خبراء يبحثون في لندن تطوير أساليب المصرفية الإسلامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: جمال الدين طالب
افتتحت في لندن أمس، ندوة عن أسواق المال الاسلامية تستمر يومين، بمشاركة من نخبة من الخبراء والمختصين من بنوك ومؤسسات مالية من مختلف أنحاء العالم، الى جانب مجموعة من المهتمين بهذا القطاع الذي يعرف توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة، ليصبح لاعبا مهما في دنيا المال والأعمال. الندوة المنظمة من قبل طومسون، ركزت على التحديات التي تواجهها أسواق المال الاسلامية، خاصة مع نموها المضطرد الذي دفع أكبر البنوك العالمية الى فتح فروع اسلامية لها. ومن أهم القضايا التي تمت مناقشتها مسألة اختلاف المعايير المتبعة في التعاملات المالية الاسلامية بين منطقة أخرى من العالم وكان التركيز في هذا الصدد على اختلاف المعايير بين منطقة الخليج وماليزيا، خاصة فيما يتعلق بالسندات الإسلامية "الصكوك". وقد شدد أنور حسون من "ستاندارد أند بورز"، في هذا السياق، انه "اذا كان ليس من المهم توحيد الأساليب التقنية في التعاملات المالية الاسلامية، فإنه من الضروري توحيد المعايير، لكي يكون هناك إطار موحد وجامع لهذه التعاملات".
ومن المسائل الأخرى التي تم التركيز عليها في الندوة مسألة ضرورة ان يكون "الابتكار" هو العنوان الرئيسي والمحرك الأساسي للمصرفية الاسلامية "اذا ارادت أن تنافس المصرفية التقليدية"، كما قال بادليسيا عبد الغني المدير التنفيذي لبنك "سي.أي.أم.بي بيرهاد الاسلامي" بماليزيا. وقد أشار عبد الغني الى أنه وفي اطار هذا المسعى، فإنه في ماليزيا التي تحتوي على أكبر عدد من المنتجات البنكية المطابقة للشريعة الاسلامية، يتم قبول كل الاجتهادات الموجودة في كل المذاهب الاسلامية من دون التقيد بمذهب واحد أو تفسير واحد. وذكر مثلا انه من منطلق هذا "الابتكار" فإن السندات الاسلامية "الصكوك" أرخص من السندات التقليدية. وفي تدخل جمع بين النظرة التاريخية وقراءة في الحاضر مع استشراف للمستقبل، أكد عبد الرزاق الخريجي مدير مجموعة تطوير العمل المصرفي الاسلامي في البنك الأهلي التجاري السعودي على ان المصرفية الاسلامية، قطعت أشواطا مهمة منذ خمسينات القرن الماضي، حيث سعى عدد من الرواد آنذاك لإثبات انه بإمكان تقديم مصرفية مطابقة للشريعة الاسلامية، ومرورا بعام 1975 الذي شهد الترخيص لأول بنك إسلامي، فإن أغلب المنتجات المصرفية التقليدية، يتم تقديمها حاليا من قبل المصرفية الاسلامية. غير أن الخريجي حذر من خطر التركيز في التعاملات المالية الاسلامية على الشكل بدل المضمون، مؤكدا على ضرورة أن تنأى المصرفية الاسلامية بنفسها عن المصرفية التقليدية. وشدد الخريجي في هذا السياق لـ"الشرق الأوسط" على هامش الندوة على ضرورة أن تحافظ المصرفية الاسلامية على مبدئها الاساسي في عدم التركيز على جانب التجاري المالي، وفي المقابل ايلاء عناية خاصة للبعد الاجتماعي والأخلاقي. ومع بروز لندن في السنوات كعاصمة عالمية للمصرفية الاسلامية، فقد عرف القطاع تزايد الاهتمام به من المسلمين وغير المسلمين، وعلى هامش الندوة ذكر لـ"الشرق الأوسط" محمد شفيق من معهد المصرفية الاسلامية في لندن، أن المعهد يتلقى يوميا نحو مائة استفسار حول التكوين والتدريب في المعهد من المسلمين وغير المسلمين، مشيرا الى نحو 30% من المتخرجين من المعهد هم من غير المسلمين.