رقم أعمال سوناطراك الجزائرية يقفز إلى 57 مليار دولار خلال 2007
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تسعى لاكتساح الساحل الشرقي الأمريكي
رقم أعمال "سوناطراك" الجزائرية يقفز إلى 57 مليار دولار خلال 2007
كامل الشيرازي من الجزائر
أعلنت المجموعة النفطية الجزائرية "سوناطراك" المملوكة للحكومة، الاثنين، إنّ رقم أعمال الشركة البترولية الأولى في البلاد، حقق قفزة نوعية خلال العام الحالي، بإحرازه رقم أعمال بلغت قيمته 57 مليار دولار، مقابل 54.5 مليار دولار سنة 2006، وتمثل صادرات المحروقات مع برميل البترول في أعلى مستوياته ما يزيد عن 95 بالمائة من رقم أعمال الشركة، علما إنّ سوناطراك كسبت العام الماضي مداخيل ضخمة بحدود 58.5 مليار دولار، بزيادة 9 مليارات دولار عن السنة قبل الماضية، علما أنّ مبيعاتها في السابق لم تنزل تحت مستوى 22 بليون دولار أمريكي، وبواسطة تمويلها الذاتي لمشاريعها الغازية وتصديرها 6 إلى 7 مليارات متر مكعب في السنة، استطاعت إدارة سوناطراك تخفيض مديونيتها إلى خمسمائة مليون دولار العام الماضي بعد أن كانت بمستوى 2.4 مليار دولار، تمّ سداد الجزء الأكبر منها عن طريق الدفع المسبق.
كما أحرزت إدارة سوناطراك 60 كشفا نفطيا جديدا خلال العامين الماضيين، فيما بلغ معدل الإنتاج 1.4 مليون برميل يوميا خلال سنة 2006، لكنه انخفض ابتداء من الشتاء المنقضي بحوالي 75 إلى 80 ألف برميل يوميا بعد القيام بتطبيق قرار أوبك القاضي بخفض حصص إنتاج الدول المنتجة والمصدرة للبترول، وتسعى الشركة لرفع إنتاجها في 2010 إلى مليوني برميل يوميا من النفط و85 مليار متر مكعب من الغاز سنويا حيث تنتج البلاد حاليا 1،4 مليون برميل يوميا من النفط و62 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
وصرّح "محمد مزيان" الرئيس المدير العام للمجموعة، إنّ عائدات سوناطراك تعكس أداءها الجيد، وأضاف مزيان إنّ سنة 2007 اندرجت ضمن نفس ديناميكية النمو التي شهدتها المجموعة بصعودها اللافت في معدلات الإنتاج والتصدير، هذا الأخير صار بحدود 133 مليون طن مقابل النفط.
وكشف المسؤول المذكور إنّ سوناطراك تسعى لتعزيز تموقعها على الصعيد الدولي، من خلال تفاوضها حاليا مع شركات أمريكية، من أجل تطوير قدرات احتياط التغويز على الساحل الشرقي الأمريكي، واستبعد مدير سوناطراك الطرح القائل بأنّ شركته تفضل التعامل مع الشركات الغربية، على خلفية عدم تجديد المتعامل الجزائري مذكرة التفاهم مع شركة غازبروم الروسية التي انتهت مدة صلاحيتها في شهر آب/أغسطس الفارط، وعلّق مزيان:" "مذكرة الاتفاق مع شركة غازبروم انتهت مهلتها دون إيجاد فرص للشراكة و وجدنا هذه الشراكة لدى متعاملين آخرين"، علما أنّ المجموعة البترولية الجزائرية وفي إطار تمركزها بالسوق الأوروبية، خصصت مدخل نحو نهائيات مونتوار ونهائي آخر ببريطانيا.
وبشأن حقل غاز "حاسي طويل" بجنوب الجزائر، وهو أكبر مشروع لتسويق الغاز المسال إلى الولايات المتحدة - تربو قيمته عن 7 مليارات دولار-، أشار مسؤول سوناطراك، إنّ مجموعته ستقوم لوحدها بتطوير المشروع، بالتنسيق مع مؤسسات المناولة العاملة بالسوق الجزائرية مثل "هاليبورتون" و"شلومبرجي" و "بي جي"، مع الإشارة أنّ المشروع سيكون جاهزا في غضون العام 2010، وتعوّل عليه سوناطراك لرفع طاقتها الإنتاجية إلى مستوى 3 مليارات متر مكعب بحلول العام 2010.
