الأزمة المالية في أميركا... بعيون إسرائيلية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأزمة المالية في أميركا... بعيون إسرائيليةخلف خلف- إيلاف: الأزمة المالية المتفاعلة في الولايات المتحدة الأميركية، وما حملته معها من انعكاسات على الأسواق في جميع أنحاء العالم، أحييت جدلاً كبيرًا في إسرائيل. فلا يكاد يمر يوم دون أن تفرد الصحف العبرية صفحاتها الاقتصادية للحديث عن السيناريوهات المتوقعة، وإبداء النصائح للمستثمرين، وتقديم قراءات مستفيضة عن الأبعاد والدلائل، وكذلك تحليل الخطوات التي تتخذها الإدارة الأميركية لمعالجة الأزمة. وفي ظل هذه المعجنة تتضارب الآراء وتختلف المواقف، فهناك من يرى أن اقتصاد السوق لم يمت، بينما يلوح بعضهم أن ما يحدث يتجاوز الاقتصاد إلى السياسة. 3 فقاعات انتفخت
أسرة تحرير صحيفة "هآرتس"، ترى بدورها أن الوقائع على الأرض تبين أن خطة الإنقاذ التي أقرها مجلس النواب الأميركي ليست علاجًا سحريًا لكل أمراض السوق المالية الأميركية. وتقول الصحيفة تحت عنوان "في مسلك المسؤولية عن الميزانية": "الفقاعات التي تفجرت - فقاعة الاقتراض، فقاعة العقارات وفقاعة البورصة - كبيرة ومهددة لدرجة أن خطة واسعة النطاق كهذه ليس فيها ما يكفي لإعادة الثقة بالأسواق". وبحسبها فإن السقوط هو نتيجة احتفال الاقتراض الكبير الذي حصل في الولايات المتحدة في السنوات السبع الأخيرة. فقد أخذ الجمهور قروضًا دون حساب، لشراء منازل، سيارات، أجهزة كهربائية وأسهم والبنوك شجعتهم على ذلك. "وهكذا انتفخت ثلاث فقاعات إلى أن تفجرت. والانفجار مؤلم للجميع. في السطر الأخير يعاني الاقتصاد العالمي من انعدام الثقة، الأمر الذي يؤدي إلى اختناق اقتراضي شديد. المال هو الزيت على عجلات الاقتصاد، وعندما ينفد الزيت تبدأ العجلات بالاحتكاك، إلى أن تتوقف"، تقول الصحيفة. وتركت الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأميركية آثارها الكبيرة على جميع دول العالم، ففي إسرائيل دخل الإقتصاد في أزمة متشعبة، حيث تقاطعت الأزمة مع المشاورات الجارية لتشكيل ائتلاف حكومي جديد بزعامة تسيبي ليفني. وعلى الرغم من الضرر الذي لحق بالاقتصاد الإسرائيلي إلا أن الخبراء فيها، يعولون على المرونة والقوة التي يتمتع بها اقتصاد تل أبيب. هل حقا نموذج العولمة فشل؟
ومن جانبه، يكتب نداف ايال، لصحيفة معاريف من أوروبا، تحت عنوان: "الإمبراطورية تنتفض"، يعتبر انه إذا كانت الولايات المتحدة اضطرت لإنقاذ اقتصادها من خلال التأميم المكثف وتدفق الأموال العامة نحو وول ستريت فان نموذج العولمة الحالي قد فشل. المعنى هو ليس اقتصاديا فقط، بل وكذلك وبالأساس سياسي. ويشير أيال إلى أن ما حصل للولايات المتحدة، يحصل لكل القوى العظمى؛ نفقات الأمن التي ترمي إلى الحفاظ على هيمنتها ازدادت (احتلال العراق يكلف 12 مليار دولار في الشهر) ومداخيلها تقلصت. الأميركيون استغلوا بكثافة متصاعدة توفيراتهم وأدمنوا على الاستهلاك. ومن اجل تعزيز مجتمع الوفرة، اخترعت وول ستريت أدوات مالية مركبة استثمرت فيها أموال من كل العالم ووعدت بمردودات خالدة. المواطن البسيط تأثر بهذه الأدوات، وبشكل عام إيجابًا. "قبل عشرين سنة كان يمكن للأميركي المتوسط أن يتلقى قرض إسكان بقيمة 80 في المئة من قيمة ملكه. في السنوات الأخيرة تلقى الأميركيون قروض إسكان بمعدل مئة في المئة. بعضهم تلقى قروض إسكان دون فائدة على الإطلاق. في وول ستريت سموا هذا "إبداع مالي". اقتصاديون جديون مثل جوزيف شتغلتس اعتقدوا بان هذا ببساطة غباء. في الجامعات، تنبأ الأكاديميون بأنه بعد انتهاء الاحتفال وينهار سوق السكن في داخل ذاته؛ الطلاب نظروا إليهم بهزء وحلموا بالعلاوة السنوية السمينة في بار سترانس او ليمن برذرز"، يقول أيال. وعلى عكس توقعات بعض الخبراء، يرى الكاتب في صحيفة معاريف، أن خطة الإنقاذ التي صادق عليها مجلس النواب الأميركي محتمل أن تنجح وتعيد الثقة إلى الأسواق وتمنع الانهيار الشامل. ولكنه في الوقت ذاته، يضيف: "شيء واحد بات واضحا: ما كان لن يكون بعد اليوم. إذا كانت الولايات المتحدة اضطرت لإنقاذ اقتصادها من خلال التأميم المكثف وتدفق الأموال العامة نحو وول ستريت فان نموذج العولمة الحالي قد فشل. المعنى هو ليس اقتصاديا فقط بل وكذلك وبالأساس سياسي". اقتصاد السوق لم يمت
أما المحلل الإسرائيلي، نحمايا شتراسلر، فأكد في مقال نشرته صحيفة هآرتس، بتاريخ 3/10/2008، أن اقتصاد السوق لم يمت، معتبرًا أن السقوط في وول ستريت يدل على أن اقتصاد السوق ليس طريقة كاملة، ولكنها الطريقة المتوفرة الأفضل. ويضيف: "وعليه، فان أحدا في الولايات المتحدة لا يحلم للحظة بتغيير الطريقة. لا جون ماكين ولا براك اوباما. فهي تجلب لهم الثراء الكبير وكل 10 - 20 سنة أزمة أيضًا. الضرائب في الولايات المتحدة هي الأدنى في العالم وهي ستبقى كذلك". ويتابع: "كما أن دور الحكومة سيبقى محدودًا. الاستيراد والتصدير سيبقيان حرين وكل شخص سيمكنه من مواصلة التمتع بالدراسة والعمل في كل مكان يرغب فيه. يمكنه أن يتقدم، ينتج، يبادر، يتطور كما تحلو له نفسه. بدون توجيه ومن دون سيطرة من فوق. هذه هي السوق الحرة الحقيقية، ليس وول ستريت"، ويختتم حديثه: "وعليه، فان كارهي اقتصاد السوق لا ينبغي لهم أن يسارعوا إلى الفرح. طريقة اقتصاد السوق لم تمت، ومن يتوقع أن يرى الولايات المتحدة تغرق عميقا في المحيط يتعين عليه أن ينتظر المزيد جدًا من الزمن".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف