الأسواق المالية تغرق في الأزمة رغم الدعوات إلى الهدوء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قادة الكونغرس يناشدون بوش للدعوة إلى قمة طارئة لمجموعة الثمانية
واشنطن: غرقت الاسواق المالية مجددا تحت الخط الاحمر الخميس بدءا من بورصة وول ستريت الاكبر في العالم التي وجدت نفسها عند ادنى مستوى لها منذ خمسة اعوام على الرغم من دعوات السلطات النقدية الى الهدوء. وعشية اجتماع لبحث الازمة يعقده كبار المسؤولين الماليين في العالم في واشنطن، خسر مؤشر داو جونز 7,33% ليصل الى 859,19 نقطة في ختام جلسة سابعة من التراجع على التوالي. ولم يقفل المؤشر الرئيسي دون تسعة الاف نقطة منذ حزيران/يونيو 2003.وياتي هذا التراجع الجديد تحديدا بعد سنة على اخر رقم قياسي سجله المؤشر عندما بلغ 14164,53 نقطة. وخسر قرابة 40% من قيمته منذ ذلك الوقت. وعلق غريغوري فولوخين من مؤسسة ميسكارت نيويورك بالقول "انها حالة الذعر التام، لا تعبيرا اخر لوصف هذه الحالة". وسيحاول وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة السبع (المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا واليابان وبريطانيا) الجمعة في واشنطن ايجاد معالجات للازمة المالية التي تواصل زعزعة العالم من دون ان يلوح في الافق اي مخرج حتى الان.
وسيدلي الرئيس الاميركي جورج بوش بتصريح حوالى الساعة 14,00 ت غ الجمعة بهدف "طمأنة الاميركيين بان في امكانهم ان يثقوا" لان "المسؤولين الاقتصاديين يتحركون بقوة وبكل الطرق الممكنة للوصول الى استقرار نظامنا المالي"، كما اعلنت المتحدثة باسمه الخميس. وطلب زعيما الكونغرس الديموقراطي والجمهوري في رسالة الى بوش الدعوة الى عقد قمة ازمة لمجموعة الثماني (مجموعة السبع وروسيا) في محاولة لايجاد حل للمأزق المالي العالمي.
وغرقت اسواق الاوراق المالية الاوروبية الخميس في الخط الاحمر بعد قفزة، وذلك بسبب المخاوف المستمرة حول مستقبل القطاع المصرفي. والصدمة التي نجمت عن تخفيض معدلات الفوائد بموجب قرار اتخذته بالتشاور المصارف المركزية الغربية الستة الكبرى الاربعاء، لم تنجح في النهاية في استيعاب موجة التراجعات.
فقد انهت بورصة لندن يومها الخميس بتراجع 1,21% وفرانكفورت بنسبة 2,53% وباريس 1,55%. وفي اسيا، شهدت البورصات بعض الهدوء. وبعد انهيار تاريخي الاربعاء، اقفلت بورصة طوكيو على تراجع طفيف (0,50%) ورحبت هونغ كونغ 3,3ذ% وسنغافورة 3,40%. وبقيت الاسواق متوترة على الرغم من التحفيز الذي صدر عن رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه مساء الاربعاء عندما قال "عودوا الى رشدكم".
لكن المشكلة الاساسية مستمرة وتكمن في ان سوق التعامل بين المصارف مشلولة لان البنوك توقفت عن اقراض بعضها البعض بسبب الهلع من فكرة افلاسات ممكنة. ولا يزال البنك المركزي الاوروبي يعمل في محاولة لاعادة الثقة وقد ضخ 100 مليار دولار في السوق مضاعفا المبلغ الاعتيادي.ويعاني المدخرون في العالم تداعيات الازمة: ففي المانيا، تبين ل30800 زبون الماني في اكبر بنك في ايسلندا تم تاميمه ان حساباتهم قد جمدت.
وقالت الهيئة الالمانية للرقابة على القطاع المالي ان المؤسسة الام "لم تعد قادرة" على "تقديم ما يكفي من السيولة". واثارت حكومة ايسلندا غضب رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي اخذ عليها تجميد حسابات 300 الف زبون بريطاني في البنك الالكتروني "آيس سيف"، فرع بنك لاندسبنكي الايسلندي المؤمم.
وفي الوقت نفسه، تكثف الدول اجراءاتها التي يمكن ان تطمئن المدخرين. واعلنت هولندا انها ستضع في تصرف القطاع المالي 20 مليار يورو لمساعدته على مواجهة الازمة الاقتصادية وانها ستضمن مدخرات 120 الف زبون هولندي في "آيس سيف". ووسعت ايرلندا ضمانتها التامة لتشمل الودائع المصرفية في خمسة مصارف اجنبية تعمل بقوة في البلاد.
وهبت بلجيكا وفرنسا ولوكسمبورغ الى نجدة بنك التامين "دكسيا" الفرنسي البلجيكي الذي جرى تاميمه جزئيا الاسبوع الماضي، عندما قدمت له ضمانتها بما يسمح له بالاستدانة من الاسواق. وحذر وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون من "ان بعض المؤسسات المالية ستعلن افلاسها" في الولايات المتحدة على الرغم من الاجراءات الاخيرة المتخذة.
وبحسب نيويورك تايمز، فان واشنطن تعتزم شراء حصص في راسمال "عدد كبير من المصارف الاميركية في محاولة لاستعادة الثقة في النظام المالي".
وردا على سؤال حول احتمال تاميم بعض المصارف، قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه "لا يمكنها استبعاد اي شيء نهائيا". وبدات الازمة تتوسع الى قطاعات اقتصادية اخرى في اوروبا مثل القطاع العقاري.
وفي هذا الاطار، فان الاسواق تترقب بقوة البيان الختامي لمسؤولي مجموعة السبع المجتمعين اليوم الجمعة في واشنطن. وبعد اعطاء دروس في الليببرالية وحسن الادارة لسنوات، تبدو الولايات المتحدة الان في وضع المتهم في الازمة المالية. ودعا المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان الدول الاوروبية الى رص الصفوف. وراى "ان لا وجود لحل وطني في ازمة مثل هذه".