اقتصاد

رغم الهدوء في غزة الشركات مهددة بالانهيار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة : يعني انتهاء الاقتتال بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قبل شهر ازدهار اعمال حمدي ابو سيدو مع خروج أمهات واباء وأطفال للشارع مرة اخرى لتزدحم بهم حديقته الترفيهية وتملا ضحكاتهم جنباتها.

لكن سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على غزة في 14 يونيو حزيران تنذر بكارثة بالنسبة لمستثمرين اخرين نظرا للحصار الذي تفرضه اسرائيل والقيادة الفلسطينية المدعومة من الغرب والقوى الدولية على القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون نسمة وان لم يصل لحد عزله تماما عن العالم الخارجي.

وينعي رجل الاعمال البارز مصطفي مسعود انهيار آماله في انتعاش الاعمال في اعقاب انسحاب القوات الاسرائيلية من غزة في عام 2005 ويقول ان الحصار المفروض على حماس لرفضها نبذ العنف يوقف تنفيذ مشروعات صمم احدها لتفادي تكرار فيضان مياه الصرف الذي راح ضحيته اربعة غرقى.

ويواجه قادة حماس الذين فازوا في الانتخابات التي جرت قبل 18 شهرا تحديا طويل الامد كي يثبوا للناخبين ان بوسعهم الحكم في مواجهة عداء دولي. ولكن في الوقت الحالي فان انتهاء اشهر من القتال بين حماس وحركة فتج التي يتزعمها الرئيس محمود عباس يمنح البعض شعورا بالارتياح.

ويقول ابو سيدو "الناس اليوم بدها ترفه عن اطفالها وتسليها قبل هذا كان الناس قليلا ما يأتوا كنا نغلق الابواب بوقت مبكر كل يوم."

واضاف وهو يساعد زبائنه ومن بينهم الطفلة زهوة على ركوب قطار صغير "صحيح ان وضع الناس المادي سيء وصعب ولكن هم يشعرون بالامان وهناك احساس بالاستقرار."

وتقول زهوة 11 عاما "لم يكن ياستطاعة بابا احضارنا هنا لان كان في اطلاق نار. بابا يعمل طبيب وكان دائما في المستشفي يعالج الناس الذين يطلق عليهم نار."

وعلى بعد كيلومترات تروي نقاط العبور الرئيسية لاسرائيل ومصر حيث البوابات المغلقة وصالات الانتظار الخالية قصة اخرى للعزلة والكساد الاقتصادي.

وسمحت اسرائيل بوصول شحنات من المعونات الدولية تضم مواد غذائية وادوية وبعض السلع الاخرى لغزة ولكنها ترفض التعامل مع مسؤولي حماس من أجل فتح المعابر الرئيسية امام حركة الشحن والركاب وهي ضرورة لقيام معاملات تجارية كاملة.

ومنع مرور المسافرين والصادرات ولا يسمح الا بدخول امدادات محدودة لقطاع الاعمال.

وفي الاسبوع الماضي قالت الامم المتحدة انها ستعلق جميع مشروعات البناء في قطاع غزة بما ذلك المساكن والمدارس والخدمات العامة مثل المنشات الصحية لعجزها عن استيراد مواد البناء عن طريق اسرائيل.

وحذر مسؤولو الامم المتحدة من كارثة انسانية.

واعترف سامي ابو زهري المسؤول البارز في حماس بوجود ازمة اقتصادية وانحي باللائمة على عباس الموجود في الضفة الغربية لرفضه المساعدة في اعادة فتح المعابر التي كان يديرها في السابق مسؤولون موالون لفتح في غزة بالتعاون مع الجيش الاسرائيلي بهدف منع دخول نشطاء واسلحة لاسرائيل.

ولكن رياض المالكي وزير الاعلام في حكومة عباس حمل حماس وحدها مسؤولية مشاكلها وانتقد سلوك النشطاء الذي استولوا على المناطق المحيطة بالمعابر بعد طرد قوات فتح في الشهر الماضي.

وقال مسعود ان رجال الاعمال يشعرون بالخديعة نتيجة التحولات التي حدثت منذ الانسحاب الاسرائيلي قبل عامين.

وصرح من مكتبه "كان لدينا توقعات بان الوضع الاقتصادي سوف يتحسن وبأن الدول المانحة ستزيد دعمها ولذا قمنا بتوسيع الشركة."

وتابع "لكن الذي حدث كان العكس بل اسوأ من العكس . اغلاق كامل وحصار ضد البضائع ورجال الاعمال."

واضاف انه استغنى عن 60 عاملا في مشروعين في الاونة الاخيرة وخفض اجور اخرين.

وذكر مسعود انه يخشى حدوث ازمة صحية لعجزه عن جلب المعدات التي يحتاجها لمحطة الصرف الصحي. ومضي يقول "قد يعني التأجيل حدوث فيضان اخر" في اشارة لفيضان مياه الصرف قبل شهرين مما اسفر عن غرق اربعة والحاق اضرار بعدد من المنازل.

واقترحت حماس السماح لانصار فتح أو ممثلين من القطاع الخاص بادارة المعابر سعيا لاعادة فتحها ولكن ابو زهري قال ان عباس واسرائيل رفضا ذلك واتهم ابو زهري عباس بمحاولة تقويض شعبية حماس.

وقال "نحن لا ننكر الاوضاع الاقتصادية الخانقة والتي بدأت منذ زمن طويل ولكنها ازدادت سوءا بفعل ضغوط يمارسها بعض الفلسطينيين من اجل اظهار ان حماس ضعيفة وعاجزة عن مساعدة الناس."

وتابع "هناك غليان في الاوضاع ونحن نخشى من ان ذلك قد يؤدي إلى انفجار الازمة."

وفي ذات الوقت توقف العمل في المصانع ويخشى العاملون من ضياع الاجور.

وقال رفيق صالحة مدير مصنع الكرتون التابع لمسعود الذي توقف عن العمل "العمل هنا هو مصدر رزقي الوحيد."

وتابع "بسبب الاغلاق 30 شخصا فقدوا عملهم لاننا غير قادرين على استيراد مواد خام. في الماضي كنا قادرين على التنبوء فيما سيحدث اما اليوم فالرؤية غير واضحة ولا توجد لدينا قدرة علي التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك."

وفي مكتب مسعود يبدو رجل الاعمال متشائما. ويقول "هذا قد يؤدي إلى اغلاق مصانع بالكامل وإلى انهيار شركات."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف