اقتصاد

دول الخليج تدعو لإنقاذها من البطالة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


تناقش همومها في البحرين
دول الخليج تدعو لإنقاذها من البطالة

مهند سليمان من المنامة



دعت الدول الخليجية المشاركة في ندوة توطين الوظائف ومكافحة البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي التحديات والحلول التي تستضيفها المنامة بمواجهة البطالة الخليجية وإيجاد الحلول السريعة لها ، وطالبت بضرورة صياغة أسس جديدة فاعلة لادارة مشكلة البطالة وتنظيم سوق العمل الخليجي في الوقت الذي أصبحت قضية التوطين في منطقتنا مهمشة ولم يتم التعامل معها بشكل جاد وفعلي سواء على صعيد سوق العمل او على صعيد الاستثمار والاقتصاد وكذلك على صعيد المجتمع.

واكد وزير العمل البحريني الدكتور مجيد بن محسن العلوي على ان البحرين وبتوجيه من القيادة بادرت في مواجهة البطالة وجها لوجه وعملت على توطيد العمالة في البلاد انطلاقا من ان العمل الكريم حق من حقوق المواطن وفقا للدستور وكذلك حق له لخدمة بلده، مشيرا الى ان ذلك جاء من خلال المشروع الوطني للتوظيف برعاية كريمة ومتابعة مباشرة من ملك البحرين ، واكد في كلمته الافتتاحية لندوة توطين الوظائف ومكافحة البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي(التحديات والحلول) بان حركة التطور هذه وما يترتب عليها من تحولات وتحالفات، واعادة تنظيم وهيكلة، على المستوى الاقليمي، وعلى مستوى الدولة والمؤسسة، انما تفرض علينا عدم التردد في مساعينا للتحاور في كل مايتصل بهذا البعد من محاور، ومناقشة كل ما يرتبط به من امور بشفافية ورحابة صدر، والسعي لايجاد الحلول الجذرية والمعالجات العملية لما يتم تشخيصه من مشكلات او مخاطر، تحقيقا للمصالح المشتركة التي تصب في المحصلة في مجرى المصالح الوطنية العليا.


وقال الوزير الدكتور العلوي ( ورغم ان موضوع توطين العمالة ليس الاوحد بين ما تعاني منه أسواق المنطقة من مشكلات، الا انه من غير المختلف عليه، انه يعتبر الاكثر اهمية لارتباطه الوثيق بجميع الابعاد الاخرى كاعادة هيكلة وتطوير انظمة التعليم والتدريب، ومراجعة التشريعات العمالية، وتعزيز الحوار الاجتماعي البناء بين اطراف الانتاج، وتقنين عمليات الاستقدام والاستخدام، وما الى ذلك من امور تشكل في مجملها ملامح سوق العمل لذا، فانه من غير المستغرب ان يحتل موضوع توطين العمالة المساحة الاكبر في هذا المحفل او غيره من المحافل والملتقيات سواء جمعت الحكومات او اصحاب الاعمال او العمل او الاطراف الثلاثة مجتمعة، كما انه من غير المستغرب ان ترى هذا الموضوع يتربع على سلم الاولويات في جميع دول المنطقة دون استثناء، لاسيما وان دول الخليج العربية تمتاز بطابع فريد من نوعه عند مقارنته بجميع دول العالم، حيث تفوق نسبة العمالة الوافدة فيه العمالة الوطنية في الوقت الذي تشهد فيه هذه الدول ارقام بطالة حقيقية) .


واوضح بانه اداركا من القيادة الرشيدة في مملكة البحرين ممثلة بشخص الملك ورئيس الوزراء وولي العهد بادرت مملكة البحرين لمواجهة مشكلة البطالة وجها لوجه والسعي لتوطين العمالة في البلاد انطلاقا من حق المواطن في خدمة بلده وحق الوطن على ابنائه لبنائه والعمل على رفعته،فكان المشروع الوطني للتوظيف الذي انطلق مطلع العام الجاري برعاية كريمة ومتابعة مباشرة من جلالة الملك المفدى، حيث تم تخصيص الميزانية اللازمة واعداد خطة عمل كاملة ومتكاملة تهدف لتوظيف جميع الباحثين عن عمل خلال عام ونصف العام.


من جهته اكد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين الدكتور عصام فخرو على اهمية هذه الندوة، وما يشكله موضوعها من هاجس، خاصة في ضوء السياسات والبرامج والخطط التي تبنتها دول مجلس التعاون التي استهدفت تحقيق نتائج فاعلة على صعيد التوطين والاحلال والتدريب والتأهيل، وقال ان جلسة الحوار المفتوحة المقررة ضمن اعمال هذه الندوة مع الوزراء والمسئولين المعنيين حول سياسات واجراءات التوطين والاحلال واثرها على مؤسسات وشركات القطاع الخاص، تشكل فرصة ثمينة لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا وموضوعات اساسية باتت تشكل هاجسا لنا جميعا.


وتمنى فخروا في هذه الندوة ان تسهم في صياغة اسس جديدة فاعلة لادارة مشكلة البطالة وتنظيم سوق العمل الخليجي، وقال ان قضية التوطين في منطقتنا لم يتم التعامل معها بشكل جاد وفعلي سواء على صعيد سوق العمل او على صعيد الاستثمار والاقتصاد وكذلك على صعيد المجتمع، وبات لزاما علينا التعامل مع هذه القضية بنظرة شمولية ترى في التوطين على انه توطين للاقتصاد والتنمية shy;ان عناصر التعليم والتدريب هي العوامل الاكثر حسما في تهيئة مواردنا البشرية الوطنية لدخول معترك المنافسة في سوق العمل.


