دعم سويسرا للبنان ينحصر في المساعدات الإنسانية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف
ركزت السيدة ميشلين كالمي ري في أكثر من موضع في أجوبتها على أسئلة الصحفيين على أن الحكومة الفدرالية تهتم في الوقت الراهن برفع معاناة المدنيين في أسرع وقت ممكن، وأن دعمها "ينحصر" في نطاق المساعدات الإنسانية، إذ أنها أرسلت حتى اليوم 800 كيلوغرام من الأدوية الهامة والأساسية، وسبعة أطنان من المعدات التي يمكن استعمالها في المساعدات العاجلة. كما قررت الحكومة خلال جلستها الاستثنائية يوم الأربعاء 26 يوليو رصد خمسة ملايين فرنك على الفور لدعم العمليات التي تنفذها اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الميدان.
وعن أسئلة الصحفيين المتكررة بخصوص رؤية الحكومة الفدرالية لما يحدث في لبنان، إذا كان حربا أو نزاعا بين دولة وحركة ميليشيات - وهو موضوع يطرح مسألة الحياد السويسري وبالتالي يحول دون أي دعم عسكري للأطراف المتحاربة- رددت الوزيرة "نحن تناقشنا بشكل مكثف حول طبيعة النزاع في لبنان، لكنكم تعلمون أن هذه المسألة قانونية وهنالك العديد من الآراء الممكنة حول هذه المسألة. غير أن ذلك لا يغير شيئا في حقيقة الأمر".
واستطردت قائلة: "نحن لا نصدر معدات حربية ولن نقوم بتصديرها في المستقبل لأطراف النزاع. ثم إن التعاون العسكري مع إسرائيل محدود منذ عام 2001. فالأهم بالنسبة للحكومة الفدرالية هو الحاجيات الإنسانية الملحة في المنطقة ونحن نريد أن تتوقف النزاع.(...) وسنواصل اتخاذ الإجراءات التي تتطابق مع دولة محايدة".
وفي رد على سؤال لسويس انفو حول الأفكار التي تدعمها سويسرا للحل السياسي والمسار الدبلوماسي، اكتفت وزيرة الخارجية بالإجابة بأن سويسرا متفقة مع الأفكار التي ينادي بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، مضيفة في المقابل "يجب أن أقول إننا صدمنا جميعا بما حدث (في لبنان)".
وحول الضمانات الإسرائيلية المتوفرة بخصوص نقل المساعدات الإنسانية، قالت السيدة كالمي ري إن الكنفدرالية تتعاون في هذا الصدد مع المنظمات الدولية الإنسانية.
وأضافت وزيرة الخارجية على أنه من المبكر حاليا الرد على السؤال حول مشاركة جنود سويسريين في قوات أممية لحفظ السلام بين إسرائيل ولبنان، كما رفضت التعليق على عبارتها "عدم التكافؤ" في الرد العسكري الإسرائيلي على جنوب لبنان.
ويذكر أن وصف السيدة كالمي ري الأسبوع الماضي للعمليات الإسرائيلية ضد لبنان وقطاع غزة بـ"غير المتكافئة" كان قد أثار انتقادات جزء من اليمين السويسري. وأوضحت الوزيرة في ندوتها الصحفية أن الحكومة الفدرالية "لم تتخذ أي موقف حول هذا الوصف" خلال جلستها الاستثنائية يوم الأربعاء 26 يوليو.
في المقابل، أشارت الوزيرة إلى أن فريق من الخبراء السويسريين يعاين بنفسه حجم الخسائر في المناطق المتضررة لوضع برامج وخطوات عملية لبناء مخيمات أو معسكرات إيواء للمشردين.
السفير السويسري في لبنان فرانسوا باراس يشرح لخبراء الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون الوضع في ضواحي العاصمة بيروت (مصدر الصورة: وزارة الخارجية السويسرية)
وكان سفير الكنفدرالية لدى بيروت قد وصف في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية يوم الثلاثاء 25 يوليو، مُخلفات الحرب الدائرة في لبنان بـ"دمار لا يُصدق"، موضحا أن ربع سكان البلاد شُردوا إثر الهجوم الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على لبنان منذ 12 يوليو، بعد اختطاف ميليشيات حزب الله لجندييـْن إسرائيلييْن.
وأضاف السفير باراس أن خسائر كبيرة لحقت بالجسور والطرقات والمطارات، وقال إن الوضع بمثابة "كارثة حقيقية" بالنسبة لبلد سياحي مثل لبنان.
والتقى السيد باراس يوم الثلاثاء برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بحضور رئيس الفرقة السويسرية للمساعدات الإنسانية توني فريش.
وأشار السفير السويسري إلى أن محادثات الجانبين تركزت على المساعدات الملموسة التي تقدمها الكنفدرالية إلى لبنان، إذ أقامت العديد من المشاريع الهادفة إلى دعم آلاف النازحين.
وتشارك الفرقة السويسرية للمساعدات الإنسانية في إيصال التموين لـ67 ألف شخص غربي العاصمة اللبنانية، معظمهم فروا من الأحياء الجنوبية لبيروت التي قصفتها القوات الإسرائيلية.
وابتداء من يوم الأربعاء 26 يوليو، سيزود وفدُ هذه الفرقة السويسرية (المتكون من 12 عضوا) النازحين بالأفرشة والأغطية وأدوات الطبخ، بالتعاون مع منظمات محلية.
كما تعتزم الفرقة السويسرية المشاركة أيضا في إقامة مخيم يتسع لإيواء عشرات آلاف النازحين في بيروت الذين يزدحمون حاليا في عدد من المدارس.
على صعيد آخر، تبذل برن مساع حثيثة لمساعدة رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان. وأوضحت وزيرة الخارجية السويسرية يوم الأربعاء خلال المؤتمر الذي عقدته في برن أن الوزارة أجلت لحد الآن 875 شخصا من بينهم 80 أجنبيا مقيمين في سويسرا. بينما رفض 215 سويسريا الرحيل من لبنان.
وأعربت السيدة كالمي ري عن قلق سويسرا على مصير 10 من مواطنيها الذين مازالوا محاصرين في الجنوب، ولم تتمكن السلطات حتى ساعة إعداد هذا التقرير من الإتصال بثلاثة منهم. وقد تكلفت عملية ترحيل السويسريين من لبنان 2.5 مليون فرنك لحد الآن.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف