الفقر أصبح القسمة اليومية لحوالي سبعة ملايين الماني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
د. صلاح نيّوف
قبل سبع سنوات، بيتر هارتس، مدير " فولكس فاكن" و الصديق الحميم للمستشار الألماني السابق "جيرار شروردر"، قدم دفعا كبيرا للمستشار الألماني من خلال حزمة من الإصلاحات الاجتماعية ذات الطابع الليبرالي والتي ستؤدي إلى" قسمة البطالة على اثنين". ألمانيا كانت تعد أكثر من 4 مليون من العاطلين عن العمل. بعد ذلك، المستشار و صديقه الحميم اختفوا من الحياة العامة، الصديق " الفولكس فاكني" اختطف من قبل فضيحة خيالية تتعلق بالفساد، الثاني أبعد بواسطة الناخبين و قواعد " الحزب الاجتماعي الديمقراطي"، بسبب فشل الإصلاحات الذي لم يعرفه الألمان منذ الحرب العالمية الثانية.
اليوم، البطالة انخفضت بشكل كبير، بفضل ظروف دولية جيدة للألمان و الأرقام القياسية في التصدير لترى " made in Germany" في كل مكان. لكن الفقر أصبح الحياة اليومية لملايين الألمان. و قوانين "هارتس" عادت لترفع يدها. الأكثر تناقضا، أن " هارتس" بتطبيقه قواعده و معاييره و التي كانت أحيانا شخصية جدا، اتهم بمأسسة الفقر. " بالمناسبة،هارتس، مرادف لاضطراب اجتماعي كبير"، كما ترى " أنيلي بونتينباش"، نائب رئيس الفيدرالية الألمانية للنقابات DGB. في 16 آب 2002، موافقا على وضع المشروع في التنفيذ، " جيرار شرودر" التزم بالسير في طريق جعله بشكل سريع قليل الشعبية، في بلد نقاباته في غاية القوة حيث الوظيفة بشكل تقليدي مستقرة.
تم إدخالها في أربع موجات متعاقبة، إصلاحات " بيتر هارتس" كسرت المحرمات عند اليسار الألماني : تخفيض في أجور العمل و المرتبات، التحريض على قبول وظيفة تكون أقل مستوى من صاحبها مع التعرض للعقوبة إذا تم الرفض، تشجيع الفردية الاقتصادية....الجانب الآخر هو إعادة تنظيم الإدارة الفيدرالية في عملها بإدارة موضوع البطالة لتصبح أكثر مهارة وفعالية.
" حساب كل سنتيم أو ـ قرش ـ"
العديد من المقاييس و الإجراءات انهارت بسرعة، مثل " وكالات الخدمة العامة"، التي هدفت لبيع العاطلين بشكل مباشر للشركات، أو " أعمال بأورو واحد" في الساعة. ظاهرة في العالم ، ما يسمى " Ich-AG " وهي شكل من الشركات تعود لشخص واحد فقط، عرفت زمنا لمجدها : المستفيد يحصل على تعويض دائم للقيام بمشروع مهني فردي. لكن الفكرة أيضا ذهبت أدراج الرياح، بسبب صعوبة تطوير الحصول على الطلبات الجادة. يبقى 7 مليون " من أصحاب نصف العمل" والمؤهلين قليلا، أجورهم تصل إلى 400 أورو كحد أقصى، حيث هناك تخفيضات لرب العمل مقابل التشغيل، وليس هناك ضمانة بالحصول على العمل لفترة طويلة.
هؤلاء أصبحوا يعدون كل قرش أو سنتيم حتى يتمكنوا من شراء الحليب، الزبدة و الجبن، حيث أسعارها ارتفعت مع إجراءات " بيتر هارتس". لقد خفضت الإجراءات إلى 12 شهرا ( مقابل 32 في السابق) فترة تحويل تعويضات البطالة. من جانب آخر، العاطل عن العمل لفترة طويلة يحصل على تعويض يصل إلى 350 أورو تقريبا، إذا كان يعيش لوحده. أنزل بيتر هارتس آلاف المحتجين من الألمان إلى الشارع، و الذين اعترضوا لاسيما على أن المستفيد من الإجراءات سيكون مدعوا ليأخذ سكنا له أكثر صغرا ووفق دخله. في شهر نيسان، 7،4 مليون شخص كانوا مستفيدين من هذه التعويضات. الديمقراطي الاجتماعي "وولف غانغ كليمنت" ، وزير العمل زاد من حدة هذه الإصلاحات، في مناسبة العيد الخمسين لهم أكد أن " الإصلاحات غيرت العقلية في ألمانيا. نحن نعيش اليوم بشكل أقل بكثير داخل فكرة أن الدولة يمكنها أن تمول كل شيء".