدي ذلك إلى زيادة عرضها في الأسواق ويخفض من قيمتها، مشيرا أنه بهذه الطريقة يقوم المضاربون بتسهيل تدفق العرض والطلب على أسعار الصرف في المدى القصير، بمعنى أنهم يعملون على تثبيت أسعار الصرف يوما بعد يوم مما يسهل التجارة الخارجية للدولة المعنية. كما يقوم المضاربون أيضا بامتصاص المخاطر التي لا يرغب غيرهم في تحملها، حيث أن انخفاض قيمة العملات يؤدي إلى خسارة لهؤلاء المضاربين.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف