الاسعار تلتهب على الجانب المصري من الحدود مع غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رفح (مصر): مع تهافت الالاف من الفلسطينيين على شراء السلع والوقود لدى وصولهم الى الجانب المصري من الحدود التهبت الاسعار مدفوعة بقوى العرض والطلب.
وقضت أعداد كبيرة من الفلسطينيين مساء الأربعاء على المقاهي وفي المتنزهات وعلى كورنيش مدينة العريش المطل على ساحل البحر المتوسط واكتظت الفنادق على الجانب المصري من الحدود.
وكان نشطاء فلسطينيون قد نفذوا في الليلة السابقة سلسلة تفجيرات دمرت نحو 200 متر من الحاجز الحدودي المعدني بين قطاع غزة ومصر الذي أقامته اسرائيل عام 2004 قبل عام من سحب قواتها ومستوطنيها من غزة.
وتدفق عشرات الالاف من الفلسطينيين على مصر لشراء وتخزين الوقود والاغذية التي يعانون من نقص شديد فيها نتيجة الحصار الاسرائيلي للقطاع.
وفي مدينة رفح المصرية شهدت محطات الوقود ازدحاما شديدا واكتظت بمئات الفلسطينيين الذين كان يحمل بعضهم عبوات بلاستيكية للحصول على كميات من البنزين الذي ارتفع سعره ارتفاعا كبيرا.
وقال فراس الفلسطيني -25 عاما- "دفعت في لتر البنزين نحو عشرة جنيهات (1.8 دولار) والسولار خمسة جنيهات. أنا مضطر للحصول عليه بأي ثمن. ليس لدينا وقود للسيارات في غزة."
ويبلغ السعر الرسمي للبنزين في مصر 1.30 جنيه للتر من البنزين العادي و0.75 جنيه للتر من السولار.
وقال صاحب محطة بنزين رفض نشر اسمه "هنا يتدخل قانون العرض والطلب. عندما يكون هناك طلب متزايد يكون هناك ارتفاع في الاسعار."
واختفى البنزين من معظم محطات الوقود.
واستمر تدفق الفلسطينيين بمن فيهم أسر كاملة على الجانب المصري من رفح. وقدر مسؤولون محليون أن ما لا يقل عن 200 ألف شخص عبروا الحدود في فرصة نادرة للخروج من القطاع الذي يصفه أهل غزة بالسجن الكبير.
وقال هشام ابو ريدة وهو صاحب احد الفنادق بمدينة العريش "العدد لدينا اصبح كاملا. هناك اعداد كبيرة من الفلسطينيين قضوا ليلتهم في العريش."
وقالت مالكة متجر مصري اكتفت بذكر اسمها الاول فقط وهو حميدة وهي تنظر للارفف التي أصبحت خاوية نتيجة شراء سكان غزة للسلع "هؤلاء الناس متعطشون للحرية والطعام ولكل شيء."
وقال محمد سعيد الذي كان يجر عربة يد صغيرة "اشتريت كل ما يمكن أن يحتاجه المنزل بما يكفيني لشهور. اشتريت طعاما وسجائر وحتى جالونين من وقود الديزل لسيارتي."
وشددت اسرائيل اغلاقها لحدود غزة الاسبوع الماضي مما قطع لفترة وجيزة شحنات الوقود الى محطة الكهرباء الرئيسية في القطاع ومحطات البنزين وأوقف شحنات المساعدات بما في ذلك الاغذية والامدادات الانسانية الاخرى.
وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يتعرض لضغوط لاثبات قدراته الامنية قبل نشر تقرير يتضمن نتائج تحقيق في حرب لبنان عام 2006 بمواصلة الضغط على غزة الى ان يتوقف اطلاق الصواريخ.
وفي الطريق الى بوابة صلاح الدين على الحدود كان الطريق مكتظا بالبشر وعلت اصوات الباعة المصريين للترويج لجميع انواع البضائع من سلع معمرة واطعمة ومشروبات ومساحيق للغسيل وغيرها.
وحظي تجار الدراجات النارية باقبال كبير على الشراء. وشاهد مراسل رويترز عشرات الشاحنات تتجه الى غزة وهي محملة بالدراجات النارية.
وقال الفلسطيني ابو عمر باسل وهو عامل عمره 36 عاما انه دفع نحو أربعة الاف شيقل "1084 دولارا/ ثمنا لدراجته النارية الجديدة. وأضاف " هذا سعر اقل بكثير من الذي يمكن ان ادفعه في هذه الدراجة داخل خان يونس" حيث يقيم.
وعلى طول الطريق الى بوابة صلاح الدين كان المئات من الفلسطينيين يبرمون صفقات البيع والشراء. أما التعامل فاما بالشيقل الاسرائيلي أو الدولار الامريكي أو الجنيه المصري. وكانت هناك تعاملات محدودة للغاية بالدينار الاردني.
وانتشر تجار العملة في انحاء العريش ورفح مرددين "شيقل.. شيقل".
وعلى الجانب الاخر من الطريق كانت تقف حاملات قوات الامن المصرية دون اي تدخل حتى ولو لتخفيف الازمات المرورية الخانقة في المنطقة.
وقال ضابط كان يقف بجوار حاملة للجنود "هناك اوامر لنا بعدم التدخل. افراد الشرطة يدركون ذلك تماما. لم تحدث مشكلة واحدة منذ بدء تدفق الفلسطينيين."
وفي القاهرة قال الرئيس المصري حسني مبارك أمس الاربعاء انه أعطى أوامره لقوات الامن المصرية بالسماح بدخول الفلسطينيين من قطاع غزة. وتابع "قلت لهم اتركوهم يدخلون ليأكلوا ويشتروا الاغذية ثم يعودون طالما أنهم لا يحملون أسلحة."
وكانت السجائر من اكثر البضائع التي شهدت تهافتا على الشراء. وقال سكان بالعريش ان سعر العلبة المحلية الصنع زاد لثلاثة أمثاله تقريبا من جنيهين ونصف الجنيه الى سبعة جنيهات أو أكثر.
وتجمع حشد أمام شاحنة تبيع السجائر. وقال فارس القمبيز (50 عاما) وهو من رفح الفلسطينية اثناء محاولته الحصول على الكمية التي كانت مع التاجر المصري "يجب ان احصل على احتياجات من السجائر لعدة اشهر قادمة .. هذه فرصة وهذا السعر مناسب لي للغاية".
ويسير الفلسطينيون القادمون الى رفح المصرية نحو خمسة كيلومترات على الاقدام حتى يتمكنوا من الوصول الى مدينة رفح والبحث عن سيارات تقلهم الى مدينة العريش لشراء البضائع.
وشكا سكان العريش من ارتفاع الاسعار ومنها أسعار وسائل النقل الخاص التي قالوا انها ارتفعت بشكل جنوني.
وعلى عربة صغيرة تجرها الحمير ومحملة عن اخرها بالاغطية المصرية كانت تجلس سيدة فلسطينية في طريقها للعودة الى رفح الفلسطينية.
وقالت ام نادية وهي تحاول الاسراع بعربتها "ارغب في العودة مرة اخرى الى الجانب المصري. يجب الحصول على مزيد من الاغطية. انها تجارتي الرائجة خلال الاشهر المقبلة."
التعليقات
و الاخلاق ايضا
samer -و الانسانية والاخلاق ايضا خاضعة للعرض و الطلب و الضمير تعيشوا انتوا .