تحليل مبسّط: كيف حدثت الأزمة المالية العالمية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك: لا حديث هذه الأيام إلا عن الأزمة المالية العالمية، حيث ظهرت مصطلحات عديدة سيطرت على التحاليل مما زاد من إشاعة الهلع بين الناس.
والغريب حقا أنّ الكثيرين من هؤلاء، ولاسيما في الدول العربية لا يتوانون عن التأكيد بأنّهم لا يعرفون التفاصيل وأسباب الأزمة وكيف حدثت.
وما زاد من الحيرة، عودة النقاشات الإيديولوجية مثل الأزمة الهيكلية للنظام الرأسمالي أو الأزمة الدورية للرأسمالية أو سقوط النموذج الليبرالي وعودة التأميم والاشتراكية.
بطبيعة الحال فإنّه وحسب الأخصائيين، ما يحدث أثناء الأزمة المالية أمر بسيط، ولكن يتمّ تفسيره عادة بكلمات ومصطلحات معقّدة وهو ما يزيد في واقع الأمر من حالة الذعر.
ولعلّ من أفضل من نجحوا مؤخرا في تقديم صورة مبسّطة يقدر الإنسان العادي على فهمها، الباحث الفرنسي الشاب طوماس غينولي.
وفق غينولي فإنّ ما يلخّص الأزمة هو مفعول الدومينو، فكيف ذلك.
تخيلوا أنّ هناك صفين من الدومينو تمّ وضعهما إلى جانب بعضهما البعض، وهناك صفّ آخر من الدومينو تمّ وضعه خلفهما: الصفان الأماميان يقعان، وكردّ فعل تتابعي يسقط البقية.
في الولايات المتحدة، تقوم مؤسسات إقراض بتمويل أصول وعقارات وممتلكات وبضائع لأناس يكون واضحا من الأول أنهم ليسوا قادرين على الوفاء بالتزاماتهم المالية.
ينبغي على هؤلاء خلال السنتين الأوليين دفع فوائد تلك القروض، وفي السنة الثالثة يقومون بدفع الدين وفوائده.
ولكن هناك حاليا الكثير من هؤلاء الذين لا يقدرون على الدفع، وهو ما يعني أنّ قيمة تلك القروض قد ضعفت، وهذا هو أوّل دومينو في الصفين الأولين.
في الولايات المتحدة أيضا، هناك مؤسسات إقراض توافق على ديون تمنح بموجبها أموالا لأناس يملكون عقاّرا يتمّ استخدامه ككفالة أو ضمانة للقرض.
ولكن منذ شهور بدأ الطلب على العقارات في التضاؤل إلى أن وصل إلى حدّ التجمّد حيث ليس هناك طلب أصلا على شراء العقارات.
وأدى ذلك بطبيعة الحال إلى هبوط أسعار العقارات، وهو ما يدفع مؤسسات الإقراض إلى طلب السيولة والتعويض من أولئك الأشخاص الذين لا يملكون بالضرورة مالا.
ولذلك تبدأ تلك المؤسسات في المعاناة من أجل الحفاظ على قيمة تلك القروض والديون، وهو ما يضعف من قيمتها في السوق والتعاملات المالية، وهذا هو الدومينو الثاني.
هذه المؤسسات المالية، قامت بتحويل تلك القروض إلى "أصول" أي أنها حولتها إلى منتوج جديد يمكن بيعه وشراؤه في البورصة، أي مثل أن تكون تدين لشخص بالمال ويقوم هذا الشخص بيع دينك لشخص آخر.
ونظرا لكون "الأرباح الموعودة" من هذه العملية كانت مرتفعة، فقد أقدمت صناديق الاستثمار على شراء هذه "الأصول" في البورصة.
ولكن، مع بدء هذه الأصول في فقدان قيمتها، أرادت صناديق الاستثمار التخلص منها ببيعها.
ولكن المشكل أنّه ليس هناك من مشترين باستثناء راغبين في الشراء بأسعار متدنية، وهذا هو الدومينو الثالث.
ولتجنب مشاكل انعدام السيولة، تقوم صناديق الاستثمار هذه ببيع أصول أخرى تملكها في البورصة ولا علاقة لها بهذه القروض، وبفعل ذلك، ولاسيما التسرّع، تهبط قيمة هذه الأصول، ولكن زيادة على ذلك، فإنّ البنوك التي اشترت منها هذه الصناديق تلك الأصول، تخسر الكثير من الأموال، وهذا هو الدومينو الرابع.
هذه البنوك التي فقدت الكثير من الأموال وتعاني من نقص السيولة، ستحاول الحصول على الأموال بواسطة الاقتراض من بنوك أخرى، وهو أمر يومي في الأسواق ويعرف بالسوق بين البنوك.
ولكن ولأنّ كلّ بنك يجهل حقيقة وعمق المشكل المالي الذي يعاني منه البنك الآخر، فإنّه يرفض بالتالي إقراضه، وذلك يعني تزايد عدد البنوك التي تعاني من مشاكل سيولة حتى لو كان وضعها جيدا وغير مشمولة بالأزمة: وهذا هو الدومينو الخامس.
وبطبيعة الحال، إذا كان هناك عدد كبير من البنوك تعاني من مشاكل السيولة فإنّ النشاط المالي ككلّ يتأثر، ولذلك فإنّ البنوك المركزية (الأمريكي والأوروبية) تقرض تلك البنوك أموالا، والهدف هو الحفاظ على توازن على المدى المتوسّط: وهذا هو الدومينو السادس.
والعاملون في البورصة يحتاجون دائما إلى سيولة تحت أيديهم حتى لا يكونوا مضطرين إلى بيع أصول كلّ مرة يطلب فيها أحد مستثمريهم مالا يستحقه عليهم.
ولأنّ الكثير من أصول البورصة والأسهم تنخفض، فإنهم يبيعونها سواء للحصول على السيولة أو بفعل الذعر من الوضع الذي تمر به السوق.
ويؤدي ذلك إلى مزيد من الهبوط في قيمة تلك الأصول: وهذا هو الدومينو السابع.
وهذا ما يفسّر لماذا تهبط قيمة الأصول والأسهم ولماذا تعاني البنوك من السيولة ولماذا يبيع الكثير من المتعاملين في البورصة كيفما اتفق ومن دون تفكير.
التعليقات
يمحق الله الربا
رياض عبد الله -يمحق الله الربا ويربي الصدقات
لوغاريتم
الکوردستانية -أن أعصار الأزمة المالية العالمية ستلقي بظلالها علی دول الشرق الأوسط وکافة الدول النامية ،هذا بغض النظر عن حالة الرکود في الأسواق العالمية والتي ينتظر أن تدوم لغاية سنة 2010. وحسب ما نسمعه من تقارير هنا وهناك بأنه سيعاني ثلث سکان العالم من الجوع!، فبالتالي ينعکس سلبا علی الجهود المضنية لمکافحة الفقر المستفحل مسبقا في مناطق عديدة من العالم السفلي، وهذه الأزمة کما ذکرت في المقال لاتقل أهمية عن أستهداف القاعدة برجي نيويورك والتي أعطت بدورها الحجج الکبری والذرائع المبررة لأجتياح أفغانستان ومن ثم العراق ومخلفاته من قتل وتشريد ودمار وعواقبه علی عموم المنطقة . حيث لا نری للأسف لحد الآن أي أمل قريب بالخروج من النفق المظلم رغم التخلص من دکتاتور القرن. الأطراف العراقية ما زالت تتصارع علی غنائمها بأشراف أمريکا وحلفائها وواقع مرير وغارقة لحد الثمالة في الفساد، والشعب العراقي وبصيص آماله ما زالت تنتظر نعم الماء النظيف والکهرباء والأمن الذي طال غيابه، والقاعدة ما زالت مهددة لأمن العالم وبن لادن حر طليق في جبال أفغانستان وپاکستان، ورغم التحولات الديمقراطية لأنظمة الحکم في کل من العراق وأفغانستان وکذلك پاکستان ولکن حل اللوغاريتم العددي لم تنتهي بعد ،والعالم يهتز هذه المرة بزلزال جديد لم تعد ضحاياه بعد!
يمحق الله الربا
رياض عبد الله -يمحق الله الربا ويربي الصدقات
الازمة المالية العال
باعلي عبد الجليل -الازمة المالية العالمية هي نتاج النظام الراسمالي الربوي والذي تخارب به البنوك الربوية الله عز وجل في حرب خاسرة لامخال والله ثلاثا ان حل هذه الازمة وجميع الازمات في العالم هو في العودة الى الحكم بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم مافرطنا في الكتاب من شئ . والسلام عليكم
الازمة المالية العال
باعلي عبد الجليل -الازمة المالية العالمية هي نتاج النظام الراسمالي الربوي والذي تخارب به البنوك الربوية الله عز وجل في حرب خاسرة لامخال والله ثلاثا ان حل هذه الازمة وجميع الازمات في العالم هو في العودة الى الحكم بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم مافرطنا في الكتاب من شئ . والسلام عليكم