100 مليون دولار فاتورة شهر رمضان في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
100 مليون دولار فاتورة شهر رمضان في مصر
bull; 7 ملايين دولار لاستيراد الفوانيس الصيني وانهيار الصناعة المحلية .
bull; 80 مليون دولار استيراد الياميش والمكسرات .
bull; 5 دولارات كيلو بلح نصر الله وبلح اولمرت يكسب .
bull; حمدي عبد العظيم : توقعات بزيادة الأسعار بدايات رمضان ولابد من الحد من الفاتورة الاستهلاكية .
bull; طارق نوير : أسواقنا تعاني من العشوائية وعدم الانضباط .
محمد الشرقاوي من القاهرة
حالة من التأهب القصوى بدأت تجتاح الأسواق والبيوت المصرية استعدادا لقدوم شهر الصوم ، البيوت تحولت لخلية نحل خاصة مع قدوم المدارس ورمضان ، الاقتصاديون قدروا حجم الأموال التي سيتم إنفاقها خلال الشهر الكريم بأنها ستصل الى 100 مليون دولار اميركي ، وسيشهد رمضان انتعاش سلع وصناعات واندثار صناعات أخرى فمن بين الصناعات المندثرة ستكون صناعة الفوانيس المحلية هي الخاسر الأول لأنها لم تستطيع التطور في ظل منافسة الفانوس الصيني مثلا ، فاتورة الياميش والمكسرات والسلع الغذائية باتت صداع في راس الجميع ، " إيلاف " ترصد إحداثيات الشهر الكريم في السطور التالية .
الفانوس الصيني واشكالة واحجامة واسعارة كانت محور حديث الشارع المصري بكل طوائفة ورغم وجود أماكن بعينها تعد معقل صناعة الفوانيس في مصر مثل باب الخلق وغيرها والتي تعد أشهر وأعرق مناطق تصنيع الفوانيس في القاهرة إذ تراجع الفانوس المصري أو البلدي كما يطلق عليه شيوخ المهنة واشاوستها أمام الصيني فبات الفانوس الصيني يقدم كافة المظاهر الإسلامية بداية من التكبير والتهليل والأذان وترديد ألاغاني مثل وحوي يا وحوي وغيرها بالاضافه للتصفيق والمشي أيضا وكل هذا واسعارة ما تزال متواضعة اذا ما قورنت بسعر الفانوس المصري التقليدي ابو شمعة ، وعلى العكس من ذلك يبتعد الفانوس المصري عن منافسة الصيني نظرا لعدم استطاعتة مواكبة التغيرات التي تحدث من حولة وبات مكانة الطبيعي في "المتحف" إلا أن الفانوس المصري يمتاز بأشكال وأنماط تراثية متعددة لكل منها اسم معين، ويعد أشهرها الفانوس المربع الذي يوجد في أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجما، وأيضا الفانوس الذي على شكل نجمة، والفانوس الكروي، وكل هذه الأشكال وغيرها تصنع من خامات محلية أهمها الزجاج الملون، وتعبر عن الفن الإسلامي ذو القيم الجمالية الأصيلة والذي يحمل رموز وإبداعات الشعب المصري عبر التاريخ.
وقال مصطفى السيد أحد أصحاب الورش إن الفانوس الصيني قضى على نظيرة المصري بالقاضية فالسعر والشكل أصبحا أهم عناصر الجذب سواء لكبار أو للصغار معا
وبات أصحاب الورش يؤيدون ويطالبون بشدة تنظيم هذا السوق ووضع قيود على عملية الاستيراد خاصة وان موضوع مثل " إغراق الفوانيس الصينية للأسواق المصرية" قديما ودخل أروقة ومناقشات البرلمان المصري منذ عدة سنوات ، والذي أدى لحصار الفانوس المصري وخاصة المعروف بالبلدي وانهيار صناعته اليدوية وإغلاق ورشها".. فالمشكلة ما زالت قائمة بل وتتفاقم مع كل عام ، فالفوانيس الصينية هذا العام لا تكتفي بغناء أغاني رمضان التقليدية، مثل "مرحب شهر الصوم"، أو " وحوي يا وحوي"، بل راحت الفوانيس الصينية تغني الاغاني الدينية، وتتراوح أسعار هذه الفوانيس "المغنية" ما بين 20 الى 60 جنيها مصريا.
وما زالت تتردد شكاوى أصحاب الورش فبعد أن كانوا لا يلاحقون من كثرة الطلبات بات اغلبهم يعانون من البطالة وأصبح صاحب الورشة يوضع في اختيار صعب لكي يوازن بين تكلفة الخامات غالية الثمن والبيع بأسعار رخيصة تنافس سعر المستورد المنخفض.
اعتمادات مستندية
ومن فوانيس رمضان إلى الياميش والمكسرات بأنواعه المختلفة حيث قامت مؤخرا البنوك المصرية بفتح اعتمادات مستندية للاستيراد الياميش بقيمه rlm;80rlm; مليون دولار وذلك لأكثر منrlm;150rlm; مستوردا ، ووصلت جميع الشحنات إلي المواني المصرية ، وقالت المؤشرات الأولية لحركة البيع تؤكد ان الأسعار انخفضت عن أسعار الموسم الماضي بنسبة تتراوح بينrlm;10rlm; وrlm;20%rlm; علي جميع الأصناف عدا الزبيب والبلح الجاف اللذين يتأخر محصولهما حتي أكتوبر لذا حدث تصاعد في سعريهما بنسبةrlm;10%.rlm;
وأوضحت المؤشرات ان التوابل والمشروبات الرمضانية أسعارها ثابتة لم تتحرك رغم زيادة الاقبال عليها عدا الفلفل الأسود الذي ارتفعت أسعاره بنسبةrlm;60%rlm; بسبب عجز المحصول العالميrlm;.rlm;
وأكد رجب العطار رئيس شعبة العطارة بغرفة تجارة القاهرة وأحد مستوردي الياميش ان فاتورة الياميش هذا الموسم بلغتrlm;80rlm; مليون دولار حيث قام أكثر منrlm;150rlm; مستوردا بفتح اعتمادات مستندية لدي البنوك بعد ان قامت بتدبير العملة الأجنبية اللازمة مشيرا إلي أن ثبات واستقرار اسعار الصرف كان وراء الانخفاض في أسعار الياميش هذا العام بالرغم من الظروف السياسية الصعبة التي كانت تحاصر منطقة الشرق الأوسط متمثلة في العدوان الإسرائيلي علي لبنان وفلسطين وأعمال العنف التي تجتاح العراق مشيرا إلي أن أكثر منrlm;90%rlm; من الكميات المتعاقد علي استيرادها وصلت إلي المواني المصرية وتم شحنها وتخزينها داخل مخازن ومحلات المستوردين مؤكدا ان فتح الاعتمادات يبدأ في شباط/ فبراير من كل عام حتي وصول البضاعة في اب/أغسطس ويختلف ميعاد وصول الشحنة إلي مصر وفقا للمسافة أو البلد التي تقوم بالتصديرrlm;,rlm; فالبضائع التي تفد من أمريكا تستغرقrlm;40rlm; يوما بينما القادمة من سوريا تستغرق يومين فقط والهند وايرانrlm;15rlm; يوماrlm;.rlm;
ويؤكد ان الأحداث في الشرق الأوسط لم تؤثر علي أسعار النولون البحري أو وثائق التأمين ووصلت البضائع إلي المواني المصرية بذات أسعار النقل البحري التي كان معمولا بها في العام الماضي مشيرا إلي أن أسعار الياميش تراجعت عن أسعار الموسم الماضي بنسبة تتراوح بينrlm;10rlm; وrlm;20%rlm; في جميع الأصناف عدا الزبيب لان محصوله في ايران لن يطرح في شهر رمضان الحالي بل سيتم الاعتماد بشكل كبير علي الانتاج المحلي وهناك محاولات عديدة لتصنيع قمر الدين بل دخلت مجال الانتاجrlm;7rlm; مصانع مصرية لتطرح انتاجها في الأسواق بجانب قمر الدين السوريrlm;.rlm;
ويقول ان المنافسة ستكون شديدة بين التجار لأن الكميات المطروحة كبيرة وسينعكس بالطبع لصالح المستهلك لكنه نصح المشترين بألا ينساقوا وراء بضائع باعة الأرصفة والباعة الجائلين الذين يتعاملون مع مصانع بئر السلمrlm;.rlm;
وقال ان فترة الصلاحية لهذه المنتجات تتراوح بين عامين للزبيب وقمر الدين والقراصيا والمشمشية بينما باقي الأصنافrlm;3rlm; أعوام مثل البندق واللوز وعين الجمل مشيرا إلي ان معظم المنتجات الرمضانية المستوردة لا يتبقي منها شيء بعد موسم رمضان وما يتبقي يباع في المولد النبوي بأسعار مرتفعة مؤكدا ان جميع الأصناف المطروحة جيدة وطازجة ومحصول هذا العام بل ان التجار والمستوردين دائما ما يتخوفون من استيراد كميات كبيرة حتي لا تصبح رأس مال عاطلا في مخازنهم أو تتعرض للتلف لانها تحتاج إلي وسائل تخزين مكلفة فتزيد أعباء مالية علي ثمن السلعةrlm;.rlm;
حرب نصر الله والمرت
وبالنسبة لسوق البلح فجولة واحدة في الاسواق تجعلم تحدد مؤشر الشراء وتختنار بين بلح نصر الله الذي ينتمي الى زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله ويصل سعر كيلو البلح منه الى 25 جنيها (5 دولارات تقريبا) اما السعر الذي بات في متناول الجميع فهو بلح اولمرت ويصل سعرة الى جنيهان (اقل من نصف دولار ) ولا تزال تسيطر حالة من الأرتباك على الاسواق لعدم نضج المحصول الجديد الذي غالبا ما يطرح في الأسواق خلال أكتوبر من كل عامrlm; .
سوق الكاسيت
ولم تعد الفوانيس وحدها هي أهم مظاهر الشهر بل امتد أيضا الموضوع الى الزى الديني والحجاب هو الأخر وكذلك الأشرطة الدينية وعن مؤشرات الشرائط الدينية في مصر ارتفعت بورصة الشرائط الدينية مع مطلع شهر رمضان الكريم حيث شهدت الأسواق اتجاهات ايجابية تجاة بعض الشيوخ من أمثلة الداعية الإسلامي الشاب عمرو خالد حيث شهدت بعض المجموعات إقبالا شديدا مثل : كيف نستقبل رمضان ؟ وليلة القدر ، إنما تصل ربك من خلال الحديث عن صلة الرحم في الشهر الكريم ، ومع الله ، سيرة بعض الصحابة من أمثال خالد بن الوليد ، زوجات الرسول (ص) ، كما شهدت الأسواق إقبالا على بعض الشرائط الدينية الأخرى مثل الحجاب والحياء ووصل سعر الشريط الواحد ثلاثة جنيهات (نصف دولار تقريبا) ووصل سعر مجموعة الشرائط لهذا الداعية الى 50 جنيها (9 دولارات) وفقا لكل مجموعه .
أما الشيخ طارق سويدان (السعودي الجنسية) فجاء في المرتبة الثانية بعض عمرو خالد ومن مجموعاته الشهيرة الدار الآخرة وفصص الأنبياء وزوجات النبي (ص) ، وبات أصحاب المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس يعلنون عن تشكيلة جديدة من ملابس المحجبات وزي رمضان .
وعلى الجانب الاقتصادي والتكاليف التى يحتاجها البيت المصري قدر الدكتور حمدي عبد العظيم الخبير الاقتصادي والرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية إجمالي فاتورة شهر رمضان للمصريين بأنها لن تقل عن 100 مليون جنيه منها 35 مليون جنية لاستيراد الفوانيس الصيني فقط علاوة على استيراد الياميش والمكسرات بخلاف الأموال المنفقة على الأطعمة والشراب .
وأضاف عبد العظيم ان الفوانيس الصينية باتت تغزو مصر من شرقها لغربها نظرا لتميزها في الشكل والمضمون والأغاني حيث وصلت فاتورة استيراد الفوانيس فقط العام الماضي الى ما يزيد عن 30 مليون جنيه ومن المتوقع ان تزيد هذا العام لتصل الى 35 مليون جنيه مشيرا الى أن هذه الفوانيس تعد منافسة للصناعة المحلية التى تكاد تأخذ طريقها الآن للاندثار لان اغلبها صناعات حرفية ويدوية صغيرة والتى باتت في طريقها للإغلاق ابوابها مما سيؤدي إلى ضياع فرص عمل كبيرة وتشريد العمال وانهيار صناعة قائمة .
وأوضح ان فتح الباب على مصراعية امام استيراد الفوانيس والياميش مما سيؤثر على العملات الصعبة في البلاد مشيرا الى ضرورة الحد من الاستيراد من الخارج نظرا لتاثيرها السلبي على الميزان التجاري المصري .
ووصف عبد العظيم شهر رمضان انه شهر للعبادات وليس لزيادة الفاتورة الرمضانية في سلع استهلاكية واستفزازية أيضا مطالبا بضرورة الحد من استهلاك كل هذه السلع ، وشدد على ضرورة تطوير الصناعات المحلية التي يتم استهلاكها واستخدامها في شهر رمضان خاصة من جانب التزام البنوك بمنح قروض للشباب ميسرة وقليلة الفوائد من اجل النهوض بالصناعات المحلية المماثلة .
وأشار انه من المتوقع ازدياد أسعار السلع والمنتجات خلال الأيام المقبلة خاصة مع ظهور حالات جديدة للاشتباة في أنفلونزا الطيور .
ويتفق مع الرأي السابق الدكتور طارق نوير المدير التنفيذي لمركز معلومات مجلس الوزراء المصري ويقول أن شهر رمضان يأتي في توقيت تتجه فيه بورصة الأسعار إلى الارتفاع خاصة مع ظهور حالات جديدة لأنفلونزا الطيور مما سيترتب عليه ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وكافة أنواع الأسماك مشيرا إلى أننا سواء كنا في رمضان أو غيرة نعاني من معضلة وهي أن أسواقنا العامة تفتقد الانضباط وتتجة نحو العشوائية ، خاصة ف يظل الممارسات الاحتكارية لبعض السلع بعيدا عن سوق السلع الغذائية .
وأضاف أننا في رمضان نتمسك بعادات وتقاليد مختلفة حيث يتحول الشهر من شهر الصوم والعبادات إلى شهر الأكل والاسترخاء مما يعمل على ارتفاع الفاتورة الاستهلاكية للمصريين في هذا الشهر مشيرا إلى ان الفانوس الصيني يعد لعبة في يد الأطفال تكلف فاتورة البلاد الكثير ويمكن الاستغناء عنها بسرعة والاتجاة نحو تنشيط الصناعات المحلية .