اقتصاد

لماذا دفع حزب الله بالدولار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في ظل المحاولات لتغطية قضية التمويل
لماذا دفع حزب الله تعويضاته بالدولار الأميركي /2

فادي عاكوم من المنامة


نشرت "إيلاف" بُعيد توزيع حزب الله تعويضات الضاحية الجنوبية تقريرًا تناول مصادر هذه الاموال وما المعنى الكامن من وراء توزيعها بالدولار الأميركي وليس بالليرة اللبنانية، مع الاشارة حينها، الى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، استغرب عدم ادخال المبالغ الى الخزينة اللبنانية واستبدالها بالليرة اللبنانية بغية دعمها ودعم استقرارها.وقد شرع حزب الله ومنذ اليوم الاول لتوزيع الاموال ومن خلال وسائله الاعلامية الخاصة والوسائل الموالية له ومن خلال الصحافيين المقربين منه على التشديد على نظافة هذه الاموال و طهارتها ودعوته بالمال الشريف والطاهر، خصوصًا وانها تجاوزت المليار دولار على اقل تقدير، وآخر التبريرات لمصدر هذه الاموال كان من خلال الكلمات التي كتبها الصحافي ابراهيم بيرم في صحيفة النهار حيث أشار الى أن مصدر هذه الاموال من وقف مقام "المشهد الرضوي" في مدينة مشهد الايرانية، وهو مقام الامام علي بن موسى الرضا وهوالامام الثامن في ترتيب الأئمة الشيعة الاثني عشر. والوقف المشهدي واسع يضم مزارع وقرى وبساتين ومعامل عدا النذور التي تدر عليه مئات ملايين الدولارات سنويًا والادارة التي تشرف على هذه الاملاك تتمتع باستقلالية تمكنها من صرف الاموال والعائدات الضخمة في المسارب التي تراها مناسبة لخدمة الشيعة في العال. ويكمل بيرم بأن الاموال نقلت من ايران في موكب رسمي رافق وصول وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي بيروت إبان ايام الحرب.

في أيضًا:لماذا دفع حزب الله تعويضاته بالدولار الاميركي ؟؟ اسرائيل تجتاح لبنان بالموز سورية لفرض حصار ثان على لبنان سباق دولي لاعادة اعمار لبنان.. ولكن

اسعار النفط العالمية في قبضة جمهورية الملالي

لبنان يسابق أمطار الشتاء بإعادة الإعمار ملالي لبنان : 1 / حكومة السنيورة : 0 ورشة وطنية لبناء جسور وحدة لبنان لبنان يستنفر لمعركة اعادة الاعمار توقعات بعمر مديد للحرب مليون مهجر لبناني ضحية التجاذبات السياسية الاخبار اللبنانية تطل من بين الركام فاتورة حرب الوعد نحرت الحلم اللبناني اهتزت اعمدة بعلبك مدينة الشمس السعودية اعادت التوازن بين لبنان واسرائيل 14 مليار دولار لن تكفي لاعادة بناء لبنان اسهم الخليج تراقب العمليات العسكرية بحذر صيف لبنان 2006 : جولة في الخراب مفاجات حزب الله كلفت لبنان 9 مليار $ الغارات والصواريخ تتلاعب ببورصات المنطقة اخضّر مؤشر حزب الله فاحمرت البورصات المحيطة بين وعود الحريري ونصرالله ضاع الاقتصاد الاقتصاد اللبناني يتجه نحو المجهول
قد يبدو مما سبق أنه من المسلمات أن المال طاهر ومقاوم، لكن من خلال الغوص قليلا تحت القشرة الرقيقة التي تلف هذه التبريرات نجد فيها الكثير من الشوائب، ومع الاحترام الشديد للصديق كاتب المقال وللصحيفة الزميلة التي نشرت الخبر واجلالًا لدماء الشهداء ضحايا مغامرة القرن الواحد والعشرين، لا بد من الاشارة الى النقاط السلبية التالية :


- أن الكلام عن مصادر هذه الاموال بأنها من المقام الشيعي الموجود في ايران يطرح تساؤلات عدة عما اذا فعلا المقام ينتج كل هذه الاموال خصوصًا وأن أغلب الزائرين الشيعة للمقامات المماثلة هم من الطبقات الفقيرة.. حتى إن الشعب الايراني نفسه يعاني الأمرّين من الضائقة المالية التي يعيشها، ولو صح هذا الكلام من خلال لغة الارقام فلنقفل جميع المصانع ونحولها الى مقامات بسبب أرباحها الخيالية التي تتفوق على جميع الخطط الاقتصادية والتنموية.

