اقتصاد

الأزمة الائتمانية العالمية تطال الموتى في إنكلترا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شبح شتاء السخط يطارد حزب العمال من جديد
الأزمة الائتمانية العالمية تطال الموتي في إنكلترا

أشرف أبوجلالة من القاهرة
يبدو أن شبح شتاء السخط والغضب الذي هز إنكلترا في أواخر سبعينات القرن الماضي في طريقه للعودة من جديد ليهاجم حزب العمل البريطاني، بعد أن كشفت الشركات المسؤولة عن ترتيب الجنازات الخاصة بالأسر الفقيرة عن أن أسبابا مالية حالت دون إتمام عمليات دفن المئات من هؤلاء الأشخاص!! وقالت الدايلي ميل البريطانية في تقرير لها اليوم الأحد حول هذه الواقعة الفاضحة إنه وفي تسريب جديد عن حقيقة تنامي الأزمة المالية في إنكلترا، سيكون على الأسر الكادحة الانتظار مدة قد تزيد عن شهرين قبل أن تحصل على الأموال الحكومية اللازمة لدفن ذويهم.

وقالت الصحيفة إن المنظمات التي تمثل تلك الشركات المتعهدة بدفن الأسر الفقيرة وجهت اتهامات للحكومة بوضعهم في موقف مستحيل بجر أقدامهم إلى مسألة تكاليف الدفن الخاصة بالأسر الفقيرة. وفي ما سبق، كان يقوم هؤلاء المتعهدين بتحمل تكاليف الجنازات ثم ينتظرون للحصول عليها بعد ذلك من الحكومة، لكن ونظراً لنقص الائتمان في النظام المصرفي لن تتحمل الكثير من تلك الشركات تكاليف ذلك.

في المقابل طلب حزب المحافظين بطرح مناقشة طارئة للأمر في مجلس العموم. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الأزمة تحمل بين طياتها أصداء شؤم تذكر بما أطلق عليه "شتاء السخط" الذي عصف بآخر حكومة عمل منذ 30 عاما حينما أدت مشكلات اقتصادية إلى تراكم النفايات في الشوارع وترك جثث الموتى دون دفن - ما اعتبر دليلا على أن هناك حالة من الفشل السياسي التي أدت إلى إلحاق أضرار دائمة بالحزب.

وقالت الصحيفة إن المشكلات الحالية نشأت نتيجة تأخير الدفعات التي تخرج من الصندوق الاجتماعي لوزارة العمل والمعاشات والتي تعين الأسر الفقيرة على تحمل تكاليف الجنازة. وأشارت الصحيفة إلى أن تكاليف الدفن التي تتلقاها الأسر تصل لـ 700 إسترليني بالإضافة إلى مبالغ إضافية تقدر بحوالى ألف إسترليني. ويقدر عدد الأشخاص الذين يتلقون تلك الأموال بـ 27 ألف شخص ويحصلون على مبالغ إجمالية قدرها 46 مليون إسترليني للجنازات كل عام.

لكن أحد كبار متعهدي الجنازات أكد أن عملية الدفع باتت تستغرق وقتا أطول، ونقلت الصحيفة عن جون وير ، من الجمعية القومية لمديري الجنازات المستقلة والمتحدة قوله " بسبب التأخير في دفع تلك الأموال، يصبح المتعدون في وضعية حرجة نظرا إلى عدم قدرة كثيرين على تحمل تكاليف الدفن حتى تصل الأموال من الحكومة. وتطال تلك المشكلة المئات من الأشخاص. ويضطر مديرو الجنازات اللجوء إلى نهج طريقة أكثر تجارية في مثل هذه الأوقات المضطربة. إن الفجوة الطبيعية بين موعد الوفاة وموعد الدفن حوالى عشرة أيام، لكن موقف الحكومة يعني أن الأمر قد يستغرق أكثر من خمسة أسابيع وأكثر من ذلك في بعض الأحيان. وفي مثل هذه الظروف الاقتصادية ، يتطلع عدد كبير من المديرين للحصول على تلك الأموال مقدما ً. والحكومة هي من تقف وراء هذا التأخير والأزمة التي سببتها للأسر والمديرين واقعية للغاية ".

وقالت الصحيفة إن دانييل كاوسزينيسكي، عضو حزب المحافظين البرلمان الإنكليزي عن مقاطعة شروزبيري فقد تعهد تقديم استجواب أمام البرلمان خلال هذا الأسبوع بعد أن تلقى العديد من الاتصالات من جانب الأسر المضارة. وضربت الصحيفة المثل بأحد مديري الجنازات في المقاطعة نفسها الذيما زال يتنظر دفن رجل يبلغ من العمر 77 عاما توفي في الـ 13 من شهر أغسطس الماضي !

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف