قراءة اقتصادية في خطاب الملك حمد الصيفي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فادي عاكوم *
أبى مليكنا حمد بن عيسى آل خليفة أن يغيب عن الإعلام رغم وجوده في أحلى بقاع الأرض لتمضية العطلة الصيفية، وكعادته في الإطلالات الموزونة المميزة أطل من خلال لقائه مع جهابذة الإعلام العربي في مصر، في شرم الشيخ، ليجيب على أسئلتهم وتساؤلاتهم في هذه الفترة الحرجة التي تشهدها المنطقة، فأتت أجوبته على الأسئلة المنتقاة من رؤساء تحرير الصحف المصرية شفافة واضحة وصريحة، لكن ما ميّز هذه الأجوبة تمحورها وبأكثر من موضع على الاقتصاد، من خلال حرص جلالته على التشديد على الواقع الإستثماري للمنطقة وطمأنة المستثمرين على الأوضاع الأمنية .
وفي قراءة للخطاب الصيفي، إعتبر الملك حمد وفق موقعه على رأس هرم السلطة البحرينية، أن من واجبه طمأنة المجتمع الدولي والمستثمرين العالميين عن حالة السلم السائدة في الخليج على الرغم من التلويح بسيوف الحرب وقرع طبولها في بعض الأحيان، وذلك بثقته الواضحة بالتطمينات الإيرانية وبأن الهدف من تخصيب الأورانيوم هو للأغراض السلمية، داعيًا لتغليب لغة السلام على لغة الحرب ولغة العقل على لغة السلاح، وتغليب مصالح الشعوب ومستقبلها على المكاسب الآنية، معتبرًا أن المنطقة عانت ما عانته من الحروب وأن الوقت بات وقت نموّ استقرار، رافضًا منطق الحرب باعتباره سيهدم كل ما بني خلال السنوات الماضية.
تشجيع الاستثمارات
فمنطقة الخليج تمرّ بأكثر الفترات ازدهارًا خصوصًا فيما يتعلق باستقطاب الاستثمارات الخارجية، فأنظارالشركات العالمية تتجه نحو دول الخليج باعتبارها عاصمة الاقتصاد العالمي الحديث، لما يتوفر في هذه المنطقة من إمكانيات ابتداءً من النفط وصولًا إلى الصناعات التحويلية والتجارة بكافة أنواعها، وللبحرين حصة الأسد في هذه النهضة لما تشهده المملكة من نهضة إستثمارية خاصة على الصعيدين التجاري والعقاري.
وفي دعوة صريحة لتشجيع الاستثمارات الخارجية للدخول الى البحرين وتشجيعًا منه للمستثمرين المحليين، دعا المليك إلى عدم التردد أو الخوف من التوترات السياسية، وقال إنه شخصيًا يشجع المستثمرين وإنه يرى أن رأس المال ليس جبانًا بل حذرًا، معتبرًا أن الاستثمارات هي الاتجاه الصحيح، فالمستثمرون هم الذين يصنعون التقدم الاقتصادي، وأن البحرين مجتمع أعمال صغير، إلّا أن لها تأثيرًا كبيرًا في ميدان التجارة في الخليج.
التجارة
وعن أهمية التجارة غمز الملك خلال حديثه إلى أن إيران تغلغلت في الخليج وتوسعت من خلال التجارة، معتبرًا أن هذا كافيًا لتحقيق أهداف إيران في المنطقة .
أسعار النفط ومستقبل الشعوب
أما أسعار النفط فكان لها حصتها أيضًا في الخطاب حيث ربطها جلالته بالطاقة النووية للأغراض السلمية وتأثير هذا التخصيب على مستقبل شعوب المنطقة، معتبرًا أن من حقّ الشعوب امتلاك الطاقة النووية في مواجهة ارتفاع أسعار النفط باعتبارها البديل الأنسب لتخفيض أسعارالنفط ، والذي له تأثيره المباشر على مستقبل جميع الدول خصوصًا النامية منها، حيث يُستشف من كلام جلالته أنه يعتبر أن أسعار النفط الحالية غير عادلة وينبغي العمل بكافة الوسائل لإرجاعها إلى مستوياتها المقبولة للمستهلك .
النمو
وعن تأثير الحروب على النمو والتطور أشار الملك حمد إلى أن شعوب المنطقة شعوبٌ نامية وتحتاج الى إلتطور والنمو، والحروب أثرت في ماضيها وستؤثرعلى مستقبلها، مشيرًا الى أنها(أي الحروب) أمرغير مضمون فهي تبدأ ولا تنتهي والمنتصر فيها مهزوم، مشددًا على أهمية العمل لتدعيم استقرارالمنطقة بكل الوسائل المشروعة .
هجرة الخبرات
وعن هجرة الخبرات وضرورة تحضير الكادرات الوطنية للنهوض بالنمو أوضح الملك حمد :" نحن نثق في أنفسنا وعلينا أن نثق في شعبنا، ومجتمعنا مفتوح للتعامل مع الآخر، لكن الناس نوعان، ناس تسافر إلى الخارج وتتعلم ونحن نساند هذا الاتجاه لمصلحة الوطن وليس لخدمة الخارج لأننا نريد مستشارين ومتعلمين وخبرات جديدة، وناس تتعامل مع الخارج على أنه عملية "رزق وتجارة" وينسون بلادهم.
ودعا في هذا الإطار جميع الكادرات والاختصاصات إلى الالتفاف حول دولها لتقديم الخبرات لتعبئة النقص لمواكبة الدول المتقدمة، لأن الدول لا تبنى بين يوم وليلة .
دعم أوجه التطور
وأخيرًا ربط الملك في نهاية الحديث بجوابه على أحد الأسئلة، التطورالاقتصادي بالتطور السياسي والداخلي للبحرين، فأي مشكلة في أي بلد لا بد أن تجد لها حلًّا، داعيًا إلى وجوب التطور المتكامل في الاقتصاد والسياسة، وأن البحرين تقوم بذلك من خلال البرلمان المنتخب والجمعيات الجديدة، والمجتمع المدني الذي يشتد ساعده، خاتمًا بقوله :"باختصار البحرين تتطور بانتظام وبقوة".
* فادي عاكوم : مستشار اعلامي ومحلل اقتصادي
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف