اللبنانيون يخشون ضياع موسم سياحي آخر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حجوزات المغادرين في الصيف أكثر من الآتين
اللبنانيون يخشون ضياع موسم سياحي آخر
جانب من الامتداد الساحلي ليلا
ويبدو من التحضيرات الضئيلة لموسم السياحة والاصطياف حالياً أنه سيكون للخليجيين أصحاب الأملاك والاستثمارات بعض الحضور في الصيف ، لأن ثمة أكثر من ١٥ ألف شقة يملكها الخليجيون في المتن الأعلى وحده، فضلا عن عاليه وبحمدون وصوفر، وثمة مشاريع سكنية ضخمة مع مرافقها من مجمعات تجارية وسياحية بعضها ما يزال قيد الانجاز.
وقد بدأت نسبة من الخليجيين بالتوافد فعلاًمن أجل الإطلاع على الواقع من كثب قبل احضار عائلاتهم، خصوصا ان بعضهم واجه ظروفا صعبة خلال حرب تموز/ يوليوالماضي بين "حزب الله" وإسرائيل.ولا شك ان قطاع الاصطياف سيتأثر من أحجام الخليجيين عن المجيء الى لبنان، ولا سيما منهم رواد الفنادق والشقق المفروشة، بنسب لا يمكن تحديدها من الآن.
وفي الموازاة لم يشهد سوق العقارات أي تحرك لأنه مرتبط بالاستقرار السياسي، فيما المجيء الى لبنان لتمضية فصل الصيف يبقى وارداً ما دام الوضع الأمني غير متأزم ولا يشغل واجهة الأخبار. ولكن رغم الأجواء السياسية المستمرة منذ الصيف الماضي يتوقع عاملون في القطاع العقاري ان يشهد سوق العقارات حركة ملحوظة مع بداية الصيف.
واذا لم يتأمن المناخ المؤاتي لصيف مقبول، فستقع مشكلة اقتصادية واجتماعية ، لأن اللبنانيين العاديين توجهوا نحو القطاع السياحي وقطاع الخدمات المتصل بمتطلبات السياحة، وأصبحت مصادر رزقهم مرتبطة تلقائيا بموسم الصيف . ابتداءبأصحاب المنازل الذين يؤجرونها للمصطافين الى سائقي سيارات التاكسي والمزارعين الذين يسوقون انتاجهم مباشرة الى السائح والمصطاف، فضلا عن العاملين في قطاع البناء وأصحاب المؤسسات التجارية والعاملين في القطاع السياحي من مطاعم ومقاه وفنادق وملاهٍ. وبين بحمدون وعاليه وحدهما يؤمن موسم الصيف ٥ آلاف فرصة عمل موسمية.
وتقارب خسائر موسم الصيف الماضي غير المباشرة من جراء حرب"حزب الله" وإسرائيل الخسائر المباشرة، وهي شملت أيضا قطاعي الزراعة والصناعة. وثمة مخاوف حقيقية من استمرار الأزمة السياسية وتحولها أمنية - هذا إذا وضعنا جانباً تخوف وزير الخارجية بالوكالة الذي أعلنه عبر "إيلاف" من تجدد الحرب بين الحزب المذكور وإسرائيل- مما يحول دون توفير أجواء ملائمة لموسم صيف واعد . لذلك يبدو التجار وأصحاب المؤسسات السياحية مربكين وغير متشجعين لملاقاة الصيف بتحضيرات كبيرة.
ويواجه القطاع السياحي أزمات أكبر وحيرة، تترجم عملياً بالإحجام عن البدء بتحضيرات واسعة لاستقبال الموسم الذي يفترض أن يدر ذهباً على بلاد خارجة من حرب طاحنة وفي أمس الحاجة إلى مداخيل قوية . فالفنادق التيتولي اهتماماعادةبالبرامج الفنية لموسم الصيف، لم تجرؤ على توقيع عقود مع كبار الفنانين اللبنانيين والعرب والأجانب، وهي عقود يجري توقيعها خلال شهري شباط وآذار/ فبراير ومارس كل عام. وحتى أن فنادق كبرى في المناطق الجبلية لا تزال أبوابها موصدة، علماً أن نسبة الحجوزات فيها في مثل هذه الفترة من العام كانت تقارب المئة في المئة.
ويشير بعض أصحاب مكاتب السفر والسياحة الى ان الحجوزات في حال يرثى لها، ويلاحظون غياب لبنان عن الروزنامة السياحية في شركات الطيران ووكالات السفر الأجنبية، مستنتجين ان موسم سنة٢٠٠٧ لن يكون جيدا على الأرجح.
ويلفت هؤلاء الى أن التعويل هو على مجيء المجموعات السياحية، لكن ثلاث مجموعات فقط أكدت حجزها للمجيء الى لبنان خلال الصيف، بعدما كان لبنان استقبل نحو ٨٠ مجموعةقبل اندلاع الحرب الصيف الماضي . وهناك بعض المغتربين اللبنانيين الذين يودون الإصطياف في بلادهم الأم ، لكنهملم يؤكدوا حجزهم في انتظار التأكد منتحسن الأوضاع السياسية، والأمنية تالياً.
ويتابع العاملون اللبنانيون في مجال السياحة بحزن توجه حركة حجوزات المسافرين اللبنانيين والأجانب إلى تركيا او مصر، وغياب أي مجموعة سياحيةعن لبنان منذ أيلول / سبتمبرالفائت، ويقولون إستناداً إلى الحجوزات إن حركة المغادرين من لبنان خلال الصيف ستكون أكبر من حركة الآتين إليه.