الرياض مجمع للسياسة والاقتصاد

سليمان الطريري من الرياض: في الوقت الذي تحاول فيه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بجولاتها المكوكية منذ أشهر لإقناع دول بالمشاركة في مؤتمر أنابوليس تشهد العاصمة السعودية الرياض تنظيم المؤتمرات الإقليمية و الدولية بكثافة , فقد استقبلت الرياض خلال هذا العام ثلاث قمم على مستوى رئاسي شهد المراقبون بنجاح تنظيمها , ففضلاً عن القمة الخليجية السابعة والعشرين , استضافت الرياض القمة العربية التاسعة عشر التي تحدث المتابعون عن استثنائها من القمم العربية السابقة فتسجيل الحضور القوي لمعظم روؤساء الدول العربية و الخروج برؤية تعزز من مواقف الإجماع العربي تجاه قضاياه كانت ملمحين بارزين خلال القمة التي فقدت من اسمها الشئ الكثير قبل انعقادها في الرياض.

و بالعودة إلى العام 2005 عندما نظمت الرياض المؤتمر الدولي للإرهاب بمشاركة 51 دولة و عشرة منظمات دولية كان تحدياً حقيقياً للرياض التي لم تعتد على استضافة مثل هذه المؤتمرات الدولية الضخمة و لكن الرياض كسبت الرهان الصعب بجدارة في ذلك الوقت , و الآن و باهتمام دولي تستضيف الرياض قمة أوبك الثالثة بمشاركة اثنا عشر دولة ممن تعتبر بعضهم دول أوروبا و أمريكا دولا مارقة كإيران و فنزويلا و ليبيا و لكن الرياض تثبت مرة أخرى أنها قادرة على استيعاب الجميع للحوار و النقاش على طاولة واحدة وهو ما عجزت عنه كبريات الدول و العواصم الراعية لهكذا مؤتمرات كنيويورك وجنيف.

بالانتقال إلى وسط الرياض , حيث تجري التحضيرات لقمة أوبك الثالثة , يتواجد أكثر من ألف إعلامي من معظم دول العالم يشاركون في تغطية الاجتماع الوزاري و قمة رؤساء الدول , و يصف عبدالله المغلوث رئيس اللجنة الإعلامية العمل بأنه جار على مدار أربع و عشرين ساعة مع فريق عمله الذي يبذل جهداً كبيراً لتسهيل مهمة ألف إعلامي من دول مختلفة ويتحدثون بلغات متعددة , ما يؤكد أن الرياض تحظى بثقة و احترام الجميع و أنها ماضية في طريق صناعة القرار العالمي السياسي و الاقتصادي.