الامين العام لاتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي محمد عبدالله الملا اكد بان موضوع البطالة هذه اصبح هذه الايام من المواضيع الهامة التي تحظى باهتمام قطاع واسع وعريض من ابناء دول المجلس وهو يحتل مرتبة متقدمة على سلم اولويات حكوماتنا نظرا لمساسه المباشر بحياة المواطنين ومستوى معيشتهم الذي عملنا على الارتقاء به الى اعلى المستويات الممكنة عبر عقود طويلة من العمل والبناء، وليس بخلف على احد انه ما لم تتكاتف جهود الجميع في القطاعين العام والخاص .


وقال ان ظاهرة البطالة بين المواطنين ستتفاقم وتصبح واقعا مؤلما تصعب مواجهته وعلاجه قال ويتطلب الامر منا صراحة كبيرة مع النفس، ووقفة تأمل موضوعية حول اسباب ظاهرة البطالة بالرغم مما تتمتع به المنطقة من موارد طبيعية ووفرة مالية، وفي الوقت الذي يتم فيه الاعتماد بشكل كبير على الايدي العاملة الوافدة في كثير من الاعمال والقطاعات.


واكد الملا بان استراتيجيات التنمية الاقتصادية لدول المجلس التي اعتمدت على تدفق الموارد المالية الكبيرة بعد الطفرة النفطية الاولى اسهمت في تهيئة البيئة والظروف الموضوعية لظهور مشكلة البطالة، حيث ركزت تلك الاستراتيجيات على تحقيق النمو الاقتصادي دون ان يصاحب ذلك تطور متوازن ومتنوع في القاعدة الانتاجية بحيث تصبح هذه القاعدة مصدرا من مصادر النمو الاقتصادي المستقبلية، كما لم يتم الاستثمار بالقدر الكافي في العنصر البشري تعليما وتدريبا وتأهيلا، فعزف الشباب عن العمل في العديد من المهن والاعمال، ولم يبادروا الى الولوج في ميادين العمل المتاحة في مختلف القطاعات.


ودعا محمد الملا دول المجلس الى استثمار ماتمر به المنطقة في هذه المرحلة مما قد يصلح تسميته˜بطفرة نفطية جديدة الى تجاوز سلبيات وعثرات الماضي بالعمل على استثمار الموارد المالية النفطية المتاحة في بناء قاعدة انتاجية متوازنة، والاستثمار في بناء الانسان الخليجي الذي يشكل في النهاية هدف التنمية المنشودة ومبتغاها وذلك من خلال العمل على اعادة النظر في سياسات التعليم والتدريب، وربطها بالاحتياجات الفعلية للتنمية، والتوسع في اقامة الجامعات والمدارس ومراكز التدريب التي تعمل على تأهيل المواطن الخليجي ليساهم بشكل اكبر في صنع وتوجيه مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدولنا وقال في ظل الظروف والمستجدات الاقتصادية المحلية والاقليمية والدولية التي تواجه دول المجلس في الوقت الحاضر.


وبدأت في البحرين اليوم فعاليات ندوة خليجية هامة تناقش قضايا توطين الوظائف ومكافحة البطالة في مملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، وأعرب رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين الدكتور عصام عبدالله فخرو عن اعتزاز الغرفة باستضافة وتنظيم الندوة بالتعاون مع الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن هذه الندوة تكتسب أهمية بالغة من حيث الموضوعات والمحاور والتوقيت والمشاركين ولاسيما انها تتضمن في صدارة جدول أعمالها جلسة حوارية بين الوزراء والمسئولين المعنيين في دول مجلس التعاون الخليجي، واصحاب الأعمال وذوي العلاقة والاهتمام بكل ما يتعلق بالقضايا المتصلة بأوضاع العمالة الوطنية وسوق العمل وقضايا التوطين ومكافحة البطالة على وجه العموم.


ولفت إلى أن هذا الموضوع أصبح يتصدر اهتمامات دول مجلس التعاون، متمنيا أن يتم التوصل إلى معالجات فاعلة مشتركة بين الدول إزاء قضايا البطالة وتوطين الوظائف، وقال ان الندوة سوف تتناول على مدى جلساتها الست تسعة محاور رئيسية تشمل:

واقع البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي: دراسة مقارنة، والتركيبة السكانية وظاهرة البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي، والتشريعات والسياسات الحكومية المتعلقة بتوطين الوظائف ومكافحة البطالة: بين الفاعلية والكفاءة، ودور القطاع الخاص الخليجي في توطين ومكافحة البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي: الامكانات والمتطلبات، وأثر استراتيجيات التنمية والإصلاح الاقتصادي على توطين الوظائف ومكافحة البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي، وأثر البطالة على المقدرة التنافسية لاقتصاديات دول المجلس في ظل العولمة الاقتصادية، وحفز المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودوره في معالجة مشكلة البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي، وإصلاح التعليم ودوره في توطين الوظائف ومعالجة البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي. والتدريب والتأهيل ودوره في توطين الوظائف ومعالجة البطالة في دول مجلس التعاون الخليجي.


وشملت الندوة على جلسات عمل خاصة لاستعراض تجارب بعض دول وشركات القطاع الخاص الخليجية في مجال توطين الوظائف والاحلال.
ويشارك في الندوة الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي وزير العمل بالمملكة العربية السعودية، ومعالي الدكتور جمعة بن علي جمعة وزير القوى العاملة العماني، إلى جانب عدد من المسئولين في عدد من الجهات الحكومية والرسمية ذات العلاقة، إضافة إلى الشركات الخليجية وبعض رجال الاعمال والمستثمرين في المنطقة وغرف التجارة والصناعة في دول مجلس التعاون الخليجي، وعدد من الخبراء والمختصين بموضوع الندوة، وممثلين عن جامعات ومراكز البحث العلمي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف