مكافآت سماسرة البورصة المالية الضخمة تشعل أسعار العقارات في لندن 2007 في معظم المناطق الراقية والمتواضعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مكافآت سماسرة البورصة المالية الضخمة تشعل أسعار العقارات في لندن 2007 في معظم المناطق الراقية والمتواضعة
محمد أبو حسبو
يبدو أن الحوافز المالية الضخمة التي يحصل عليها سماسرة بورصة لندن في نهاية كل عام قد بلغت حداً قياسياً، إذ قُدرت حوافز عام 2006 بنحو 9.5 مليار دولار. وقد بدأت هذه الحوافز الهائلة تصل إلى الحسابات البنكية لأصحابها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومن ثم راح هؤلاء المحظوظون يتسّوقون في سوق العقارات الفاخرة في لندن. وفي هذا الصدد قال يولاند بارنز، مدير البحوث والتسويق في وكالة "سافيلز" العقارية، إن الأثر المباشر لهذه الأموال سيظهر أولاً في الأحياء الراقية من وسط العاصمة لندن (مثل نايتسبريج وماي فير) حيث راح الأثرياء الجدد من شباب البورصة يتنافسون مع المليونيرات القدامى والأثرياء الأجانب الذين يملكون جميعاً عقارات بالملايين في وسط لندن حتى وإن لم يسكنوها. ومثالٌ على ذلك بناية عُرضت في السوق في منطقة "غرين بروك" بـ 635 ألف جنيه استرليني (نحو 1.12 مليون دولار) بيعت بعد أيام قليلة بـ 840 ألف جنيه استرليني.
وما يغذي هذا التنافس بشكل أقوى هو أن غالبية هذه المشتريات تتم نقداً وليس عبر قروض عقارية (التي تستغرق ثلاثة أشهر للحصول عليها) كما يفعل غالبية البريطانيين من عامة الناس. ومثالٌ آخر هو ما رواه بيتر يونغ، مدير وكالة "جون وود العقارية"، الذي قال إن وكالته باعت منزلاً كان معروضاً بـ 10 ملايين جنيه استرليني (رغم أن أصحابه كانوا سيقبلون بـ 8 ملايين فقط)، لكن المنافسة بين المشترين رفعت سعر المنزل إلى 13 مليوناً. وعلق أصحاب المنزل بأنهم بهذه الطريقة ربحوا 5 ملايين استرليني فوق ربحهم الطبيعي ومن دون أي مجهود، وهم بذلك سعداء للغاية لأنهم سيستطيعون شراء منزل آخر في منطقة أخرى بـ 2.95 مليون استرليني بعدما كانوا يستبعدونه لأنه فوق طاقتهم المالية.
وتوقع بارنز أن تشهد العقارات في وسط لندن ـ بفعل المنافسة ـ ارتفاعاً بنسبة 15% خلال هذا العام رغم الحديث عن أن الأسعار في هذه المناطق بلغت مداها منذ بضع سنوات. وأضاف أن أي أموال جديدة تُضخ في سوق العقارات لا تنحصر في الأحياء الراقية فحسب لأن النازحين من هذه الأحياء لا بد أن يشتروا عقارات أخرى في مناطق جديدة ـ وهكذا فإن أثر الارتفاع في وسط لندن يشبه أثر أمواج البحر التي تنتقل تدريجياً حتى تصل الأطراف. ومن جانبه قال رسيل جيرفز، مدير وكالة "هارت" العقارية:
إن عدد المسجلين لدى الوكالة كباحثين عن عقارات في هذه الأحياء قد ارتفع بالفعل بنسبة 25%، مما يعني أن الأسعار سترتفع أيضاً. كما لوحظ أيضاً ارتفاعٌ في عدد المسجلين في الأحياء المجاورة للوسط (مثل كينزينغتون وفولام وتشيلسي) بحيث بدأ ملاّك العقارات في هذه المناطق التفكير في بيع منازلهم للاستفادة من الأرباح التي يحققها لهم الاقبال على عقاراتهم، ثم استخدام هذه الأرباح في شراء عقارات بديلة وكبيرة في أطراف المدينة، بل حتى خارجها. وأشار جيرفز إلى أن بعض الأحياء في منطقة "نوتنغ هيل" و"كينزينغتون" قد ارتفعت بنسبة 30% خلال 2006 مما دفع كثيراً من الملاّك الى الاستفادة من هذا الارتفاع القياسي والنزوح إلى مناطق مثل "وست هامستيد" في شمال لندن و"كوينز بارك"،
وحتى النزوح إلى مدينة أكسفورد الشهيرة التي تبعد عن لندن بنحو ساعة بالسيارة أو القطار. وكل هذه المناطق تعتبر أيضاً مناطق راقية وذات طبيعة ريفية، لكن أسعارها تقل كثيراً عن أسعار وسط لندن رغم أن منازلها أكبر حجماً ـ لذا فهي في نظر الكثيرين صفقة رابحة بكل المقاييس اذا كنت على استعداد للتخلي عن وسط المدينة. وكان تقريرٌ أصدره مؤخراً بنك "نيشان وايد" العقاري قد ذكر أن عام 2006 شهد بداية انتعاش ملحوظ في سوق العقارات البريطانية، إذ بلغ متوسط الارتفاع 9% على نطاق المملكة المتحدة، الا أن العاصمة لندن شهدت أعلى معدل ارتفاع بلغ 11.3% نظراً لكثرة الطلب عليها. وتوقع التقرير أن يكون معدل الارتفاع في لندن خلال هذا العام نحو 8%، أي ضعف المتوسط القومي البالغ 4% فقط.