اقتصاد

ضياع ملفات أصحاب المعاشات يثير الغضب والقلق في اليابان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طوكيو:لم يساور يوريكو ناكانيشي (75 عاما) الشك مطلقا في أنها تحصل على معاش التقاعد الذي تستحقه .. هذا الى أن اعترفت الحكومة بالتسبب في ضياع الملايين من ملفات أصحاب المعاشات.

وقالت ناكانيشي وهي تغادر أحد مكاتب المعاشات في طوكيو برفقة زوجها "لقد اختفت أربع أو خمس سنوات من التأمينات التي سددتها من ملفي. أشعر بالخديعة وبأن ما دفعت ثمنه قد أختفى."

ويشارك الكثيرون ناكانيشي مشاعر الاحباط هذه في المجتمع الياباني الذي يتحول سريعا الى مجتمع من كبار السن. وكلف خطأ الحكومة في مسألة المعاشات رئيس الوزراء شينزو ابي الكثير من شعبيته قبيل انتخابات مجلس المستشارين المتوقعة الشهر المقبل.

واستقبلت مكاتب المعاشات وأكشاك أقيمت على عجل للرد على الاستفسارات اعدادا كبيرة من المواطنين معظمهم من كبار السن الذين اعتراهم القلق من ان تكون ملفاتهم لاقساط التأمينات بين 50 مليون ملف فقدتها شبكة الكمبيوتر العامة عندما حاولت الحكومة توحيد الحسابات على الشبكة. ويعني هذا ان بعض الناس يحصلون على معاشات أقل مما يستحقونه فعليا نظرا لان معاشات التقاعد تعتمد على اقساط التأمينات المدفوعة.

وهرعت حكومة ابي للبحث عن سبل لاستعادة الثقة في نظام المعاشات من بينها توزيع بطاقات ذكية تتيح للافراد التحقق من الاقساط المدفوعة على أي جهاز كمبيوتر.

بيد أن القلق لم يفارق الناخبين. ويخشى الكثيرون أن تكلفة تعقب ما تصفه وسائل الاعلام "بالمعاشات المفقودة" ستأتي من أموال الضرائب وأن العملية قد تستغرق سنوات.

وبعد أن انتظرت ساعة كاملة في مكتب معاشات وسط طوكيو لمراجعة سجلاتها وجدت كومي سايتو (57 عاما) أن ملفاتها سليمة.

لكنها قالت ان المحنة جعلتها غير راضية عن رئيس الوزراء والحزب الديمقراطي الحر الذي ينتمي اليه. واضافت "لست واثقة من ان الحزب سيفوز بالانتخابات."

وقالت "سأذهب للتصويت ولكني لست واثقة لمن سأعطي صوتي الان."

ووجد مسح اجرى يوم الجمعة أن معدل شعبية ابي انخفض دون 30 بالمئة للمرة الاولى منذ توليه السلطة في سبتمبر ايلول الماضي مما يحد من فرص ائتلافه الحاكم في الفوز بالانتخابات ويزيد من احتمالات اضطراره للتنحي عن منصبه.

وتمثل مشكلة الملفات المفقودة ضربة جديدة لنظام المعاشات في اليابان الذي يعاني بالفعل من انخفاض حاد في معدل المواليد وارتفاع متوسط الاعمار.

وحتى عام 2005 كان هناك 3.3 عامل - بين 15 و 64 عاما - مقابل كل شخص في سن الخامسة والستين أو اكثر ولكن في عام 2055 سيكون هناك 1.3 عامل مقابل كل شخص مسن.

ويعني هذا أن نظام المعاشات سيواجه متاعب في دفع اموال للمتقاعدين نظرا لانه ستكون هناك حاجة لمزيد من الاموال لدفع معاشات التقاعد في حين ان أعدادا اقل من العاملين تدفع اقساط التأمينات.

ومما يزيد الطين بلة العدد المزعج من اليابانيين وخاصة الشبان الذي يرفضون دفع أقساط التأمينات بسبب الشك في ان النظام سيدفع لهم معاشات حين يتقاعدون عن العمل.

"لم أعد اثق في نظام المعاشات على الاطلاق." قالها تاجر الاسماك المتقاعد تاكيشي اوتسوكا (65 عاما) وهو ينطلق خارجا من مكتب معاشات بعد أن ابلغه الموظفون بانه يتعين عليه الانتظار في طابور طويل قبل فحص ملفاته.

واضاف "لو كان لدى الشبان الخيار فيجب الا يدفعوا أي شيء لنظام المعاشات."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف