الفياغرا يقوي حلم التصنيع المصري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الفياغرا يقوي حلم التصنيع المصري
حاتم الجبلي : 5 جنيهات سعر القرص وسنتجة للتصدير .
محمد جاد : نعم القرار تأخر عشر سنوات .
جلال غراب : وزارة الصحة رفضت تسجيل العقار منذ 9 سنوات .
16 مليون جنيه نفقات المصريين على الفياجرا في 2005 .
المصريون يستهلكون مليون قرص في العام الماضي .
البرلمان المصري طالب بإنتاج العقار وإنهاء الاحتكار .
محمد الشرقاوي من القاهرة
الفياغرا حلم البسطاء وجنة الفقراء - تحولت إلى مطلب شعبي حتى أن احد الرجال فكر أن يرسل خطاب إلى رئيس الوزراء المصري لادخالة ضمن منظومة الدعم بدلا من السلع الأخرى - البداية كانت فور إعلان وزارة الصحة عن إعطاء حقوق التصنيع لعشر شركات كوسيلة لتقليل الاستيراد خاصة من الصين والذي يؤثر بالسلب على الاقتصاد الوطني ومن الناحية الأخرى الاتجاة إلى التصنيع حيث باتت الفياجرا الحل السريع المفعول لكافة المشاكل الأسرية ليس في مصر وحدها ولكن عالميا أيضا .
السعر الذي طرحتة الوزارة سيدفع إلى جعلها في متناول الجميع الفقير قبل الغني إلا أن حجم الأرقام والإحصاءات التي تتحدث عن هذا الأمر والتي نشر بعضها في السابق تؤكد على عظم القضية - إيلاف تبحث جوانبها في السطور التالية خاصة في ظل المنافسة التي ستواجهها الشركات المحلية مع شركة فايزر الاميركية صاحبة إنتاج مادة سيلدينا فيل المادة الفعالة في إنتاج الفياجرا ......
القضية بدأت رغم الحديث عنها منذ زمن خاصة بعد أن وافق الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والسكان علي أن يتم إنتاج "الفياجرا" في ١٠ شركات دواء مصرية، للقضاء علي ظاهرة انتشار الأدوية غير المسجلة وغير معلومة المصدر، ولتوفير المنتج للمواطنين بأسعار اقتصادية.
وقال الجبلي أن الإنتاج المصري سيكون عبارة عن أقراص ٥٠مجم بأسعار تبدأ من ٥ جنيه إلي ٧ جنيهات، مشيراً إلي أن دخول هذه الشركات في مجال الإنتاج سيحول مصر من مركز تهريب إلي دولة مصدرة ومنافسة، لأن السعر سيكون تنافسياً، ولا توجد دول أخري تُنتج الفياجرا بالسعر المصري.
وقال المستشار محمد عمر جاد مستشار الوزير لشؤون التعاون الدولي: إن قرار الوزير الذي تأجل ١٠ سنوات، جاء بعد انعقاد اللجنة الاستشارية للدواء التي شكلها الوزير، والتي اعتمدت الرأي الاستشاري بإنتاج الفياجرا.
وأضاف جاد، أن الجبلي قرر أيضاً تشكيل لجنة تنفيذية للاعتماد برئاسة الدكتور بسيوني زكي مدير الإدارة العامة للجودة بالوزارة، تكون مسؤولة عن مراجعة الجودة بأي مؤسسة صحية بحيث لا تحصل علي شهادة الجودة إلا بعد اعتماد اللجنة لها.
ومن جانبه قال الدكتور جلال غراب الرئيس السابق للشركة القابضة للأدوية الذي أرجع أسباب تأخر إنتاج الفياجرا المصرية لرفض وزارة الصحة تسجيل المستحضر رغم أن أول شركة مصرية تقدمت بملفها لهذا الغرض عام ..1997 وكان يتحتم حينذاك سداد رسوم التسجيل كما هو معمول به في جميع دول العالم.
وكانت النتيجة أن استمرار رفض تسجيل الفياجرا في مصر باستمرار منذ عام 97 وحتي الآن أدي لنجاح العديد من العصابات في تهريب كميات كبيرة إلي البلاد يباع القرص منها بأسعار تتراوح بين 7 و10 جنيهات بينما يصل سعر قرص الفياجرا الأمريكية إلي 35 جنيهاً مشيراً إلي أن الشركة الأمريكية كانت قد أعلنت من قبل انه ليس من حق أية جهة أن تسجل العقار في مصر وهو ما يتيح لها فرصة احتكار السوق بحجة ما نص عليه قانون الملكية الفكرية بشأن المعلومات السرية.. ولكن الحقيقة ان هناك لبسا وخطأ واضحا لأن الشركة الأمريكية لا تملك هذا الحق...
وأوضح غراب في تصريحات له ان قرار رئيس الوزراء بالبدء في تسجيل العقار صدر في نوفمبر عام 2000 بينما صدر قانون الملكية الفكرية في مايو 2002 وهو ما يمنح الشركات المصرية الحق في أن تسجل إنتاج العقار خاصة أنها تقدمت إلي وزارة الصحة بطلباتها قبل تطبيق بند المعلومات السرية الوارد في قانون الملكية الفكرية "التربس".. أضف إلي ذلك ان بند المعلومات السرية لا ينطبق من الأساس علي الفياجرا كعقار لأن هذا البند يعني بأن تشترط الحكومة علي الشركة المنتجة أن توافيها بمعلومات إضافية عن العقار غير تلك المطلوبة رسمياً في ملفات التسجيل.. وإذا ما حدث ذلك فإن الحكومة تكون مؤتمنة علي معلومات سرية لا تتاح لغيرها فيما يخص العقار.. وهذا لم يحدث بين الحكومة المصرية وشركة فايزر الأمريكية خاصة أن جميع المعلومات المتعلقة بالعقار قديمة ومتاحة بسهولة في جميع أنحاء العالم.
مرتبة أولى
وتقول دراسة ميدانية ان المصريين يدفعون حوالي الملياري دولار سنويا /حوالي 11 مليار ونصف المليار جنيه مصري/ على شراء الفياجرا0
وأضافت الدراسة التي أجرتها شركات الأدوية وكبار الصيادلة في مصر أن استهلاك الفياجرا هو أحد العوامل الرئيسية التي تلتهم ميزانية الأسرة المصرية، بالإضافة إلى الدروس الخصوصية، حيث ثبت أن متوسط إنفاق الأسرة على شراء الفياجرا شهريًا يتراوح بين مائة وثمانين جنيهًا وثلاثمائة جنيه.
وأشارت إلى أن متوسط عدد الأقراص التي يتم تهريبها إلى داخل البلاد سنويًا يبلغ نحو مائتين وأربعين مليون قرص وان هذه العملية تكلف الدولة ما يقرب من سبعة مليارات ونصف المليار جنيه سنويًا.
ويرى الاقتصاديون ان الدولة المصرية في حالة تسجيل عقار الفياجرا لن تتحمل سوى خمسة وسبعين مليون دولار كسعر لاستيراد المادة الخام، وستوفر ما قيمته 1865 مليون دولار، ويمكن لعدد من شركات الأدوية المحلية إنتاج هذا الدواء بأسعار أقل بكثير من السعر الحالي للأقراص المهربة ، ونوهت الدراسة إلى وجود طلبات من بعض الدول الأجنبية التي تستورد الدواء المصري لشراء هذا العقار بسعر دولارين للقرص، بشرط تسجيله في مصر.
وقالت نشرات صحافية نشرت في القاهرة وأكدتها مؤسسة دولية متخصصة في أبحاث تسويق الدواء، أن المصريين استهلكوا مليون قرص فياجرا خلال عام 2005. جاءت الإحصائية ضمن تقرير أعدته المؤسسة أكدت فيه أن العالم يستهلك 143 مليون قرص فياجرا كل عام. وان 27 مليون رجل يستخدمون العقار في العالم.
مطلب برلماني
الموضوع لم يكن مطلبا شعبيا فقط بل دخل البرلمان أيضا حيث طالبت في شهر أيار الماضي لجنة الصحة بالبرلمان تطالب بإنتاج الفياجرا محليا ، حيث طالبت بالسماح لشركات الأدوية المصرية بإنتاج عقار الفياجرا ، حتى لا تستغل الشركات الأجنبية إنتاجه واحتكاره.
وقال النائب سامح علام أن العقار يستخدم في علاج أمراض القلب وضغط الشريان الرئوي والذي يصيب الأطفال والكبار على حد سواء ، وأضاف موضحا أن استمرار استيراد الفياجرا يكلف الدولة ملايين الدولارت كل عام تذهب إلى خزائن الشركات الأجنبية ومافيا التهريب.
ومن جانبه انتقد الدكتور حمدي السيد رئيس اللجنة تأخر إنتاج الفياجرا حتى الأن ، مشيرا إلى موافقة وزير الصحة الأسبق الدكتور إسماعيل سلام على السماح للشركات الوطنية بالبدء في انتاج العقار.
وكشفت الدكتورة زينب عبيد رئيس قطاع الصيدلة بوزارة الصحة عن حصول ثلاث شركات أدوية مصرية على موافقة مبدئية لتصنيع وإنتاج الفياجرا ، وفي انتظار صدور قرار التسعير لها.
كما أكدت الدكتورة ساميه صلاح رئيس لجنة السياسات الدوائية بوزارة الصحة انه لا توجد اى قوانين سواء محلية أو عالمية تمنع مصر من انتاج عقار الفياجرا .
الخليج أكبر سوق
الدراسات والأبحاث الميدانية تؤكد ارتفاع معدل استهلاك أقراص الفياجرا المنشطة جنسيا في العالم عموما حيث تخطت لأول مرة مبيعات الفياجرا المليار دولار خلال عام 2005 كما كشفت عن زيادة الاستهلاك في الوطن العربي بشكل كبير خصوصا في دول الخليج ومصر.
وأظهرت الإحصائيات التي ذكرت خلال جلسات احد المؤتمرات ونشرت وقتها للجمعية المصرية للمسالك البولية أن مصر استهلكت فياجرا بـ16 مليون جنيه (2.8 مليون دولار) في عام2005 ، وهو ما يزيد بمقدار الضعف عن آخر إحصائية مصرية صدرت في هذا الصدد عام 2001، في حين بلغ الاستهلاك في دول الخليج الستة 15 مليون دولار، بما يشكل أكبر حجم مبيعات للفياجرا في الوطن العربي.
وبحسب هذه الإحصائيات أيضا فإن أكثر من مليار قرص من هذا العقار بيعت في العالم منذ تداوله عام 98 وحتى الآن، كما أن 750 ألف طبيب يصفون الدواء في 150 مليون روشتة لأكثر من 27 مليون رجل يستخدمونها بانتظام في 120 دولة.
وجاء في إحصائيات تضمنها تقرير أعدته مؤسسة I.M.S المتخصصة عالميا في أبحاث تسويق الدواء -ونوقش ايضا ابان المؤتمر- أن عقار الفياجرا سيطر على 60% من أدوية الضعف الجنسي، رغم ظهور أدوية مماثلة تعمل بنفس طريقة الفياجرا وأن نسبة 90% من مرضى الضعف الجنسي لم يطلبوا العلاج بعد، ولذلك فمن المتوقع أن تشهد سوق أدوية علاج هذا المرض رواجا في السنوات القادمة.
فضايح الفياجرا
ومن اشهر القضايا التى انتشرت مع الفياجرا ما حدث مؤخرا مع النائب البرلماني محمد ابو العينيين من اتهامة بتهريب شحنة فياجرا من خلال كونتينارات للسيراميك وثبت بعدها تورط احد الموظفين في شركات ابو العينيين في هذه الصفقة وبعدها دعا النائب محمد أبوالعينين رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب النائب العام الي التحقيق في شحنة الفياجرا والتليفونات المحمولة التي وردت الي قرية البضائع بمطار القاهرة باسم شركته سيراميكا كليوباترا. وأعلن استعداده للوقوف أمام القضاء في مصر أو بلد الشحن لإظهار الحقيقة ومعرفة الشاحن والمستفيد والمتعاقد.
وكشف ابوالعينين في بيان عاجل ألقاه بمجلس الشعب فور تلقيه اتصالا هاتفيا من الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية فور اكتشاف الواقعة تحرك علي أثره فورا إلي المطار والتقي وكيل وزارة المالية لشئون الجمارك والمسئولين بقرية البضائع
وتبين ان مستندات الشحنة مختومة بخاتم اعتماد صحة توقيع من البنك مصر رومانيا ومدون عليها عناوين وتليفونات وهمية،
وأشار ابوالعينين إلي أن شركته لم يسبق لها التعامل مع هذا البنك، وفواتير الشراء المعتمدة منه مدونة بتاريخ لاحق لوصول الشحنة.
وقال ابوالعينين أن شركة الشحن والمورد منسوبان إلي إمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا انه لا يعرف المورد ولم يسبق له الاستيراد من الإمارات ولا توجد خامات لصناعة السيراميك بإمارة عجمان ، ووصف ابوالعينين الواقعة بالمؤامرة وقال أننا أمام عملية تزوير كبري هدفها النيل من المستثمرين.
من جانب آخر اتهم عضو المكتب السياسي لـحزب مصر الفتاة بتهريب فياجرا والإنتربول يبحث عنه في دبي حيث اتهم شعبان ممتاز، عضو المكتب السياسي بحزب "مصر الفتاة"، صاحب أحد مصانع الملابس، وانه تم تلفيق قضية تهريب فياجرا له، تم وضعها في شحنة استيراد أقمشة باسمه، وتم تحريك دعوي ضده، واستصدرت النيابة أمرا بالقبض عليه من خلال الإنتربول باعتباره هاربا في دبي، رغم أنه لم يغادر مصر ، رغم ان شعبان - على حد قوله - لم يزر دبي في حياته كلها، ولم يسافر إلا مرة واحدة إلي الصين الشعبية.