اضطراب في اوروبا بعد اقرار مجلس الشيوخ الاميركي خطة انقاذ للنظام المصرفي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: بقيت اسواق المال غير مستقرة رغم اقرار مجلس الشيوخ الاميركي خطة انقاذ تاريخية للنظام المصرفي بينما اثارت فكرة تطبيق خطة مماثلة في اوروبا اضطرابا مع ترجيح رفضها لصالح حلول اخرى تقتصر على النطاق الوطني لكل بلد.
ووافق مجلس الشيوخ الاميركي ب74 صوتا مقابل 25 على خطة انقاذ المصارف التي تحمل عنوان "قانون تأمين الاستقرار الاقتصادي العاجل للعام 2008". وتنص الخطة على دعم القطاع المصرفي ب700 مليار دولار لامتصاص القروض التي تراكمت على المصارف في القطاع العقاري.
وتمنح الخطة قبل خمسة اسابيع من الانتخابات الرئاسية الاميركية وزير الخزانة هنري بولسون هامشا ووسائل لا سابق لها لانقاذ القطاع المصرفي.
ويفترض ان تفتح موافقة مجلس الشيوخ الباب امام موافقة مجلس النواب على الخطة اعتبارا من غد الجمعة. وكان مجلس النواب رفض الخطة في وقت سابق ب228 صوتا مقابل 205 ما تسبب بتراجع حاد في بورصة وول ستريت والبورصات العالمية.
وادخلت ادارة بوش تعديلات طفيفة على خطتها بينها رفع سقف ايداعات الزبائن المضمونة من الدولة في المصارف من 100 الف دولار الى 250 الفا.
كما تم ادخال تعديلات على قروض الايداعات للطبقة المتوسطة والشركات. وعبر رئيس المجموعة الاوروبية ورئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود جانكر عن "ارتياحه الشديد لتجاوز عقبة مجلس الشيوخ" الاميركي داعيا الى تصويت سريع في مجلس النواب.
وفي تصريح اذاعي اعتبر ان الخطة الاميركية "ستساهم فعلا في تهدئة الاسواق".
الا ان اسواق المال ظلت مضطربة. فاذا كانت اغلبية البورصات الاوروبية سجلت تقدما طفيفا بعد الظهر فان وول ستريت فتحت مع تراجع جديد. وخسر مؤشر داو جونز 2,1% قرابة الساعة 13,40 تغ.
وعادت البورصات الاوروبية واقفلت على تراجع الخميس. فقد خسر مؤشر "فوتسي-100" الذي يشمل ابرز الاسهم في بورصة لندن 89,25 نقطة اي 1,80% بالنسبة الى اقفال الاربعاء ليصل الى 4870,34 نقطة. كما خسر مؤشر "كاك-40" الذي يشمل ابرز الاسهم في بورصة باريس 2,25% ليصل الى 963,28 نقطة.
وفي فرانكفورت في المانيا خسر المؤشر الرئيسي "داكس" 2,51% ليصل الى 5660,63 نقطة.
واكدت فرنسا انعقاد قمة مصغرة السبت في باريس حول الازمة المالية وحاولت في الوقت نفسه الحد من الشعور بالضياع والانقسامات بين الاوروبيين في شأن التحضير للقمة. وسيشارك في الاجتماع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني.
واوضح بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية ان "هذه القمة تهدف الى تحضير مساهمة الاعضاء الاوروبيين في مجموعة الثماني في اللقاءات المقبلة للمجموعة المخصصة للازمة المالية الدولية".
الا ان الاوروبيين بدوا قبل يومين من الاجتماع المصغر منقسمين حول الطريقة الانسب لانقاذ المصارف المتعثرة.
وتعارض المانيا فكرة انشاء صندوق اوروبي بمبلغ 300 مليار يورو على مثال خطة بولسن في الولايات المتحدة وهي الفكرة التي تقدمت بها فرنسا بحسب ما افاد "مصدر حكومي اوروبي" الا ان باريس نفت ذلك.
ويرى رئيس وزراء هولندا جان بيتر بالكينندي من جهته ان في الامر "سوء تفاهم" قد تكون هولندا سببه. اذ ان الهولنديين يقترحون فعلا على الاتحاد الاوروبي انشاء صناديق وطنية لانقاذ المصارف لا صندوقا اوروبيا.
وقال بالكينندي "يمكننا الاتفاق على ان تضخ الدول 3% كحد اقصى من ناتجها الداخلي الصافي ما يعني في حال اضافة كل المبالغ الى بعضها في اوروبا مبلغ 380 مليار يورو".
واعلن براون من جهته تأييده للحلول الوطنية مع الاعتراف بان الازمة المالية "لها بعد اوروبي".
الا ان بالكينندي رأى وجوب تجنب "المواقف الوطنية الخالصة" في اشارة الى ايرلندا التي قررت ضمان ايداعات وقروض مصارفها الستة الكبرى بمبلغ 400 مليار يورو وهو مبلغ يساوي مرتين ناتجها الداخلي السنوي.
واثار تقديم دبلن ضمانة غير محددة للمصارف الايرلندية غضب المصارف المنافسة البريطانية واحرج لندن التي ترفض تبني مثل هذا التدبير.
وقرر البنك المركزي الاوروبي بالاجماع الخميس الابقاء على نسبة الفائدة الرئيسية على حالها اي 4,25% مع اقراره بان اعضاءه ناقشوا تخفيض الفوائد. وعن موضوع التضخم اعلن رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه ان مخاطر التضخم "انخفضت" انما "لم تختف".