اقتصاد

«سابك» تؤكد ثقتها بإتمام صفقة «جنرال إلكتريك» رغم فرض موافقات أمنية وتجارية أميركية ودولية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الرياض: محمد الحميدي
أكد كبار المسؤولين في الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" ثقتهم بعدم وجود عقبات تتعلق بصفقة شراء قطاع صناعة البلاستيك في شركة جنرال إلكتريك العالمية، على الرغم من ضرورة الحصول على موافقات أمنية وتجارية أميركية وموافقات تجارية دولية أخرى من بينها "الصين"، مفيدين أن الصفقة سيتم إنهاء الإجراءات المتعلقة بها نهاية الربع الثالث من العام الجاري.
من ناحيته، أفاد الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة "سابك" خلال مؤتمر صحافي عقد امس بالرياض أن اكتمال الإجراءات النظامية لنقل الملكية سيتم خلال الربع الثالث من العام الجاري ومن ثم يجري دمج القطاع الجديد في منظومة "سابك" كشركة جديدة قائمة بذاتها، حتى يتم تدارس أنشطته وعملياته بشكل كامل، ويبدأ إدراجه في قطاعات المشتريات والمبيعات، والموارد البشرية وغيرها، ومن ثم في القوائم المالية الموحدة لـ"سابك" ضمن بنود الأصول والمطلوبات والإيرادات وغيرها.

وقال الأمير سعود حول تمويل الصفقة، إن 24 في المائة من الصفقة ستموله الشركة ذاتيا، في حين أن 75 في المائة عن طريق إصدار سندات، وقروض بنكية، مرجحا أن تشكل السندات 25 في المائة والباقي كقروض بنكية بضمان الشركة الجديدة التي تتمتع بمتانة مركزها المالي وحجم تدفقاتها النقدية، بينما لا يتطلب التمويل أية ضمانات أو التزامات من "سابك". ولفت الأمير سعود إلى أن " سابك" وضعت خطة استراتيجية طموحة للاستثمارات الخارجية لتعــزيز مركزها التنافســـي العالمي، وتنمية عملياتها الصناعـــية والتسويقية، وتطوير قدراتها الفنية والتقنية، بحيث لا تقدم على أية خطوة استثمارية إلا بعد إخضاعها للدراسات المتأنية المستفيضة وفقاً للمعايير الاقتصادية والفنية، مضيفا أن الخطة تستهدف لتقوية حضور"سابك" قرب عملائها وتأكيد إحساسهم بأنها الأقرب إليهم بمنتجاتها وخدماتها فضلاً عن اختراق الحواجز والإجراءات الحمائية التي تتخذها بعض البلدان، ومعاملتها فيها معاملة المنتج المحلي.

وأكد الأمير سعود أن امتلاك "سابك" لقطاع الصناعات البلاستيكية بشركة "جنرال إلكتريك" خطوة مهمة عززت بها خطوتيها السابقتين، حين امتلكت قطاع البتروكيماويات الذي كان تابعاً لشركة "دي إس إم" الهولندية، وقطاع الكيماويات الأساسية والبوليمرات الذي كان يتبع شركة "هنتسمان" الأوروبية، وهما يعملان الآن تحت مظلة شركة "سابك أوروبا" بكفاية عالية، الأمر الذي يجعل الصفقة الجديدة إضافة واعدة تضيف تعزيزاً آخر لقدرات "سابك" التنافسية في الأسواق العالمية، وبنفس القدر تهيئ لها المجال لإسهام أكبر في المنظومة الاقتصادية الوطنية.

وأوضح رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة "سابك" أن المكاسب المحققة من وراء المشروع تنسجم تماماً مع أهداف مشروع "سابك" الاستراتيجي 2020، الرامـي إلى بلوغ مركز قيادي متقدم بين الشركات العالمية في مجــال صناعة الكيماويات بحلول عام 2020. وأشار الأمير سعود إلى أن استحواذ "سابك" على قطاع الصناعات البلاستيكية في شركة جنرال إلكتريك يمثل نقطة تحول غاية الأهمية في هذا المجال، إذ يضيف هذا القطاع إلى سلسلة منتجات سابك نوعيات جديدة من المنتجات البلاستيكية المتخصصة، تبلغ طاقتها السنوية 1.86 مليون طن. وشدد الأمير سعود على أن المنتجات المتخصصة لا تعزز أداء الشركة بل تهيأ أفاقا رحبة أمام الصناعات التحويلية الوطنية، وتفتح لها أبوابا واسعة للدخول في مجالات جديدة تشمل صناعات السيارات، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والوسائط الإعلامية والبصرية، والأجهزة الإلكترونية، فضلاً عن التطبيقات الأخرى مثل معدات الرعاية الصحية، وصناعات الإنارة، وغيرها من المجالات التي تمثل قيمة مضافة عالية للصناعات السعودية التحويلية، وتمكن قطاعنا الصناعي بشقيه "الأساسي" و"التحويلي" من رفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي.ويبين رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة "سابك" أن القطاع الذي استحوذت عليه "سابك" يضيف أبعادا جديدة إلى حضورها الدولي، ويثري توجهاتها العالمية، إذ يضم 44 منشأة صناعية وتقنية في أكثر من 21 دولة على الخريطة العالمية، الأمر الذي يتيح للشركة مزيدا من الانتشار، ويعزز وجودها قرب مستهلكي منتجاتها، ويجعل لها مواطئ أقدام جديدة في أسواق استراتيجية عديدة، في مقدمتها الصين، التي تمثل قوة اقتصادية عظمى، ومستهلكاً كبيراً للمنتجات البتروكيماوية، فضلاً عن أسواق أخرى نامية مثل البرازيل والهند، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، واليابان وألمانيا وغيرها.

ويوضح الأمير سعود أن المكاسب المترتبة على هذه الصفقة كبيرة بكل المقاييس سواء بالنسبة لسابك، أو الصناعات التحويلية الوطنية، فضلاً عن إثراء الصناعات البتروكيماوية السعودية بصورتها الشمولية، مما يعطي دعماً قوياً لخدمة عملاء "سابك" في الولايات المتحدة الأميركية، والأسواق العالمية الأخرى، ما يؤكد قدرتها على المضي قدمــاً في تطوير هذا القطاع، واستثمار إمكاناته الأمثل، وتنمية عوائده، بانتهاج الخطط المدروسة، مثلما فعلت في استثماراتها الخارجية السابقة.

وحول انخفاض أرباح شركة جنرال إلكتريك بنحو 20 في المائة مقارنة بالعام الماضي، أبان المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي للشركة أن انخفاض أرباح الشركة الجديدة "جنرال الكتريك" في الفترة الماضية جاء في ذروة ارتفاع أسعار البنزين في أميركا، متنبئا أن يساعد انخفاض أسعار البنزين مستقبلا، وإعادة الهيكلة التي ستجريها شركة "سابك" لمختلف شركاتها في رفع معدل الأرباح وفق ما تخطط له الشركة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف