اقتصاد

مسؤوليةتداول في تذبذبات السوق السعودية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد العنقري
قبل أكثر من عام أقامت هيئة سوق المال حفلا رسميا لتوقيع عقد تغيير نظام تداول الحالي بالنظام الجديد الذي سينطلق يوم السبت القادم 20أكتوبر.وقد تم خلال حفل التوقيع عقد مؤتمر صحفي أقتصر الحديث فيه على أهمية هذا النظام وضرورته للمرحلة القادمة من مستقبل سوق المال السعودية حيث انه سيطور أدائها ويضيف أدوات مهمة لها حتى تكتمل متطلبات بناء سوق مالية تتناسب مع التطور الكبير بالاقتصاد السعودي ومكانته الإقليمية والعالمية.

وبعد مرور عدة أشهر على عقد المؤتمر كان من المفاجئ أن يعلن عن بدء العمل بالنظام دون أي توضيح وتفصيل لآلية عمله مكتفية شركة تداول ببعض اللقاءات المقتضبة تلفزيونيا ،وعدد من الملفات الموجودة على موقع هيئة السوق المالية .وهو الأمر الذي ساعد على التسويق السلبي للنظام من قبل بعض المنتفعين من التأثير على قرارات المتداولين ،زاعمين بأن النظام الجديدة سيحد من تعاملات السوق خصوصا بمجال المضاربة والتي تعتبر الأداة الحيوية لأي سوق مالية.

ولعدم الإفصاح عن جوانب عديدة من آلية عمل النظام الجديد فقد استقبل المتداولين الإعلان عن تاريخ انطلاقة النظام بسلبية واضحة أسفرت عن عدد من عمليات البيع على بعض أسهم المضاربة ،وذلك لاعتقادهم بأن المتداولين سيعزفون عن تداولها،والمضاربة بها، بنفس الزخم السابق .

ورغم أن حالة المضاربة السائدة في السوق لم تكن صحية بالإجمال إلا أن ترك الساحة للاجتهادات والشائعات عن نظام تداول الجديد كان له الأثر الحقيقي بتأكيد مخاوف المتداولين الغير مبررة إلا بجانب واحد محدودية الخبرة لدى الكثير من المتداولين وكون السوق السعودية تعتمد على تداولات الأفراد بنسبة تفوق 80 بالمائة.

فكان من الطبيعي أن يتأثر المتداولين بمثل هذه الإشاعات المغلوطة عن النظام الجديد ،ولكن ما نأمله ونطلبه من مسؤولي شركة تداول هو الوصول للمتداولين بشتى وسائل الإعلام حتى تصل المعلومة الكاملة عن هذا النظام. والتأكيد على أن النظام يهدف إلى تطوير البنية الفنية والتقنية له أكثر من أي جانب آخر ،وانه سيساهم برفع مستوى التداولات لاستطاعته تنفيذ مليوني عملية يوميا أي بمعدل يفوق عشرة أضعاف المستويات الحالية،بخلاف القدرة على إضافة منتجات تجعل السوق المالية متنوعة وجاذبة للاستثمار وانه لا يمكن أن يكون أداة لنزوحها .

فيجب أن لا تغفل"تداول" وغيرها، من الشركات ذات العلاقة بأسواق المال، الجانب النفسي للمتعاملين في قراراتها التي تعلنها بين الحين والآخر ،ويجب أن تكون صيغة الإعلان بالشكل الذي يفهمه عموم المتداولين،ففهم الأسواق لأي قرار يظهر على شاشات التداول سواء كان سلبياً او إيجابياً.

وقد كان من الأفضل للجهات المسؤولة تلافي انعكاسات سلبية فهم المتداولين على شاشات التداول،والتحرك بسرعة لعقد مؤتمر صحفي تدعى له كل وسائل الإعلام لإيضاح كاف التفاصيل التي يرغب المتعاملين فهمها،ومعرف أثرها وفوائدها.

و كان على شركة تداول تقديم برامج توعية كافية تشرح للمتداولين أهمية النظام والجديد فيه. وقد حققت شركة تداول في النصف الأول من عام الحالي أرباح فاقت 600 مليون ريال من إيرادات عمولات التداول فقط،فلو تم تخصيص مبلغ بسيط بهدف التوعية لن يؤثر على أرباح شركة تداول وهي التي تم تأسيسها برأس مال 1200 مليون ريال سعودي لتكون رائدة بتقديم الخدمات الفنية لبناء سوق مالية واعدة تجذب الاستثمارات للاقتصاد السعودي من الداخل والخارج .فهل سنرى القرارات مستقبلا تأخذ بعين الاعتبار حالة الأسواق ونفسية المتعاملين بها؟

كاتب اقتصادي


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف