خبير: غزة شبة مستعمرة اقتصادية لإسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: أكد الخبير الاقتصادي الإسرائيلي سيفر بلوتسكر أن قطاع غزة متعلق بإسرائيل في كل شيء، بما يجعل القطاع شبه مستعمرة اقتصادية لإسرائيل. وحسبما يقول بلوتسكر فأن غزة ليست إيران من الناحية الاقتصادية على الأقل. فليس فيها نفط، وليس فيها 68 مليونا من السكان وليس لها اقتصاد مستقل ولا جيش نظامي يستطيع أن يهدد وجود إسرائيل أو أمنها.
وأضاف: "فغزة في الحصيلة العامة مخيم لاجئين مغلق وفقير جدا، ومدينة مُهملة تمتد فوق رمال صحراوية. غزة متعلقة في جميع احتياجات وجودها بالجار الإسرائيلي الضخم. تستطيع إسرائيل أن تخنق اقتصاد غزة إذا قررت قطع تزويدها بالكهرباء والوقود، والكف عن تحويل الشواقل إليها وسد الطريق على التصدير الزراعي منها إلى الخارج".
وتابع: "من جميع جهات الاحتياج العملي، ما تزال غزة شبه مستعمرة اقتصادية لإسرائيل. إن تعلق غزة الاقتصادي التام بالمساعدة الدولية وبإرادة إسرائيل الخيّرة يحدد البُعد الحقيقي لاحتلال حماس لغزة. نعلم من التاريخ مدى ضآلة المحاولة العسكرية والسلطوية "للإرهابيين" الذين يُصوَّرون وهم يحملون كلاشينكوف معلقا باعتزاز في الصدر، بإزاء بطارية من مائة سماعة، بعد أن يطلقوا النار على الخصوم السياسيين الفارين".
"يسهل استلاب مكتب دحلان؛ ويصعب أكثر قليلا إدارة ما يشبه دولة في غزة إنتاج الفرد فيها يبلغ اليوم 800 دولار للسنة، وليس لها صناعة، ولا سياحة، ولا تجارة، ولا ثروات طبيعية، ولا طبقة متوسطة. وفيها بطالة بنسبة 60 في المائة من القوة العاملة، وفيها فقر مدقع، وفيها نظام حكم عصابات مسلحة محلية وإذا كان قد وجد فيها في الماضي عدد من رجال الأعمال، فقد فروا ناجين بأنفسهم في قوارب إلى مصر أو مع شهادات عبور إسرائيلية إلى الضفة. مؤقتا إلى هناك أيضا"، كما يقول الخبير سيفر بلوتسكر.
وأضاف: "غزة لا تعمل ولا تؤدي عملها: فهي تُديرها وكالة مساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بتبرعات إنسانية مباشرة من الحكومات في أوروبا وفي الخليج وبتسريب دائم للأموال الإيرانية، لا بسخاء كبير. من اجل أن تبقى حماس كذات سلطة في الحد الأدنى ستحتاج إلى الاعتراف بإسرائيل والى التعاون الاقتصادي معها. أنها تحاول التهرب من ذلك بإقامة أبو مازن في مقدمة محادثة إسرائيل".
وقال الخبير الاقتصادي الإسرائيلي: "نحن نساعد على ذلك ونأخذ راغبين بنصيب من لعبة "الغميضة" هذه، التي لا تخدم مصالحنا. ستكون حماس لكونها صاحبة السيطرة الوحيدة في الميدان، واجبا عليها أن تهتم برفاهة السكان جميعا، لا من اتصلوا بمنظمات صدقتها فقط.
"ستضطر حكومة حماس إلى جباية ضرائب من السكان والى تسوية تحويل أموال الضرائب غير المباشرة التي تجبيها إسرائيل من اجل السلطة الفلسطينية لكنها تُجمدها في إطار المقاطعة الاقتصادية. إن عدم اعتراف حماس بإسرائيل في الحال يعني أيضا عدم اعتراف إسرائيليا بسيطرة حماس على المعابر الحدودية وإغلاقها. ستنقطع الصلة بين غزة والضفة انقطاعا تاما وينهار التصدير الفلسطيني. فهل ستستطيع حكومة حماس أن تصمد لغضب السكان؟" كما يقول الخبير الإسرائيلي.
واختتم بلوتسكر قائلا: "لا ينبغي لنا أن يصيبنا الذعر. لا، غزة ليست إيران؛ فهي لا تكاد تبلغ 0.2 في المائة من إيران (إنتاج سنوي يبلغ 600 مليار دولار في إيران، و1.2 مليار دولار في غزة). ليست حركة حماس "حرس الثورة" الإيراني، الذي تمتلئ خزائنه بالمال في حين أن خزائن حماس فارغة".
"وفي إيران نفسها أصبح نظام حكم الغُلاة المتطرفين مكروها وهو يقوم الآن على دعائم هشة بسبب إخفاقاته الاقتصادية: البطالة الضخمة، والتضخم السريع، والتبذير الكبير لموارد النفط والفروق التي تزداد عمقا بين طبقة المقربين من السلطة وباب الشعب" كما يقول بلوتسكر.