اتفاقية لاستغلال حديد موريتانيا قيمتها 1.5 مليار دولار

اتفاقية لاستغلال حديد موريتانيا قيمتها 1.5 مليار دولار

سكينة اصنيب من نواكشوط

استفادت الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم (سنيم) من تمويل قيمته مليار ونصف المليار دولار أمريكي منحه وفدا مشتركا من مؤسسات وشركات عربية واسترالية بينهم وفد الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).

وتتعلق اتفاقية التمويل بإنجاز مشروع استخراج وتطوير خامات الحديد في منطقة العوج بولاية تيرس زمور شمال موريتانيا وهو المشروع المنفذ من طرف سنيم ومخطط له ان ينتج 7 مليون طن في السنة من مكورات الحديد المستخدمة في طريقة الاختزال المباشر لمدة تتجاوز الثلاثين سنة باستغلال احتياطي من خامات الحديد عالية الجودة.

كما وقعت الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) مذكرة تفاهم مع كل مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة قطر للحديد والصلب (قاسكو) وقد اتفق الشركاء في مذكرة التفاهم على العمل معا لتطوير المشروع بهدف الوصول الى الانتاج الأولي لمكورات الاختزال المباشر في سنة 2010 .

والمشروع سوف يقوم بانتاج مكورات حديد الاختزال المباشر والتي ستستخدم كمادة خام تكون أساسا لعمليات تصنيع الصلب من قبل الشركات العالمية الرائدة بما فيها شركة حديد (المملوكة بالكامل لسابك) وشركة قاسكو (المملوكة بالكامل لصناعات قطر) . ولهذا الغرض سيتم تأسيس شركة موريتانية مملوكة للشركاء (الشركة الجديدة) لتطوير المشروع بما في ذلك الدخول في اتفاقيات البيع والشراء والخدمات الاخرى.

وأكد با عبد الرحمن وزير التجارة والصناعة الموريتاني أن قطاع المعادن بذل جهودا حثيثة للنهوض بالنشاط المعدني من خلال توفير إطار تشريعي وتنظيمي محفز من ناحية ورفع مستوى التعرف على إمكانيات البلد المعدنية والجيولوجية مع تطبيق معايير صارمة لحماية البيئة من ناحية أخرى.

وأضاف أن الدولة الموريتانية رصدت موارد معتبرة على نفقتها في إطار التعاون التنافسي متعدد الأطراف لإنجاز بنية حقيقية جيولوجية من خرائط مفصلة وتطوير المناطق ذات المؤشرات الهامة ووضع نظم معلومات معدنية وبيئية وسجل معدني لتسيير الرخص.

وقال إن هذا الاتفاق يمثل ثمرة الجهود المتواصلة لترقية القطاع المنجمي في موريتانيا ويضيف لبنة أخرى هامة إلى الهيكل الصناعي الوطني وخلق قيمة مضافة.وأضاف ان هذا المشروع منح مرتبة المشروع العربي المشترك من طرف مجلس وزراء الصناعة العرب وأن ذلك تجسد بانضمام شركة سابك وقطر استايل إلى المشروع.
وأكد حرص الحكومة الموريتانية على تقديم التسهيلات التي يحتاجها المشروع في مختلف مراحله.

وتجدر الإشارة إلى أن حجم إنتاج مشروع العوج يبلغ 7 مليون طن وتزيد تكاليف الاستثمار فيه على مليار دولار أمريكي وسيوفر 2000 فرصة عمل مباشرة وثلاثة آلاف فرصة غير مباشرة وسيقوم ببناء قرية منجمية في منطقة افديرك.

وتتضمن مكونات المشروع معدات خاصة بتطوير منجم العوج الشرقي مصنع لتخصيب الخامات المستخرجة، ومصنع للتكوين قادر على إنتاج 7 ملايين طن سنويا، محطة للتوليد الكهربائي تتجاوز طاقتها 140 ميغاوات.

وقد التقى الرئيس الموريتاني العقيد علي ولد محمد فال بوفد مشترك من مؤسسات وشركات عربية واسترالية بينهم الشيخ ناصر بن حمد آل ثاني عضو مجلس الإدارة والمدير العام لشركة قطر للحديد والصلب، ومحمد صالح الجبر نائب رئيس شركة سابك السعودية للصناعات الأساسية والكسندر بيرنز المدير المكلف بالتسيير في شركة "اسفير" للاستثمار الاسترالية.
وقال الشيخ ناصر بن حمد آل ثاني بعد المقابلة ان اللقاء تناول مذكرة التفاهم التي تم توقيعها للبدء في مشروع العوج الذي تنفذه سنيم كأساس لقيام هذا المشروع العملاق.

وأشار الى ان مشروع العوج فريد من نوعه وانه تجسيد للتعاون بين المشرق العربي ومغربه وهو فضلا عن ذلك لبنة على طريق تحقيق التكامل العربي، معربا عن شكره ازاء التعاون والتسهيلات التي لقيها الوفد طيلة سنة من المفاوضات قبل توقيع هذه الاتفاقية.