وحددت سوناطراك برنامجا للاستثمار للسنوات الخمس المقبلة بقيمة 44 مليار دولار، والذي ستقوم سوناطراك بتمويل الجزء الأكبر منه بالموارد المحلية المباشرة، إضافة إلى مصارف أجنبية تربطها اتفاقيات معها، ويتصدر البرنامج مشروع خط " ميدغاز " الذي تبلغ تكلفته 440 مليون يورو، سيربط بين الجزائر وأوروبا عبر اسبانيا ويرتقب أن يضخ ثمانية مليارات متر مكعبة من الغاز، فضلا عن توفيره حوالي ملياري دولار بجانب المئات من الوظائف. وتساهم فيه سوناطراك بحصة 36 في المائة، مع الإشارة إنّ المشروع ينتهي العمل به في شهر يونيو/حزيران 2008.
سوناطراك التي تعدّ أعرق مؤسسة في الجزائر، تبدي سوناطراك اهتماما بسوق الغاز الأمريكي وغاز المحيط الأطلسي، لذا تعتمد المجموعة إستراتيجية خاصة من أجل تعزيز مواقفها في المحيط الأطلسي في حدود سنة 2015، عبر رفع حصة صادراتها من الغاز المميع بـ35 بالمائة (ما يمثل 12 مليار متر مكعب)، وكذا إلى توسيع مجالات تدخلاتها في هذه السوق "حتى لا تبقى مجرد زبون وإنما شريكا" يتسنى له الاستفادة من المنشآت والشبكات القائمة والتكنولوجيات الجديدة من أجل "رفع فوائدها إلى أقصى حد".
وكان الرئيس المدير العام لسوناطراك، أفاد قبل شهر في مقابلة مع "إيلاف" إنّ مجموعته ستستثمر نحو 30 مليار دولار في تطوير حقول النفط حتى عام 2010، بينها مخصصات تزيد عن 6 مليارات دولار، سترصد لتطوير مجال نقل المحروقات وتحسين الخدمات، وكشف عن نية الشركة الجزائرية استثمار ملياري دولار لتطوير خدمات نقل المحروقات خلال العام الحالي، وكانت سوناطراك قد وقعت مؤخراً على ثلاثة عقود بقيمة 240 مليون دولار مع الكونسورتيوم الجزائري اللبناني "كاناغاز-زاخن" والكونسورتيوم التركي "مانوسمان-امران نوكسال" والكونسورتيوم الجزائري- الفرنسي "باثينكو واست-سيكوموك".
وتستعد سوناطراك أواسط شهر ديسمبر/كانون الأول، لتسلم أول سفينة عملاقة ناقلة للنفط من نوع "في.أل.سي.سي" أطلقت عليها تسمية "مسدار" لنقل النفط الخام، وتبلغ سعة هذه السفينة العملاقة مليوني برميل، ويزيد طولها عن 330 مترا، وتعدّ هذه السفينة العملاقة، الأولى من نوعها التي تقتنيها سوناطراك، علما أنّ العملية أتت بموجب اتفاق شراكة أبرمه فرع "بتروليوم كوربورايشن "بي.في.أي" التابع للشركة الأمّ سوناطراك، مع الشركة اليابانية "كاوازاكي" لصناعة السفن في شهر فيفري/شباط الماضي، بينما تكفّلت الورشة البحرية "ناكس"، وهي شركة مختلطة بين الشركة البحرية الصينية (كوسكو) وكاوازاكي للصناعات الثقيلة، ببناء السفينة
ويأتي اقتناء سوناطراك لهذه السفينة الجديدة ضمن إستراتيجيتها الرامية إلى تعزيز أسطولها الناقل للنفط والغاز، حيث تسعى المجموعة بذلك إلى ضمان نقل
نسبة 30 بالمائة من صادراتها بوسائلها الشخصية وعبر الشراكة في أفق سنة 2010، ثم إلى 50 بالمائة في أفق سنة 2015.
وتعوّل إدارة سوناطراك التي وقعت السنة الماضية، على 30 عقد شراكة مع شركات أجنبية ومحلية، تسعى منذ مدة إلى إيجاد شركاء من شأنهم أن يجلبوا لها قيمة مضافة لا سيما فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتسيير والأسواق ذات الأهمية بالنسبة إليها، فكرت في بعث تحالفات في غاية الأهمية، على منوال شراكتها مع المجموعة الفرنسية "جاز دو فرانس" ما مكّنها من إنشاء "ميد أل أن جي" لتصدير الغاز الطبيعي المميع إلى السوق الأمريكية، كما وقعت سوناطراك خلال السنة الجارية شراكة إستراتيجية مع "إينيرجياس دي برتغال" واقتنت أسهما في رأسمال هذه الشركة البرتغالية.
وأفاد الرئيس المدير العام لسوناطراك، إنّ الشركة حيث حددت قائمة لمجموعة من الشركاء المحتملين على المدى البعيد، ممن يتوفرون بحسبه على نقاط تكامل مع المجموعة الجزائرية سواء في نشاطات ما قبل أو ما بعد الإنتاج أو فيما يتعلق بالأسواق، واستشهد بنموذج الشركة النرويجية "ستايت أويل"التي اشتركت في عملية استكشاف بأعماق البحر في مصر.