اقتصاد

الـ 25 من فبراير: تاريخ مؤلم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبول الهاجري من الرياض: تحل اليوم الذكرى السنوية الأولى لهبوط 25 فبراير الشهير في سوق الأسهم السعودية والذي تكبد فيه الكثير من السعوديين خسائر فادحة ليست على الصعيد المادي فحسب، بل امتدت إلى الصعيد النفسي والصحي والاجتماعي، وقد سجلت حالات عدة من الوفيات إثر هذا الهبوط المؤلم.

سلوك الأسواق المالية حول العالم يظل من أغمض الأمور التي يمكن أن يواجهها المختصون والمراقبون الماليون لكن الحالة التي مرت بها السوق السعودية كانت متوقعة، وذلك إثر السلوك الخاطئ الذي انتهجته السوق بنهاية 2005م مع عودة أموال كبيرة كانت مهاجرة في السابق، إضافة إلى عدد من القرارات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة السعودية والتي دفعت بسيولة عظيمة للتوافر في مكان واحد هو "سوق الأسهم" الوعاء الاستثماري الوحيد والمتاح بلا قيود. وبغض النظر عن لغة الأرقام والتي تفاوتت بشكل كبير في سنة واحدة، إلا أن هناك حقائق وخفايا كانت تحوم حول 25 فبراير، "إيلاف" توجهت إلى عدد من المختصين والمتابعين للسوق السعودية لسؤالهم عن أبزر حدث علق في ذاكرتهم منذ الهبوط الشهير وحتى اليوم فكانت الإجابات مؤلمة لكنها حقيقية، لكن 25 فبراير ما كان ليكون كأي تاريخ آخر لو كان للأصوات صدى. الدكتور سعد الرويتع أستاذ المحاسبة في جامعة الأمير سلطان الأهلية قال "إن تلك الفترة كانت مليئة بالإحباطات التي لا يمكن حصرها وتعتبر من أسوء الفترات التي مرت على سوق الأسهم، لكن الأسبوعين الماضية أعادت شيئا من الأمل والثقة في السوق"، وحول أبرز حدث لا زال عالق بذاكرة الرويتع وهو هجوم الكثير من المتداولين عليه بعد لقاء أجراه على إحدى الفضائيات فيقول "كان السوق متراجعاً ليومين على التوالي وعلقت على أن هذا التراجع صحي لأن أسهم بعض الشركات متضخمة ويجب أن تصحح، فكانت الكثير من أسهم الشركات تغلق على ارتفاعات متواصلة الأمر الذي يقلقنا كمتابعين ومراقبين للسوق لأننا نعلم أنه سلوك غير منطقي من السوق وغير مطمئن. وقلت لعل عملية التصحيح هذه تعيد للسوق توازنه لتأتي بعد ذلك عدة مكالمات تؤنبني وتلومني على هذا التصريح، و ذهبوا إلى إنني أتمنى تراجع السوق دون النظر لاستثمارات الناس". وتابع الرويتع قائلا" جاء بعد ذلك انهيار 25 فبراير الشهير والذي لم يكن ذا أثر كبير كما هو الآن لو تم التصحيح في وقت سابق كما ذكرت في التصريح السابق، وبالتالي لن تكون الخسائر بالحجم الذي طال نسبة كبيرة من المتعاملين في السوق". من جهته يقول الدكتور عبدالعزيز الطويان أستاذ المحاسبة المالية "ما يجهله الكثير هو أن الانهيار لم يبدأ في 25 فبراير بل بدأ في وقت سابق". ويعلل أن السوق بدأ في الانهيار بعد التراجع المفاجئ والسريع في قطاع الزراعة في 21 فبراير، وواصل التراجع إلى يوم 25 فبراير والذي انهار فيه قطاع البنوك التي سحبت بقية القطاعات معها. أحد الخبراء والذي امتنع عن ذكر اسمه قال "إن إقالة جماز السحيمي رئيس هيئة سوق المال السابق كان أغرب قرار"، وارجع ذلك إلى أن تصحيح وضع السوق ليس بقرارات حكومية وإنما بجهود متكاتفة. على نفس الصعيد قال رجل الأعمال والمحلل الفني راشد الفوزان أن المواقف كثيرة لكن في إحدى اللقاءات قلت "GAME OVER" وذلك على الهواء مباشرة حينما نزل السوق عند مستوى 16 ألف نقطة وظهر على أثر ذلك التصريح الكثير من المعارضين الذين لا يتقبلون الخسارة، إلا أن المتداولين في السوق تعلموا خلال السنة الماضية مفردات حاولنا شرحها مراراً، مثل معنى أسواق مال وانهيار وتصحيح ومفردات أخرى، فما حدث أكسب المتداولين ثقافة مالية جيدة على الرغم من حجم الضرر والخسائر المكلفة. أما الخبير المالي خالد الجوهر فبتفاؤل قال "في 25 فبراير انتهت الفوضى الإيجابية و (عشوائية الأسعار) التي دفعت الكثير من الشركات الصغيرة والخاسرة إلى الارتفاع بناء على مضاربات عشوائية، وبالتالي أحدثت فوضى كبيرة في المعايير المالية إلا أنها كانت إيجابية للذين جنوا أرباح قبل ذلك". على نفس الصعيد استغرب المحلل المالي هاني باعثمان من التعليقات التي خرجت في نفس اليوم متحدثاً عن الانهيار عن طريق أشخاص التزموا الصمت المريب طوال الأيام الماضية التي سبقت تاريخ 25 فبراير. وتابع "في كل مرة كنت أخرج وأنبه من تضخم الأسعار كنت أواجه الكثير من المشاكل حتى أن البعض كان يتصل بالقنوات التي أخرج بها ليقول أني (متشائم) ويطالب بعدم خروجي". ومن جانبه قال محمد الشميمري مدير مكتب محمد الشميمري للاستثمارات المالية أن الحدث الأبرز والذي لا يمكن أن ينساه في السنة الماضية هو كسر منطقة العشرة آلاف والإغلاق تحتها، معللا ذلك بأن الكثير من المحللين الماليين كانوا يرون أن منطقة العشرة آلاف من الصعب كسرها، سيما وأن الإشاعات كانت تتحدث عن دخول سيولة كبيرة عند هذه النقطة. ونوه عبدالكريم الموسى أحد كبار المتعاملين في سوق الأسهم إلى أن الانهيار النفسي الذي يعاني منه الكثير مع اقتراب الذكرى الأولى لانهيار فبراير الشهير هو سلوك مقلق، وله أبعاده على السوق لكن الوضع مطمئن وهو ما لمسناه في الأسابيع القليلة الماضية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف