رياح أزمة أميركيَّة تعصف بالبورصات العالميّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الاحتياطي الاتّحاديّ يخفض الفائدة ثلاثة أرباع نقطة مئوية
رياح أزمة أميركيَّة تعصف بالبورصاتالعالميّة
والبيت الأبيض يستبعد الانكماش
في الكابيتول هيل في واشنطن يوم الخميس الماضي
المحرر الاقتصادي، لندن- بروكسل- الرياض، الوكالات:عصفت رياح أزمة الانكماش التي يعيشها الاقتصاد الأميركيّ بأسواق العالم، محدثة تراجعًا حادًّا في البورصات من طوكيو إلى باريس وهونغ كونغ، تراجع لم تسلم منه ايضًا أسواق المال في دول الخليج الغنيَّة بالنفط، فيما ذهب وزراء المالية الأوروبيون إلى الطمأنة غير المبنية على أسس أكيدةبأنّ هذه الرياح الأميركيَّة لن تعصف باقتصاداتهم.
تخفيض الفائدة ثلاثة ارباع النقطة المئوية هذه الأوضاع الاستثنائيّة دفعت بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الثلاثاء إلى خفض أسعار الفائدة الأساسية ثلاثة أرباع نقطة مئوية دفعة واحدة، في خطوة غير عادية لدعم اقتصادهم الضعيف ومواجهة الاضطرابات المتزايدة في أسواق المال العالمية. وقرر المجلس أيضا خفض سعر الخصم ثلاثة أرباع النقطة المئوية الى أربعة في المئة. ورفض البيت الابيض الثلاثاء التعليق على تراجع البورصات العالمية مؤكدا انه لا يتوقع انكماشا اقتصاديا في الولايات المتحدة.
وفي أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الاتّحاديّ بخفض الفائدة ثلاثة أرباع النقطة، تقلصت خسائر أسعار الخام الأميركي الخفيف في المعاملات الآجلة، فيما لم تتأثّر الأسهم الأميركيَّةعند الفتح في وول ستريت اليوم الثلاثاء، إذ سارع المستثمرون إلى بيع الأسهم.
وفتح مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الأميركية الكبرى منخفضا 441.72 نقطة أي بنسبة 3.65 نقطة الي 11657.58 نقطة فيما تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز الاوسع نطاقا 50.10 نقطة أو 3.78 في المئة الي 1275.09 نقطة.
وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 103.00 نقاط أو 4.40 في المئة الي 2237.02 نقطة.
وقلصت المؤشرات الثلاثة خسائرها في وقت لاحق من التعاملات.
وسجل الدولار الاميركي انخفاضا حادا مقابل اليورو الاوروبي الثلاثاء بعد قرار الاحتياطي الاتحادي. وارتفعت العملة الاوروبية الموحدة بنسبة 0.8 في المئة الى 1.4560 دولار عقب صدور القرار من 1.4495 دولار قبله. وأمام الين الياباني ارتفع الدولار 0.6 في المئة الى 106.65 ين من 106.29 ين.
ومن المتوقع أن ينعكس هذا القرار - غير العاديّ -للمجلس على أسواق العالم التي عاشت يومين قاتمين اتّسما بتراجعات حادّة، حيث سجّل مؤشر بورصة طوكيو "نيكاي" تراجعًا تحت 13000 نقطة ولأول مرة منذ أكثر من عامين، فيما سجّلت سوق المال السعوديَّة، وهي الأكبر عربيّاً، تدهورًا حادًا في نهاية تداولات الثلاثاء بلغ تقريبًا الحد الأقصى المسموح به للتذبذبات وهو 10%. أما الأسهم السعوديَّة، فسجّلت تراجعًا قياسيًّا مدفوعة بالقلق بشأن أرباح أكبر الشركات السعودية مستقبلاً.
مخاوف الركود تغلف الطلب على النفط
وقالت منظمة أوبك الثلاثاء إن المخاوف المتزايدة من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة تغلف التوقعات بالنسبة للطلب على نفط المنظمة هذا العام وان ارتفاع الأسعار قد يزيد من معاناة المستهلكين. وقدرت أوبك في تقريرها الشهري عن سوق النفط أن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 4.7 في المئة هذا العام انخفاضا من معدل النمو البالغ 5.3 في المئة العام الماضي. وقال التقرير انه "مع تزايد الدلائل على تباطوء النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة في نهاية العام تضاعفت المخاوف من الركود."
وتوقعت المنظمة أن يزيد الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا دون تغيير عن تقديراتها السابقة وبانخفاض كبير عن بعض التقديرات الاخرى.
وتعد تقديرات المنظمة التي تضخ أكثر من ثلث النفط العالمي أكثر تشاؤما بشأن الطلب من تقديرات وكالة الطاقة الدولة التي خفضت الاسبوع الماضي تقديرها لنمو الطلب الى 1.98 مليون برميل في اليوم.
اسواق تايوان سجلت انخفاضًا بنسبة 6.5 بالمئة وهو الأكبر منذ حوالى أربع سنوات خسائر أوروبيّة وآسيوية
وسجلت البورصات الاوروبية اليوم الثلاثاء تراجعًا جديدا. وعند بدء الجلسات، تراجعت بورصة مدريد 3.95 % وفرانكفورت 3.88 % ولندن 2.83 % وباريس 2.57%.
ففي فرانكفورت، انخفض المؤشر داكس الى ما دون ال6500 بعد دقائق من بدء المبادلات، متراجعا بذلك 4.62 % ليبلغ 6482.15 نقطة.
وفي باريس بدأ المؤشر كاك-40 الجلسة على انخفاض حاد غداة خسارته حوالى سبعة بالمئة. وبذلك سجل المؤشر الفرنسي الذي استعاد مستوياته السابق في حزيران (يونيو)، اكثر من 17 بالمئة من قيمته منذ مطلع العام.
شركة (Meeschaert Gestion Privee) الا ان البورصة استعادت بعيد ذلك بعضا من خسائرها. وارتفع المؤشر "كاك-40" بنسبة 0.57 % ليبلغ 4771.40 نقطة.
اما المؤشر "ايبيكس-35" لبورصة مدريد الذي سجل اكبر تراجع في تاريخه الاثنين (7.54 %) فقد واصل هذا الاتجاه وفتح على انفاض نسبته 3.95 % ليبلغ 12127 نقطة.
ولم يكن المؤشر البريطاني فوتسي افضل حالا اذ فتح على انخفاض واضح صباح الثلاثاء بلغت نسبته 2.83% ليصل الى 5420.50 نقطة. وعاد المؤشر فوتسي بعد ذلك ليسجل ارتفاعا بلغت نسبته 0.57 % ليبلغ 5609.90 نقطة اثر تصريحات مطمئنة للمفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية والنقدية جواكين المونيا.
وجاء انخفاض البورصات الاوروبية بعد الانخفاض الذي سجلته البورصات الآسيوية. وبلغت نسبة انخفاض بورصة طوكيو خمسة بالمئة وشنغهاي سبعة بالمئة بينما علقت الجلسات موقتا في بومباي وسيول بعد انخفاض حاد فيهما. ففي اليابان انخفض مؤشر نيكي بنسبة 5,7 في المائة قبل الإغلاق اليوم الثلاثاء بعد أن كان قد انخفض اربع نقاط في تعاملات الاثنين.
وسجل مؤشر فوتسي 100 انخفاضا هو الأكثر حدة منذ سبتمبر/أيلول عام 2001.
فقد هبط مؤشر سوق فوتسي 100 المالي بنسبة5،5 في المئة مما أدى الى انخفاض قيمة أسهمه بما يعادل 84 مليار جنيه (163 مليار دولار أميركي).
أما مؤشرات الأسواق المالية في باريس وفرانكفورت فقد انخفضت بقيمة 7 في المئة. كما شهدت بورصات استراليا وهونج كونج وسنغافورة وماليزيا وتايوان وكوريا الجنوبية انخفاضات حادة مماثلة.
الخسائر أتت على أرباحها في 2007:
إرتدادات لزلزال الأسواق العالمية في الخليج
وكانت الأسواق الأميركية مغلقة الاثنين بسبب عطلة رسمية ولكن رد فعل الأسواق في أماكن اخرى من العالم كان سلبيا. ويسود القلق من أن تخفيض الضرائب واجراءات تشجيع الانفاق لن تكون كافية لتحفيز الانفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة، لأن المشاكل الاقتصادية الجذرية ستبقى موجودة. وأدى الركود في سوق الاقراض الائتماني لأصحاب التاريخ الائتماني المحدود أو المعدوم كليا وكذلك في قطاع الاقراض العقاري الى الركود الحالي. وكانت المؤسسات المالية بين اصحاب الأسهم التي فقدت من قيمتها، حيث هبطت قيمة أسهم ING الهولندية و ALLIANZ الألمانية بنسبة 10 في المئة. ويعاني اصحاب قروض الاسكان من زيادة نسبة الفائدة. يذكر ان حالة الاقتصاد الأميركي تؤثر بشكل كبير على الكثير من الشركات الكبرى في اسيا وأوروبا.
وسعى وزراء المال الأوروبيون إلى طمأنة الأسواق. وقال رئيس وزراء مالية منطقة اليورو رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر إن الاقبال على البيع غير منطقي في بعض جوانبه بينما قال وزير الاقتصاد الاسباني بيدرو سولبس ان الجميع قلقون من اتجاه السوق. وقال يونكر للصحافيين لدى وصوله يوم الثلاثاء لحضور الاجتماع "عندما تتصرف الاسواق المالية بشكل غير منطقي .. ويدفعها سلوك القطيع .. عندما تظهر أسواق الاسهم ميلا نحو سياسة السعي للربح الفوري .. لا يوجد مبرر لان يتصرف وزراء المالية بنفس الشكل". وحاول وزراء آخرون بالاتحاد الاوروبي التهوين من الاثر على أوروبا.
ابرز الازمات في الاسواق المالية
تستمر التقلبات في البورصات العالمية التي سجلت هبوطا حادا خلال اليومين الاخيرين في اوروبا وآسيا. وفي ما يأتي ابرز الازمات في الاسواق المالية في العالم عبر التاريخ:
1720: ازمة في بريطانيا خلال شهر كانون الاول (ديسمبر) اثر مخاوف وتكهنات تسببت بافلاس شركة "بحور الشمال" ومصرف "لوو".
1882: انهيار مصرف الاتحاد العام، وهو مصرف كاثوليكي فرنسي تسبب افلاسه بافلاس العديد من وكلاء التبادل المالي. واهتزت بورصتا ليون وباريس، وغرقت فرنسا في ازمة اقتصادية.
1929: انهيار في بورصة وول ستريت. خسر مؤشر "داو جونز" الخميس 24 تشرين الاول (اكتوبر) بنسبة 22% في بداية المعاملات، الا انه تحسن وحد من خسارته بنسبة 1.2% عند الاقفال. وتراجع المؤشر بنسبة 13% في 28 تشرين الاول (اكتوبر)، و12% في 29 تشرين الاول/اكتوبر. ومع هذه الازمة، بدأ الكساد الكبير في الولايات المتحدة وازمة اقتصادية عالمية اثرت خصوصا على اوروبا.
1987: انهيار وول ستريت في 19 تشرين الاول (اكتوبر). وخسر مؤشر داو جونز 22.6% في يوم واحد اثر تسجيل عجز تجاري كبير. كذلك، تراجعت مؤشرات البورصات الاخرى نتيجة تداخل الاسواق المالية العالمية. وهو الانهيار الاول في عصر المعلوماتية.
1988: ازمة في روسيا. في شهر آب (اغسطس)، انهار الروبل الروسي وخسر 60% من قيمته خلال احد عشر يوما (بينها 17.13% في 27 آب (اغسطس)). وشهدت روسيا ازمة اقتصادية ومالية مرتبطة في جزء منها بالازمة المالية الآسيوية في 1997.
2000: انتهاء فورة الانترنت. وتراجعت المخاوف المحيطة بقيمة الاسهم المالية المرتبطة بالانترنت والتقنيات الجديدة. وسجل مؤشر ناسداك رقما قياسيا بلغ 504862 نقطة في العاشر من آذار/مارس، ويضم هذا المؤشر ابرز اسهم الانترنت والتكنولوجيا. الا انه عاد وتراجع بنسبة 27% خلال الاسبوعين الاولين من شهر نيسان (ابريل) وبنسبة 39.3% على مدى سنة. وانعكس هذا الهبوط على كل الاسواق المتصلة بالاقتصاد الجديد.
2001: اقفلت بورصة نيويورك لمدة اسبوع بعد اعتداءات ايلول (سبتمبر) التي تسببت بمقتل حوالى ثلاثة الاف شخص. وتعرض مؤشر داو جونز لاكبر تراجع في تاريخه في عدد النقاط بلغ 68481 نقطة (7.3%).
2002: تزوير حسابات شركة الطاقة الاميركية "انرون" وعمليات التزوير التي شهدتها ايضا شركة الاتصالات الاميركية "وورد كوم" اثرت سلبا على الاسواق المالية في العالم التي تراجعت بشكل سريع في الدول الاقتصادية المتقدمة: فرنكفورت بنسبة 43.9%، وباريس 33%، ولندن 24.8%.
وقالت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد "حتى اذا دخلت الولايات المتحدة في ركود... فهذه ليست مأساة في حد ذاتها". ودعت الى الهدوء رغم ما وصفتها بعملية تصحيح واسعة بالاسواق مع تراجع الاسهم الاسيوية مما مهد لمزيد من الاضطرابات في أوروبا حيث تسبب الاقبال على البيع أمس الاثنين في أكبر خسائر للاسهم في يوم واحد منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001. وشاركت لاغرد في المحادثات العادية لوزراء مالية دول منطقة اليورو وعددهم 15 يوم الاثنين وهو الاجتماع الذي تم توسيعه يوم الثلاثاء ليشمل باقي دول الاتحاد الاوروبي البالغ عدد أعضائه 27.وقال المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية والنقدية جواكين المونيا قبل اجتماع لوزراء مالية الاتحاد الاوروبي في بروكسل "لا نتحدث عن خطر انكماش عالمي بل عن خطر انكماش اميركي". وتحدث رئيس منتدى وزراء المالية في دول منطقة اليورو (يوروغروب) جان كلود جونكر باسهاب في الاتجاه نفسه. وقال "لا ارى اي خطر" لحدوث انهيار مالي شامل في العالم. واضاف ان "الاوروبيين ومنطقة اليورو في وضع افضل من الولايات المتحدة لمقاومة تباطؤ الاقتصاد".وعبر المونيا عن امله في ان تستيعد الاسواق "بعض الهدوء في الايام المقبلة". وقال ان "المسألة تتعلق بمعرفة كيف ستتجنب الولايات المتحدة انكماشا. لقد اعلنت السلطات الاميركية عن اجراءات"، معبرا عن امله في ان "تكون قادرة على تجنب انكماش وفي هذه الحالة سيعود الهدوء بالتأكيد".
وعقب اجتماع الاثنين أقر الوزراء بأن أوروبا لم تعد تستبعد حدوث ركود بالولايات المتحدة غير أنه يمكنها مقاومته دون الانزلاق الى الانكماش أيضا. وقال يونكر خلال مؤتمر صحافي عقد في ساعة متأخرة مساء الاثنين عقب الاجتماع "لا يمكن بأي حال مقارنة الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة بالوضع الاقتصادي في أوروبا. "نشعر بالارتياح ازاء وضعنا الاقتصادي في الوقت الحالي. الوضع الاقتصادي في أوروبا يبدو منفصلا عن الوضع في الولايات المتحدة". وحضر جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الاوروبي ودومينيك ستراوس كان رئيس صندوق النقد الدولي المحادثات أيضا لكنهما لم يدليا بتعليقات لدى وصولهما.
وكرر يورجن شتارك عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الاوروبي دعوات للهدوء. وقال لاذاعة دويتشلاندفونك الالمانية "الاسواق مضطربة بشدة. تتلقى معلومات يوميا وهي شديدة التأثر بها .. ربما بشكل مفرط."
اما وزير المالية السلوفيني اندريه بايوك الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي فقد قلل من خطورة الوضع اذلي يمكن ان يواجهه الاقتصاد الاوروبي. وقال "نحن قلقون فعلا لكننا مقتنعون بان اوروبا يمكنها مواجهة الوضع، باسسها القوية".