اقتصاد

اعتصامات بيروت تشرد الاف الموظفين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قلبلبنان النابض يخفق بصعوبة
اعتصامات بيروت تشرد الاف الموظفين

فادي عاكوم - ايلاف


لبنان على ابواب الصيف، وغالبية اللبنانيين ينتظرون هذا الموسم ليس فقط لقضاء افضل الاوقات، بل لما يحمله معه هذا الموسم من انتعاش لكافة القطاعات الاقتصادية ترافقا مع انتعاش القطاعات السياحية، لكن ان تكرر سيناريو الصيف الماضي، مع فتح الجبهات العسكرية على عتبة الصيف فعلى السياحة اللبنانية السلام، وعلى الاقتصاد اللبناني السلامين، فحتى الان اكثر من 4000 موظف لبناني اصبحوا في الشارع واكثر من 150 مؤسسة اقفلت ابوابها، بسبب الاعتصام اللامنتهي في وسط العاصمة بيروت، فيبدو ان المعتصمين من عشاق قلب المدينة ففضلوا هذه المنطقة حتى تكون اقامتهم مريحة، والمعتصمون غير ابهين بالانعكاسات الاقتصادية للاعتصام بسبب عدم توقف رواتبهم الحزبية بل تضاعفت في الفترة الاخيرة، والداعين للاعتصام يعرفون جيدا ان اقفال هذه المنطقة الحيوية سيهدد الاقتصاد الوطني ككل و يستعملون الاعتصام كورقة ضغط اقتصادية اضافية للوي ذراع الحكومة لحملها الى لرضوخ للمطالب السياسية.

ان الاعتصام في وسط المدينة لا يشل فقط الحركة السياحية فيه فقط، بل سيشل الحركة السياحية ككل لما يحمله معه من توتر يشمل كافة الاراضي اللبنانية، فالنمو اللافت الذي حققه وسط بيروت منذ ان عادت الحياة اليه صيف 2002 جعلت منه رمز السياحة اللبنانية عربيا و عالميا، لكنه دخل وسط بيروت في معمعة التجاذب السياسي حتى انهكت قواه.

فمنذ ذلك التاريخ والمحال التجارية والسياحية في الوسط تعيش اللااستقرار بسبب الاتجاذبات السياسية المتلاحقة بدءا من طاولة الحوار، وصولا الى جلسات مجلس الوزراء وما يرافقها من اقفالات و تدابير امنية، مرورا بالمهرجانات الخطابية، والاعتصامات، وتشييع الشهداء،واتى الاعتصام المفتوح ليقضي على الحركة التجارية بالكامل وكان اصحاب المحلات والموظفين ليسوا لبنانيين، فوسط بيروت يعيش حاليا حالا من الجمود الاقتصادي يكاد يهدد معظم المطاعم والمتاجر المتبقية بقفل ابوابها في شكل نهائي، اما المطاعم التي لا تزال شبه صامدة فهي فارغة ومقاهيها تعجز عن تأمين كلفة اشغالها، اما نواديها الليلية فاصبحت في خبر كان بعدما نزح روادها المحليون والخليجيون.

غالبية المقاهي والمطاعم تتركز في منطقة ساحة النجمة التي تحولت الى مدينة اشباح، صاحب مؤسسة 'آيشتي' AISHTI طوني سلامة قال في مقابلة له مع احدى الصحف الخليجية ان الشركة سجلت عام 2006 خسارة فاقت المليوني دولار. اما رقم الاعمال هذه السنة، فتراجع في كانون الثاني/يناير بنسبة 30% عنه في الشهر عام ،2006 وفي شباط فبراير حتى الان بنسبة 57% عنه العام الماضي. ولكن رغم الخسائر لا يخفي سلامة نيته في الاستمرار وعدم اقفال مؤسسته مؤكدا انه 'يمكن ان اقفل اي فرع من مؤسستي في الخارج ولكن لن اعمد الى قفلها في وسط بيروت' وقد حمل سلامة مسؤولية ما آل اليه وضع المؤسسات السياحية والتجارية في لبنان عموما والوسط التجاري خصوصا الى المسؤولين الذين فقدوا عامل الوقت الذي تدفع ثمنه المؤسسات وموظفوها.


سلامة الذي اكد انه مع حرية التعبير بكافة اشكاله، لفت الى ان الاعتصام في الوسط التجاري طالت مدته 'مما سيؤدي الى كارثة لا تحمد عقباها'، معتبرا ان اصحاب المؤسسات يدفعون ضريبة نجاحهم عبر اقفال مؤسساتهم، وكذلك الامر بالنسبة الى الموظفين الذين اثروا الهجرة بعد انسداد الافق امامهم في بلدهم، 'فنحن لا نريد ان نكون فرق عملة نتيجة خلافات السياسيين'. وناشد سلامة السياسيين تخفيف حدة التشنج السياسي، الذي ينعكس سلبا على اوضاع مؤسساتهم، التي تتفاقم يوما بعد يوم منذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

اما هيثم فواز صاحب الTaboo (ناد ليلي) الشهير فليست لديه مشكلة مع الاعتصام او الخيم او مطالب المعارضة، ولكنه طالب بتخفيف عددها وفتح الطرق. وقال 'لدينا مطالب لوجستية، وهي فتح شارعي المصارف والامير بشير، ولا نطالب بان يحل الاعتصام، ولا ان تنزع الخيم، انما فتح الشوارع، وفك الحصار الامني عن المؤسسات'. وتمنى فواز على السياسيين 'ان يتوصلوا إلى هدنة سياسية ويتحملوا مسؤولياتهم تجاه الشعب، لأن مشاكل السياسيين تنعكس على الشعب'.

اما عارف سعادة صاحب مطعم Show Gun، أكد لصحيفة القبس الكويتية ان أصحاب الوسط التجاري يعانون الأمرين منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم جاء حرب يوليو التي كانت صعبة على لبنان عموما، وقد فاقت خسائرنا التوقعات، كنا نأمل أن نعوض في فترة الأعياد ولكن جاء تحرك المعارضة في وسط بيروت ليقضي على كل آمالنا بالتعويض.

وقال سعادة 'إن الوسط التجاري يمثل كل الفئات السياسية منها، والمناطقية، والشركات والمصارف، وعلى كل السياسيين تفهم أوضاعنا'. أضاف: 'لقد كان الصيف الماضي صعبا علينا، وإذا استمر الوضع هذا الصيف، فإن ذلك يعني خرابا كاملا بالنسبة للوسط التجاري، ونأمل أن نعوض من خسائرنا، أما البقاء في الوضع الذي هو عليه الآن، وبالوعود التي نسمعها، فنعتقد اننا سنصل إلى خراب بيوتنا، وفي نهاية الصيف سنصل إلى إفلاس وخراب'.

صاحب مطعم La Post ميشال فرنيني قال 'لم نكن نعلم ان اعتصام المعارضة سيستمر كل هذه الفترة، ظننا في بادئ الأمر ان الأزمة لن تستمر أكثر من أسبوع فعضضنا على الجرح وآثرنا البقاء وتحمل الخسارة. ولكن المسألة طالت ولن يكون في مقدورنا تحمل المزيد من الخسائر، فثمة 137 مؤسسة في الوسط أقفلت أبوابها، و4000 موظف باتوا في الشارع، ويعانون صعوبات مختلفة تطال الطبابة والاستشفاء والتعليم، أي ان 20 ألف شخص تضرروا في الوقت الحالي من المشاكل التي يعانيها لبنان'. وطالب السياسيين بالتوافق والوصول إلى حل لأن الوضع لا يحتمل.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف