المجتمع الفلسطيني لا يجيد التجارة الالكترونية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عشية اليوم العالمي لمجتمع المعلومات
المجتمع الفلسطيني لا يجيد التجارة الالكترونية
سمية درويش من غزة
يتميز مجتمع المعلومات الذي جاء بعد مراحل متعددة مر بها التاريخ الإنساني، بالتركيز على العمليات التي تعالج فيها المعلومات التي يتم استثمارها، في حين كان لكل مرحلة خصائصها وميزاتها، حيث شهدت الإنسانية من قبل تكنولوجيا الصيد ثم تكنولوجيا الزراعة، وبعدها تكنولوجيا المعلومات التي رسمت الملامح الأولى لمجتمع المعلومات.
ويصادف اليوم السابع عشر من أيار، اليوم العالمي لمجتمع المعلومات، حيث يقصد به جميع الأنشطة، والتدابير، والممارسات المرتبطة بالمعلومات، إنتاجا، ونشرا، وتنظيما، واستثمارا، حيث يشمل إنتاج المعلومات، أنشطة البحث والجهود الإبداعية والتأليف الموجه لخدمة الأهداف التعليمية والتثقيفية.
ورغم تعدد المفاهيم حول مجتمع المعلومات إلا أنه يمكن استشفاف، أن مجتمع المعلومات يتركز أساسا على إنتاج المعلومة والحصول عليها واستغلالها في خدمة أهداف التنمية والتطوير، من خلال وضع آليات وإدارة انسيابها بواسطة بنية تحتية للمعلومات وشبكات الاتصال، ويمكن القول أن أهم عناصر قيام مجتمع معلومات مبني على قيمة المعرفة وإتاحة عادلة للوصول إلى المعلومات وتنمية الإدراك البشري ومهارة استخدام تكنولوجيا المعلومات .
وبمناسبة اليوم العالمي لمجتمع المعلومات، وصف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بعض أوجه مجتمع المعلومات الفلسطيني، لاسيما مع تطور البنية الأساسية والنفاذ لتكنولوجيا المعلومات في المجتمع الفلسطيني بشكل ملحوظ مقارنة ما بين العام 2000 والعام 2006 ، حيث وصلت نسبة امتلاك الأسر لجهاز حاسوب ثلاثة أضعافها لتبلغ 33% في العام 2006.
ووصلت نسبة توفر خدمة الإنترنت في البيت عشرة أضعافها لتكون 15% من الأسر لديها إنترنت في البيت، كما تضاعفت نسبة امتلاك الأسر للهاتف النقال لتصل إلى 81%، فيما كانت نسبة امتلاك الأسر الفلسطينية للاقط الفضائي أقل من النصف بقليل في العام 2000، ليكون في العام 2006 معظم الفلسطينيين يملكون لاقط فضائي (80%).
أما بخصوص امتلاك الأسر للهاتف الثابت فقد تجاوزت الثلث في العام 2000، لتصل إلى أكثر من النصف بقليل (51%) في العام 2006، فيما بلغت نسبة الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين يملكون هاتف نقال 38% للعام 2006. وانطلاقا من التقدم الحاصل على صعيد البنية الأساسية والنفاذ لتكنولوجيا المعلومات في المجتمع الفلسطيني، لفت جهاز الإحصاء في بيان تلقته "إيلاف"، أصبح من الضروري إدماج البنية الأساسية للمعلومات ضمـن الاستراتيجيات التنموية بصـورة تتضمن معها ضرورة وصول خدمات المعلومات لكافة المناطق الريفية والنائية واستخدام الحواسيب في المدارس والجامعات على جميع المستويات، وانتشـار مراكـز الإنترنت العامة، ووجـود اتصالات ذات سمة تنافسـية تنظيمية وتحقيق التقدم بالإصلاح الإداري المؤسسي مع تحديث الأنظمة الإدارية والإنتاجية وإعادة هيكلة قطاع الاتصالات وربطه بالمعلومات وتحديد المؤسسات التابعة إليها وتنمية الموارد البشرية.
وأشار إلى أن نصف المجتمع الفلسطيني ( 10 سنوات فأكثر) يعرف استخدام الإنترنت، فيما خمسهم من يستخدم الإنترنت فعليا، وتتضاعف النسبة عند مقارنة الذكور بالإناث لتبلغ 24% و13% على التوالي. كذلك ما زالت الفجوة شاسعة في نسب استخدام الحاسوب ما بين الذكور والإناث لتبلغ 24% و 17% على التوالي، فيما أن توجهات استخدام الحاسوب بين الذكور مختلفة عن توجهات الإناث، حيث بلغت نسبة استخدام الحاسوب بغرض التسلية حوالي 44% بين الذكور فيما بلغت حوالي 34% بين الإناث.
كذلك بلغت نسبة استخدام الحاسوب بغرض الدراسة والتعلم حوالي 39% بين الذكور، فيما وصلت هذه النسبة 51% بين الإناث. وقد طرأ بعض التغيير على توجهات الأسر والأفراد نحو الغرض من استخدام الحاسوب والإنترنت مقارنة ما بين العام 2004 والعام 2006، حيث ازادات نسبة الأسر التي اقتنت الحاسوب بغرض التعليم بمعدل 10% لتصل إلى 62.7%، فيما انخفضت نسبة الأسر التي اقتنت الحاسوب بغرض العمل بمعدل 27% لتبلغ 8.4%.
وقد حصل بعض التغيير على توجهات الأفراد نحو الغرض من استخدام الإنترنت، فقد ازدادت نسبة الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت بغرض التسلية والترفيه بمعدل 32% لتصل إلى 17% من مجموع أغراض الاستخدام، فيما انخفضت نسبة الاستخدام بين الأفراد بغرض الاطلاع والمعرفة بمعدل 83% لتبلغ حوالي 15%، كذلك انخفضت نسبة استخدام الإنترنت بغرض المراسلات بمعدل 87% لتبلغ حوالي 9%.
وأصبح ما يقارب نصف الأسر الفلسطينية (41%) تخطط لاقتناء حاسوب في المستقبل، معظمهم (75%) يفضلون الدفع بالتقسيط، إلا أن أكثر من نصفهم (60%) لا يعرفون بالتحديد متى يمكن لهم أن يقتنوا حاسوب، كذلك يرجع معظمهم (75%) السبب في عدم اقتناء الحاسوب لارتفاع ثمنه.
وقد بلغ الإنفاق السنوي للأسر الفلسطينية على مجموعة مختارة من الخدمات التكنولوجية ووسائل الاتصالات المتوفرة لدى الأسر، وهي (البرامج المحوسبة، قطع إضافية للحاسوب، تصليح برامج التشغيل للحاسوب، واستخدام الإنترنت في البيت) ما يقارب 526 مليون شيقل إسرائيلي، وبمعدل شهري 55 شيقل إسرائيلي للأسرة.
وكان أقصى معدل شهري للإنفاق على استخدام الإنترنت في البيت حيث بلغ 68 شيقل، وحول وجهة نظر الأسر بخصوص ما تدفعه شهريا مقابل خدمة الإنترنت في البيت، فقد أشارت النتائج، إلى أن 60% من الأسر ترى أن ما تدفعه مناسبا، و 36% من الأسر تعتبره ما بين كثير وكثير جدا.
أما بخصوص الإنفاق السنوي للأفراد (10 سنوات فأكثر) على مجموعة مختارة من الخدمات التكنولوجية ووسائل الاتصالات المتوفرة لديهم، وهي (النقال، استخدام الإنترنت خارج البيت،) فقد بلغ ما يقارب 465 مليون شيقل إسرائيلي، وبمعدل إنفاق شهري 58 شيقل إسرائيلي للفرد، بواقع 70 شيقل في الضفة الغربية، مقابل 20 شيقل في قطاع غزة. وكان أقصى معدل للإنفاق الشهري على استخدام النقال الإسرائيلي حيث بلغ 99 شيقل إسرائيلي.
ويشكل قطاع المعلومات مصدرا أساسيا للدخل القومي والعمل والتحول البنائي، ففي الولايات المتحدة فان قطاع المعلومات ينتج حوالي نصف الدخل القومي وفرص العمل، وتظهر اقتصاديات الدول المتقدمة في أوربا أن حوالي 40 بالمائة من دخلها القومي قد انبثق من أنشطة المعلومات في منتصف السبعينات .
في حين لم تتعدى نسبة استخدام الإنترنت بين أفراد المجتمع الفلسطيني لأغراض التجارة الإلكترونية 1% وهي نسبة ضئيلة جدا، ولا تمثل أي ثقل حقيقي في الاقتصاد الفلسطيني. ويعتبر حجم مساهمة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأراضي الفلسطينية محدود في الناتج المحلي الإجمالي بالمقارنة مع باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث يتركز معظم العاملين في تكنولوجيا المعلومات في الأراضي الفلسطينية في أنشطة الاتصالات السلكية اللاسلكية والأنشطة ذات الصلة بالحاسوب الإلكتروني.
وبلغ عدد المشتغلين في هذين النشاطين 2.960 مشتغلا، كذلك فان الجزء الأكبر من القيمة المضافة لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ينتجها نشاط الاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث بلغت حوالي 98 مليون دولار أمريكي، فيما بلغت للأنشطة ذات الصلة بالحاسوب الإلكتروني حوالي مليون ونصف المليون دولار أمريكي للعام 2005.
وفي ظل ضعف الصناعة التكنولوجية في الأراضي الفلسطينية فإن التبادل التجاري مع باقي العالم لسلع وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، هو المنفذ الرئيسي للتواصل مع التقدم التكنولوجي العالمي. وشكلت الواردات من خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أعلى قيمه لها في العام 2000 بقيمة 36 مليون دولار أمريكي، فيما انخفضت في العام 2004 إلى 20 مليون دولار أمريكي .
أما الصادرات من خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد سجلت أعلى قيمة لها في العام 2004 لتبلغ 11.5 مليون دولار أمريكي، فيما بلغت أدنى قيمة للصادرات حوالي 750 ألف دولار أمريكي في العام 2001.
وبلغ إجمالي مختبرات الحاسوب في المدارس 1.237 مختبرا خلال العام الدراسي 2005/2006، في حين بلغت نسبة المدارس الخاصة التي يتوفر فيها مختبرا للحاسوب 67%، وفي المدارس الحكومية 57%، وفي مدارس وكالة الغوث الدولية 27%.
ويلاحظ أن معظم المدارس يتوفر فيها هاتف (90%)، وبلغت نسبة المدارس التي يتوفر فيها فاكس 40% من مجمل المدارس، وبلغت نسبة المدارس التي يتوفر فيها جهاز حاسوب 95%، أما بخصوص نسبة المدارس التي يتوفر فيها طابعة حاسوب وماسح ضوئي "scanner" فقد بلغت 90%، و 31% على التوالي.
وبالنسبة للتعليم العالي، فإن معظم الجامعات والكليات المتوسطة يتوفر فيها تخصص لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويلاحظ أن إقبال الذكور على دراسة تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بلغ حوالي الضعف مقارنة مع الإناث، حيث كانت نسبة الطلبة المتخصصين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 9% من مجموع طلبة الجامعات بواقع 11% للذكور و6% للإناث.