الفيصل والملكة رانيا يؤكدان على الدور الأميركي لإقرار السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الوهبي من جدة: بدأت في جدة غربي السعودية، مساء اليوم الأحد برنامج جلسات المتحدثين في منتدى جدة الاقتصادي تحت شعار "الإصلاح الاقتصادي: أرض واعدة، وآفاق ممتدة"، والمخطط له أن يكون الأبرز على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث دورة اقتصادية تمر بها السعودية، تسعى خلالها لفتح قطاعات مختلفة، تدعم حال النمو الاقتصادي في ظل عدم ثقة في تماسك إنتاج النفط والمقدر أن يحقق انخفاض قدرة 6.5 في المائة خلال 2007.وتحدثت في أولى الجلسات المتواصلة حتي يوم الثلاثاء المقبل، الملكة رانيا العبد الله قرينة العاهل الأدرني الملك عبد الله الثاني، والتي ألمحت إلى أهمية التخطيط الاستراتيجي لرفعة الأمم وبناء الأجيال، فراحت تحكي قصة الرجل العجوز، عندما سأله حفيده عما يفعل في أرضه، فأوصاه قائلاً "غرسوا فأكلنا، ونغرس فتأكلون".
الملكة رانيا والتي تأتي على قائمة بارزة لمتحدثين دوليين في مزيجها رئيس الوزراء التركي، والقائد السباق لحلف الناتو ويسلي كلارك، فيما ضم وفدا صينياً من أعضاء من المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. الملكة رانيا توافقت في كلمتها مع شعار المنتدى، حيث قالت "نحن في الشرق الأوسط ماضون قدماً، من الانتخابات إلى الإصلاح التعليمي إلى المساواة بين الجنسين"، مؤكدة على صعيد مستضيفيها السعوديين، أنهم تقدموا كثيرا في تمكين المرأة في قطاعات مختلفة، كما هي المرأة العربية، والتي لا يعرفها الكثيرون في الغرب.
وعرجت إلي نقاط الاختلاف بين الشرق والغرب، قائلة "استطلاع تلو الآخر يصور واقعا مريراً ... صورة المسلم في مخيلة الغرب؛ عنف وتطرف ودافع للخوف، وصورة الغرب عند المسلمين عنف وعجرفة ودافع للشك"، وقالت" في الوقت الذي حولت فيه التكنولوجيا العالم إلى قرية ما زلنا نجد أنفسنا متفرقين ومنقسمين ... نحكم على الآخر من خلال نمط مسبق وليس من خلال التجربة الشخصية، وبذلك نجرد مَنْ حولنا من إنسانيتهم".
واستشهدت على إن أبناء الشرق والغرب يجب أن يكونوا مستعدين للجلوس معاً والاستماع كل إلى الآخر، فعلى الأمريكيين مثلا أن يواجهوا حقيقة أن المشاعر السلبية لدى العديد من العرب والمسلمين، لا تنبع من عدم فهم سياسات الولايات المتحدة في منطقتنا ... بل لأنهم يرون أن الكثير من هذه السياسات غير صحيحة، يجب على السياسات الأمريكية أن تكون متوازنة، وعادلة، وأن تمهد للسلام لا للحرب. إلا أنها قالت عن المسلمين، "علينا مواجهة الحقيقة الرهيبة المتمثلة لأن أغلب الهجمات الإرهابية في السنوات الماضية ارتكبها أفراد يدّعون أنهم يعملون باسم الإسلام".
من جانبه وعلى ذات جلسات المنتدى الاقتصادي في السعودية، قال الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق في واشنطن، وقد تحدث عن دفعة ايجابية في علاقات بلاده السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلا انه قال أن الرئيس بوش مازال مترددا بعض الشيء في إيجاد حل لقضية فلسطين. وقال الفيصل وهو السفير السعودي السباق لدى واشنطن أن العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة شابها شيء من البرود لفترة بسبب مشاعر الشعب الأمريكي ضد بعض العناصر، مبينا أن ما يهدف إليه تنظيم القاعدة هو خلق فجوة بين الشعبين، كما أن العمليات العسكرية العنيفة التي قامت بها القوات الأمريكية زادت من حدة هذه المشاعر والبرود بين البلدين.
إلا أنه لفت إلى أن لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أبريل 2005 الرئيس الأمريكي أعاد شيئا من العلاقات إلى طبيعتها، كما أن المجموعات الست الخاصة بالحوار حول الأمن والاقتصاد والطاقة والشراكة والتعليم والتنمية البشرية أسهمت في خلق مناخ كان من نتائجه زيارة عدد من القضاة السعوديين إلى الولايات المتحدة، وقال أن الرئيس الأمريكي وان كان مترددا بعض الشيء، فإنه يتحرك بإيجابية لإيجاد حل لقضية الفلسطينية.
وأكد الفيصل أن الجهل هو المتهم الأول إلى جانب عدم الإنصاف والظلم والسلوكيات الغير منصفة من قبل القادة السياسيين، وهي المتهم الثاني، كما أن الفقر يجعل الإنسان يفقد طموحاته وتطلعاته، وقال إن تفسير الدين بحسب تلك العوامل السلبية هو الذي يغذيها (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وقال "جميعنا مسئولون عن رفاهية أبنائنا وأجيالنا وأدعو الله أن لا يصيبهم ما أصابنا وأن يكون عالمهم أفضل من عالمنا".