فقراء غزة يرون بصيصا من الأمل في تشكيل حكومة وحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد الكلام عن قرب تشكيلها
فقراء غزة يرون بصيصًا من الأمل في تشكيل حكومة وحدة
نضال المغربي من غزة
يستيقظ زامل وافي فجر كل يوم ليمشط شاطئ غزة بحثا عن الحديد الخردة الذي يمكنه أن يبيعه كي يطعم زوجته وأطفاله السبعة وحماره. وبالنسبة إلى سكان غزة الفقراء مثل وافي (49 عاما) فان الحياة تبدو أكثر قتامة من أي وقت مضى بعد عام مضن من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على الحكومة التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتراجع حركة التجارة والاقتتال بين الفصائل الفلسطينية.
وتراجعت أسعار الحديد الخردة بسبب إغلاق اسرائيل المتكرر للمعبر التجاري الرئيس مما يؤدي إلى صعوبة الوصول الى الاسواق بعد حدود القطاع الساحلي الضيق.ويساور وافي القلق بشأن المستقبل لكنه يرى بصيصا من الامل في تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة حماس.وقال وافي بينما كانت زوجته تطرق قطعة من الخرسانة لاستخراج الخردة منها في أحد شواطئ غزة "ليس لدينا أي مكان للعمل. لا نقدر على إطعام أطفالنا. آمل أن استطيع كسب رزقي من هذه الحكومة."
وفاقم قطع الغرب للمساعدات عن الحكومة، معدلات الفقر ولاسيما في قطاع غزة حيث تقول منظمات اغاثة ان كثيرا من السكان يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.وقال عمر شعبان وهو خبير اقتصادي فلسطيني بارز إن الأوضاع الاقتصادية بلغت أسوأ مراحلها حتى الان. وقال إن 40 في المئة من سكان غزة يعانون سوء التغذية وإن نسبة البطالة ارتفعت الى 80 في المئة من 50 في المئة قبل أن تتولى حماس السلطة قبل نحو عام.
ومثل آلاف من سكان غزة كان وافي يعمل في اسرائيل لكن لم يعد يسمح له بذلك. وتعيش عائلته على البقايا التي تعثر عليها في المستوطنات اليهودية المهجورة. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة قبل عام ونصف العام.ويقول وافي انه يجني أقل من خمسة دولارات في اليوم من بيع الخردة التي يكدسها على عربته التي يجرها حماره ولا يستطيع أن يشتري الطعام الذي تحتاجه عائلته بهذا المبلغ. وفي غزة تصل تكلفة كيلو من الدجاج الى نحو ثلاثة دولارات.
ولم يتضح ان كان اتفاق حكومة الوحدة الوطنية بين حماس وفتح سيخفف من الحصار الاقتصادي.ولا يدعو اتفاق الوحدة بين الحركتين الحكومة الجديدة إلى الاعتراف باسرائيل أو نبذ العنف ويتضمن تعهدا مبهما باحترام اتفاقات السلام الموقتة لكن ليس قبولها.ولا يلبي هذا مطالب لجنة الوساطة الرباعية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط لكن هوة الخلافات بين أعضاء اللجنة وهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة اتسعت.
واستغرقت مساعي تشكيل حكومة وحدة وطنية فترة أطول من المتوقع بسبب الخلافات القائمة بين الفصائل ولاسيما بشأن من سيتولى الاشراف على أجهزة الامن.وعبر رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية القيادي في حماس عن أمله في تشكيل الحكومة الجديدة الاسبوع المقبل لكن لم يتضح ان كان ذلك سيكون ممكنا.ويقول أصحاب مصانع المعادن ان كثرة اغلاق معبر المنطار التجاري أدى الى انخفاض أسعار الخردة لانها لم تعد سوق تصدير مستقرة.
وعندما يعاد فتح المعبر تبيع المصانع معادنها التي يعاد كبسها لإعادة تصنيعها في اسرائيل.وقال محمد السواف وهو شريك في أحد مصانع الاشغال المعدنية في غزة "لدينا عشرة الاف طن على الاقل من المعادن التي لا نستطيع تصديرها."ونتيجة لذلك يقول السواف انه يدفع لجامعي الخردة مثل وافي نحو 2.5 شيقل (0.59 دولار) عن كل عشرة كيلوجرامات من الخردة.
وقال "كان دخل هؤلاء الناس جيدا لكنه تدنى بشدة."ولا تقتصر المعاناة على قطاع الخردة فحسب. ففي صباح أحد الايام جلست مجموعة من الصيادين على الشاطئ وهم يحتسون الشاي ويصلحون شبكاتهم ويشكون من المصاعب الاقتصادية.ويقول الصيادون ان زوارق البحرية الاسرائيلية تقيد المسافة التي يمكنهم الصيد فيها ما يؤثر على كمية الصيد ونوعيته.
ويقولون ان زوارق البحرية أحيانا ما تفتح النار وتعتقل صيادين وتصادر مراكبهم.وقال خليل قنان وهو صياد وأب لاربعة عشر من الابناء "في دول أخرى في العالم يحظى الصيادون بدعم حكوماتهم. أما نحن فليس لدينا أي دعم على الاطلاق."ورغم أن كثيرا من الفلسطينيين يتوقعون أن تخفف الدول الاوروبية العقوبات الاقتصادية فان الخبير الاقتصادي شعبان قلل من احتمال حدوث تغير جذري. وقال ان الحصار فرض على الشعب الفلسطيني فجأة وبشكل شامل وكامل لكنه سيرفع بشكل جزئي وتدريجي وبشروط.