- أن نقل الاموال بواسطة مواكب رسمية ايرانية حسب زعم المقال السالف ذكره ينطوي على اشارات خطيرة؛ فمن جهة تعيد الى الواجهة قضية الحدود ومراقبتها، ومن جهة اخرى تثير تساؤلا حول تعاطي ايران مع القنوات الرسمية. فلو كانت النيات صافية والمليار دولار من مصدر شرعي فعلا كان من الاجدى تحويله الى الخزينة اللبنانية بالدولار الاميركي ليتم صرفه بالليرة اللبنانية، وهي عملية لا تحتاج إلا لثلاثة ايام على الاكثر، او كان بالامكان تسليم المبالغ باليد الى خزينة مصرف لبنان حيث كانت ستصرف بالليرة في اليوم التالي. لكن التخوف الايراني الحزباوي من المساءلة القانونية عن مصدر الاموال لأن القانون يفرض الافصاح عن المصدر مع تقديم الاثباتات لكل مبلغ يفوق العشرة آلاف دولار اميركي، وذلك وفق القانون اللبناني وقوانين مراقبة تبييض الاموال ومراقبة اموال الدعم الارهابية العالمية الحديثة .

- والأخطر مما سبق الذي لم يتم الانتباه له لا من كاتب المقال ولا من المصادر الحزباوية التي اوعزت له به، أن نقل الاموال بهذه الطريقة يعيد الى الواجهة أيضا قضية نحن في غنى عنها الان في ظل الحرب الاميركية على الارهاب والتصنيف الاميركي لحزب الله بانه تنظيم ارهابي، وهذه القضية ببساطة تندرج في إطار تمويل الارهاب ومبدأ معاقبة الدول أو على الاقل عدم الثقة العالمية بالدول التي لا تمتلك قيودا لمراقبة تمويل المنظمات الارهابية، فالافصاح عن الامر بهذه الطريقة خطأ تكتيكي يضاف إلى قائمة الأخطاء التكتيكية الحزباوية التي تبدأ بالطبع باتخاذ قرار الحرب وتوقيتها.

- إذا سلمنا جدلًا أن المصدر الاساسي للاموال هو المقام المشهدي الشيعي الذي يوزع الاموال على الشيعة المحتاجين فلماذا لم يتم الاخذ براي رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري حول توزيع الاموال بالليرة اللبنانية؟ وهو الذي يمثل جزءًا كبيرًا من شيعة لبنان ويمتلك قاعدة شعبية تتفوق بتاريخها على تاريخ حزب الله الحديث نسبيًا.

- وكلام الكاتب في بداية مقالته عن أن الحزب لاحظ منذ بداية الحرب الحجم الكبير للاضرار والمسح الكامل لمناطق وقرىً باكملها وجهز نحو 1500 عنصر لمسح وتقييم الاضرار، يتعارض مع مقولة الامين العام لحزب الله أنهم لو قدروا حجم الدمار المهول الناجم عن المغامرة لما خاضوا فيها، فلماذا لم يتم اتخاذ القرار بإيقافها وإنقاذ لبنان من محنة تضاف بل وتوضع على رأس قائمة محنه ومغامراته؟

- أن توزيع الحزب للاموال عن طريق غير طريق القنوات الرسمية سيغدق بالاموال على فئة دون اخرى وعلى منطقة دون اخرى بسبب التعويض على نفس العائلة من اكثر من جهة، وبقاء عائلات بخاصة تلك التي تضررت بطريقة غير مباشرة من خلال اعمالها و مصالحها من جهة اخرى.

- لماذا يرفض حزب الله إعادة إعمار الضاحية بطريقة هندسية حديثة بناءً لما يطالب به لبنان رسميًا كما يطالب به رئيس المجلس النيابي نبيه بري؟ هل اصبح البناء العشوائي غير الصحي الذي يتعدى على أملاك الغير وأملاك الدولة افضل من بناء الابراج بطريقة حديثة، عصرية، صحية، وقانونية ؟؟ أم أن الحزب ينوي البناء على طريقته المعتادة ليجهز نفسه للمغامرة القادمة؟

- وقبل الختام أعيب على الاستاذ بيرم قوله إن رئيس الوزراء اللبناني التصق ببري خلال دخولهم الى الضاحية الجنوبية خوفًا من الوضع الامني، فهذا الكلام معيب ويطال رمزًا لبنانيًا بل ممثل المقاومة الدبلوماسية في الحكومة إن لم نقل قائدها، خصوصًا وللتذكير فقط بأن الاستاذ بيرم كان عاب بدوره على الذين تطاولوا على مقام رئيس الجمهورية اللبنانية.

- "رهان على السخاء" هكذا ختم الصحافي بيرم مقالته لافتًا الى أن الحزب يسخى بالاموال لـ"عدم خسارة تعاطف الناس" هنا حيرنا بيرم فهل هو مع الحزب أم لا.. فالكلام عن حزب يشتري التعاطف لا يليق بحزب كحزب الله .


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف