اقتصاد

الاقتصاد اللبناني يتجه نحو المجهول

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في اليوم التاني للحصار الاسرائيلي

الاقتصاد اللبناني يتجه نحو المجهول


فادي عاكوم من المنامة

في اليوم الثاني من رزنامة ايام الحرب الاسرائيلية على لبنان وفي اليوم الثاني من الحصار المضروب على كافة المنافذ اللبنانية بحرا وبرا وجوا، حيث عادت الذاكرة بالشعب اللبناني الى عام 1982 عندما اجتاحت القوات الاسرائيلية الاراضي اللبنانية بهدف اخراج التنظيمات الفلسطينية نهائيا من لبنان خاصة وان السيناريو هو نفسه مع الخوف من نفاذ مادة البنزين والمواد التموينية الاولية، باتت النظرة اوضح الى ما سيؤل اليه وضع الاقتصاد اللبناني الذي يتجه شيئا فشيئا الى هاوية يحتاج معها الى رافعة من الحجم الكبير لانتشاله منها .

وكان لافتا امس قوافل السياح الهاربين من كافة المناطق اللبنانية باتجاه سورية ومنها الى بلدانهم حيث قامت السفارات بتنظيم ترحيل رعاياها حفاظا على سلامتهم خاصة بعد استشهاد مواطنين كويتيين في منطقة صور جنوب لبنان، وبغياب اي ارقام رسمية للسياح الفارين قدر السفير السعودي في لبنان عبد العزيز الخوجة عدد السعوديين الموجودين حاليا في لبنان بين الـ 15 الف و الـ 20 الف والغالبية غادرت لبنان عبر سورية بواسطة باصات جهزتها السفارة لهذه الغاية، وكذلك الحال بالنسبة الى الكويتيين و سائر ابناء منطقة الخليج والجدير ذكره ان اعدادا كبيرة من الذين غادروا هم من السياح المقيمين اي من الذين يملكون منازل في لبنان خاصة في مناطق عاليه وبحمدون وصوفر والمناطق الجبلية المحيطة .

مليون وسبعمائة الف سائح كان من المفترض ان يضخوا للسوق اللبناني اربع مليارات دولار اميركي هذا الصيف، وبات واضحا ان هذا المبلغ اصبح ادراج الرياح بعد توقف حركة المطار وبالتالي الغاء جميع الحجوزات في الفنادق وبالطبع كل المرافق السياحية تلقت ضربة موجعة اي المطاعم وشركات تاجير السيارات والملاهي وغيرها خاصة وان الكثير من المطاعم اللبنانية موسمية وتسقطب حوالي 80 الف عامل بشكل دائم ويرتفع العدد الى الضعف اوقات الذروة .

فبعد أن تخطت نسبة الإشغال في الفنادق اللبنانية ال80% مع مطلع شهر تموز الحالي، انقلب المشهد رأسا على عقب أمس، وتلاشت الآمال بتحقيق النتائج المرجوة خلال الموسم السياحي. إلغاء حجوزات بالجملة وسياح يهجرون مختلف فنادق العاصمة وضواحيها. وانخفضت نسبة الإشغال حوالى 20% أمس الأول، و50$ أمس. مع توقعات بأن يسوء الوضع اليوم لتصل نسبة الإشغال إلى 30 %.


و في كل من فنادق الlt;موفنبيكgt; وlt;سفير هيليوبوليتانgt; وlt;ريفييراgt; التي شهدت إلغاء للحجوزات بكميات كبيرة، وصلت لدى البعض إلى 20 في المئة، أشار مسؤول في أحد هذه الفنادق إلى أن نسبة الإلغاء لم تكن كبيرة للفترات المقبلة، lt;ولكنها ليست إلا مسألة وقت لنتلقى الأنباء السوداءgt;. نسبة الإشغال في فندق lt;سفيرgt; كانت صباح امس الأول تناهز ال97 في المئة. انخفضت إلى 70 في المئة صباح اليوم التالي. وفي فترة ما بعد الظهر، وصلت نسبة الإشغال إلى 40 في المئة، على أن تسجل 30 في المئة بالحد الأقصى مساء، حسب توقعات القيمين على الفندق. أما في الريفييرا فانخفضت نسبة الإشغال من 75 إلى 53 في المئة، في حين تراجعت النسبة في lt;الموفنبيكgt; 50 في المئة منذ أمس الأول. الوضع في فندق lt;لورويالgt; الضبية كان مختلفا، حيث انتقل العديد من السياح من فنادق بيروت إليه، بعد إغلاق المطار. ولكن مدير المبيعات داني جدع أكد أن المسألة لن تدوم أكثر من 48 ساعة قبل أن يجد النزلاء وسيلة لترك البلد. وتوقع أن تنخفض نسبة الإشغال في اليومين القادمين بين 60 و80 في المئة.

ولا شك أن وضع وكالات السفر والسياحة كان أشد سوءا من قطاع الفنادق. وتكاد فاكسات إلغاء الحجز تطال جميع الرحلات المتوقعة للصيف. lt;وضعنا كوضع الزفت على الطرقاتgt; يقول المسؤول عن الرحلات الداخلية في lt;نخال تورزgt; إدوار مفرج. ويؤكد أن جميع الزبائن الذين وصلوا إلى لبنان يريدون الرحيل، مما سيكلف الشركة مصاريف الرحلة إلى سوريا والأردن، بعد إغلاق مطار بيروت. وأشار إلى أنهم يحاولون إبعاد بعض الزبائن عن أجواء الحرب، عبر القيام برحلات إلى جبيل والمناطق الشمالية. أما إحدى المسؤولات في وكالة lt;قربانgt; للسياحة والسفر فلفتت إلى أن الحجوزات لليومين القادمين ألغيت بالكامل. وينتظر السياح الذين حجزوا للشهر المقبل ما ستؤول إليه الأوضاع قريبا.


اجتماع في وزارة السياحة
وكان وزير السياحة جو سركيس قد ترأس اجتماعا طارئا أمس، للمؤسسات والنقابات السياحية، في حضور المديرة العامة للوزارة ندى السردوك وممثلي النقابات السياحية ورئيس قسم الشرطة السياحية العميد انطوان معراوي. وكان عرض للتطورات وتأثيرها المباشر على موسم السياحة والاصطياف.


وقال سركيس خلال الاجتماع إن lt;ما كنا ننتظره في مطلع هذا الصيف، هو تدفق السياح الى لبنان بأعداد لم نشهدها منذ توقف الحرب، حيث تبين ان عدد السياح الذين وفدوا الى لبنان خلال الاشهر الستة من السنة الحالية هو 361 ألف سائح، اي بزيادة 24 في المئة عن العام 2004 و50 في المئة عن .2005 لكن ما حصل اعتبارا من صباح امس (الأول) يشكل نوعا من الخيبة على هذا الصعيد، لنا وللقطاع السياحي وللاقتصاد ككل، اذ ان الخسائر لا يمكن تقديرها منذ الان، لكنها بالتأكيد قد تكون كارثية على كثيرين فضلا عن الخسائر المباشرة الناتجة عن الاعتداءات الاسرائيليةgt;.


من جهة ثانية، وجه اتحاد النقابات السياحية في لبنان كتابا مفتوحا الى lt;اصحاب القرارgt; دعوا فيه الى تحمل مسؤولياتهم تجاه الوضع المأساوي الذي سيترتب عن الواقع القائم. ونبهوا الى انعكاساته السلبية على القطاع السياحي، المهدد بالافلاس والاقفال وصرف ما يقارب 300 الف معيل، عدا عن المداخيل التي يؤمنها للدولة ولباقي القطاعات بشكل غير مباشر. وأعلن الاتحاد عجزه عن lt;سداد كل مسؤولياته المالية والمعنوية التي سوف تترتب عن هذه الازمةgt;.


وتعليقا على أجواء الاجتماع مع سركيس، لفت رئيس نقابة المطاعم والمقاهي ودور اللهو بول عريس لlt;السفيرgt; إلى اتفاقهم على تحضير خطة لما بعد الاعتداءات على لبنان، كما حصل في الأردن بعد التفجيرات الأخيرة. وأكد عدم تفهمهم توقيت عملية حزب الله بالرغم من تفهم دوافعها. بدوره، اعتبر رئيس اتحاد المؤسسات السياحية في لبنان جان بيروتي أن حجم الضرر الذي شهده القطاع هو الأكبر منذ عام .1996 وأشار إلى استثمار المؤسسات أموالا طائلة تحضيرا للموسم السياحي، lt;واليوم لا نعرف كيف ندفع الفواتيرgt;. ورأى أن العمل لوضع بلد على الخارطة السياحية العالمية يحتاج إلى 5 سنوات، في حين أن شطبه عن الخارطة يحتاج إلى ثانية من الزمن.


أما رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر فعبّر عن عجز القطاع السياحي عن القيام بأي شيء في ظل الأحداث الراهنة. وقال: lt;نحن بإمكاننا الإفلاس فقط، ومن جرنا إلى الحرب يتحمل المسؤوليةgt;.

وتجاريا فالوضع مشابه بعد الحصار البحري وتوقفت حركة التجارة البحرية في ميناء بيروت وهو الميناء التجاري الرئيسي في لبنان وميانئي صيدا وطرابلس ، وذكر ان سلطة ميناء بيروت أمرت جميع السفن التجارية بالابحار الى نقاط رسو لاسباب تتعلق بالسلامة، وقالت اسرائيل يوم الخميس ان سفنها الحربية دخلت مياه لبنان الاقليمية وانها تمنع الوصول الى المواني في اطار العملية العسكرية ، وذكرت سوق لندن للتأمين عن طريق لجنة الحرب المشتركة بها ان لبنان واسرائيل هما بالفعل ضمن قائمة من 20 منطقة تكتنفها مخاطر على الشحن البحري لانها عرضة للحرب او الاضرابات او الارهاب والاخطار المرتبطة به.و صدر عن ادارة مرفأ بيروت البيان التالي: "بسبب الظروف الراهنة تدعو ادارة واستثمار rlm;مرفأ بيروت كل التجار والمستوردين والمتعاملين الى سحب بضائعهم الموجودة في المرفأ".


وانخفضت الاسهم اللبنانية وزاد الضغط علي الليرة يوم امس حيث عمد المستثمرون الى البيع بعد اتضاح صورة الحصار وقال وكلاء ان رسوم مخاطر الحرب علي السفن التي ترسو في المواني اللبنانية قد ترتفع في الايام القليلة القادمه اذا استمر تدهور الوضع،


المصدر : زكالات الانباء العالمية والصحف المحلية اللبنانية الصادرة صباح اليوم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف