اعتصام الخيم في وسط بيروت يضرب بيئة لبنان الاستثمارية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اعتصام الخيم في وسط بيروت يضرب بيئة لبنان الاستثمارية
الفونس ديب
كما في السياحة والتجارة والخدمات كذلك في الاستثمار، هو هو اعتصام الخيم يرتد سوءاً وضرراً على الاقتصاد اللبناني برمته، ويكاد يطيح بالبلاد والعباد. وفي هذا الإطار أبدى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات "ايدال" نبيل عيتاني خوفه من ضياع فرصة استثمارية ذهبية متاحة أمام لبنان في هذه المرحلة في ظل الفورة النفطية والفوائض المالية الكبيرة في منطقة الخليج.
ورأى عيتاني ان "الاستثمار في لبنان تعرض لضربة قاسية منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتفجيرات والاغتيالات التي تلته، مروراً بحرب تموز والتجاذبات السياسية والاعتصام في وسط بيروت وما رافق ذلك من ملامسة الاستقرار الأمني في 23 و25 كانون الثاني (يناير) الماضي".
وأكد الخبير الاقتصادي مروان اسكندر تكبد لبنان خسائر استثمارية كبيرة تقدر بمليارات الدولارات نتيجة الأزمة السياسية والاعتصام في وسط بيروت، كاشفاً عن هجرة استثمارات وطنية بمئات ملايين الدولارات الى الخارج.
فقد أوضح عيتاني لـ"المستقبل" أن تاريخ لبنان وكل المقومات الاقتصادية التي ترعى الاستثمار فيه تجعله نقطة جذب مهمة للمشتثمرين خصوصاً في السنتين الأخرتين مع تضخم الكتلة النقدية في الخليج نتيجة الفورة النفطية، لا سيما أن هذه الكتلة تفتش عن مقصد استثماري مجدٍ، ما يجعلها خاضعة لتنافس دول العالم لاستقطابها".
وقال "ليس فقط الدول العربية وحدها التي تتنافس على استقطاب هذه الكتلة إنما أيضاً كل دول العالم، ولبنان عبر التاريخ وعبر علاقاته مع دول الخليج هو مقصد لهذه الاستثمارات لأنه يتمتع بكثير من المزايا التفاضلية، لا سيما موقعه الجغرافي المميز، ومناخه، والأنظمة الاقتصادية والقوانين المعتمدة التي ترعى الاستثمار، وقانون تملك الأفراد، والنظام المصرفي وحرية تحويل الأموال والسرية المصرفية، وطبيعة الحياة في لبنان والثقافة التي يتمتع بها الشعب اللبناني وحسن الاستقبال والضيافة وغيرها".
وأشار الى دراسات عديدة تؤكد هذه الأمور "وآخرها دراسة تتوقع أن تكون بيروت من بين أفضل عشر مدن في العالم في المستقبل. كما أن مجلة نيوزويك العربية صنفت لبنان من بين سبع دول عربية مرشحة لتحقيق قفزات كبيرة في مجال النمو على غرار النمور الآسيوية".
وأكد عيتاني أن "الاستقرار الأمني والسياسي يشكل عاملاً اساسياً للاستثمار، وهذا ما نفتقده الآن في لبنان. لذلك فإن الاستثمار في لبنان تعرض لضربة قاسية ابتداء من العام 2005 أي منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مروراً بالتفجيرات والاغتيالات الأخرى التي حصلت ومروراً بحرب تموز والتجاذبات السياسية التي تلتها عبر الاعتصامات وما رافق ذلك من ملامسة الاستقرار الأمني في 23 و25 كانون الثاني الماضي، الأمر الذي يشكل خطا أحمر للاستثمار".
وقال "لذلك نرى إحجام المستثمرين العرب عن توظيف اموالهم في هذه المرحلة في لبنان. فكما هم حريصون على دعم لبنان واقتصاده، فإنهم أيضاً حريصون على أموالهم وينظرون الى الاستثمار في لبنان انطلاقاً من الجدوى الاقتصادية للمشاريع التي سيوظفون أموالهم بها وامكانية حمايتها".
وأكد عيتاني خوفه من ضياع الفرصة المتاحة اليوم أمام لبنان في ظل الفورة النفطية والأموال الفائضة في منطقة الخليج. وقال "نحن اليوم رغم وجود المقومات في لبنان إلا أننا لم نستفد حتى الآن من الفرصة كما يجب بسبب الأزمة السياسية المفتوحة والتي يمكن أن تؤدي إذا استمرت الى تضييع هذه الفرصة".
وأضاف "ان لبنان يخسر يوماً بعد يوم الفرص. لكن الأخطر من ذلك صعوبة استرجاع الاستثمارات التي نخسرها لأنها لن تنتظرنا، فهي على الدوام تفتش عن موطن تستقر فيه".
وأوضح عيتاني "ان اثر الاستثمارات في أي بلد لا يتوقف على اجتذاب رؤوس الأموال إنما أيضاً على القضايا الاجتماعية وفرص العمل والنمو والازدهار وغيرذلك. لذلك نرى تنافساً قوياً بين كل الدول على استقطاب الاستثمارات، وهي تستخدم مغريات تتعدى موضوع الإعلام والتسويق والمؤتمرات، الى إجراء تعديلات أساسية في التشريعات والقوانين التي ترعى هذا الأمر فضلاً عن تقديم حوافز في شتى المجالات".
ورأى أن الأولوية في لبنان الآن للشق السياسي، "وهذا يؤدي الى استفادة دول أخرى من الفورة النفطية، وإن كانت لا تمتلك نفس المقومات التي يتمتع بها لبنان".
ورأى عيتاني ضرورة الاستفادة من هذا الموضوع والعمل بجدية لتوفير المناخ السياسي الملائم لإنشاء أرضية صالحة لاستقطاب الاستثمار، كاشفاً عن خسائر استثمارية كبيرة، "وواضحة للعيان". وأشار الى تريث عدد من المستثمرين في البدء في مشاريعهم، "في حين أن آخرين يعملون ولكن بوتيرة أخف".
وأوضح عيتاني أنه بعد حرب تموز كان هناك حركة مستثمرين عربية كثيفة تسأل عن توظيف أموالها في بعض المشاريع، أما الآن فهذه الحركة شبه معدومة.
وأبدى عيتاني تفاؤله عن عودة سريعة للحركة الاستثمارية الى لبنان، مع انتهاء الأزمة السياسية، وقال "تفاؤلي مبني على عدد من العوامل والمؤشرات أبرزها الخطط التي تعتمدها الحكومة لا سيما الخطة الاصلاحية التي قدمت الى باريسshy;3، والاهتمام العالمي بالحياة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، خصوصاً الدعم العربي المتواصل الى لبنان فضلاً عن الأرضية الممتازة التي يمتلكها لبنان".
وقال الخبيرالاقتصادي مروان اسكندر "ان لبنان تكبد خسائر استثمارية فادحة وفرصاً استثمارية ذهبية تقدر بمليارات الدولارات نتيجة الأوضاع السياسية المتأزمة والاعتصام المستمر في وسط بيروت"، مقدراً تراجع الاستثمار في لبنان بنسبة80 في المئة.
ولفت الى ان الاستثمارات التي دخلت الى لبنان في النصف الاول من العام الماضي بلغت نحو 3 مليارات دولار، وأن التوقعات بالنسبة للنصف الثاني من العام كانت تشير الى استمرار تدفقها بوتيرة اكبر، كاشفاً عن هجرة استثمارات وطنية بمئات ملايين الدولارات الى الخارج.
وأكد اسكندر أن لبنان فوت عليه فرصاً استثمارية ذهبية في العام 2006، مع وجود كتل نقدية كبيرة في الخليج ناتجة من الفورة النفطية، مشيراً الى ان "مصر التي كانت تستقطب نحو 1.5 مليار دولار استثمارات في السنة حققت في العام الماضي نحو 9 مليارات دولار".
وقال إن "المستثمر الذي يأتي الى بيروت ويشاهد التشويه الحاصل في وسط أجمل عاصمة عربية، من المؤكد أنه لن يتشجع على توظيف أمواله في لبنان". وأضاف "كما ان الوضع السياسي القائم الذي ينعكس سلباً على عمل الحكومة أدى الى تأخير إصدار القوانين المشجعة والداعمة للاستثمار".
وقال اسكند "هناك استثماران كبيران في الوسط التجاري كان من المفترض البدء بإنشائهما بداية العام الجاري، إلا أن احتلال الأراضي العائدة لهما من قبل المعتصمين قد أدى الى تأخير تنفيذهما"، موضحاً ان "المشروع الأول يقع في رياض الصلح ويعود لمجموعة كويتية، وقيمته نحو 400 مليون دولار. أما المشروع الثاني فهو في ساحة الشهداء ويعود لمجموعة اماراتية وقيمته تفوق الـ400 مليون دولار".