تخوف منتجي الزيتون في فلسطين من شح الانتاج وانخفاض اسعار الزيت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ملكي سليمان من القدس : في سابقة هي الاولى منذ عدة سنوات بدأ المزارعون الفلسطينيون بخاصة في محافظتي رام الله ونابلس موسم الزيتون مبكرا هذا العام, غير مبالين لتحذيرات وزارة الزراعة وخبراء الزيتون بالخسائر التي يتكبدها هؤلاء نتيجة لعدم التزامهم بالموعد التي حددته الوزارة وفقا لطبيعة وخصوصية كل منطقة وبالتالي كما يقال " ذاب الثلج وبان المرج" اذ انخفضت كمية الزيتون بعد عصره بنسبة الثلث على الاقل في كثير من المناطق وطبقا لقول المزارع محمد عليان من احدى قرى غرب الله فان عصر " فرز" اربعة اكياس من الزيتون انتجت تنكة واحدة سعة 16 كيلو غرام , في حين كان معدل انتاج نفس الكمية خلال الاعوام الماضية من 3- 4 تنكات أي كل كيس تنكة , ويرجح الاسباب الى عدم نضوج الزيتون بشكل جيد هذا العام بعد قطفه مبكرا وكذلك كميات المياه التي هطلت كانت قليلة هذا العام , اما السبب الاخير فانه فني أي ان معاصر الزيتون في معظم القرى بحاجة الى صيانة وبالتالي فان يفقد الكثير من الزيت اثناء عملية العصر.
الظروف الاقتصادية والخوف من المستوطنين
اما عن الاسباب التي جعلت المزارع الفلسطيني يقطف زيتونه مبكرا رغم قناعته بان ذلك يضيع عليه الموسم فيقول: المزارع بسام ابو حسن ان المزارع ونتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة فانه استغل عطلة المدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية والاهلية حيث العائلة بالكامل تتوجه الى الحقل لقطف الزيتون وكذلك فان العمال الذين يعملون في اسرائيل يسستغلون الاعياد اليهودية لذلك المهمة, اما الاسباب السياسية والامنية الاخرى والكلام للمزارع ابو حسن فان التوجس الذي يصيب المزارع من اعتداءت المستوطنين التي تتكرر كل عام في هذا الموسم ولم تقتصر الاعتدءات بالاساءة وبالضرب واطلاق النار على المزارعين بل تصل في بعض المناطق الى حد سرقة منتوج الزيتون من حقول المزارعين الفلسطييين , اضافة الى ان مساحة كبيرة من حقول الزيتون اصبحت الان داخل جدار العزل وهذا يلزم المزارع بالحصول على تصريح دخول الى حقل او الالتزام بالموعد والوقت التي يحدده الجيش الاسرائيلي وعادة ما تكون ساعة قليلة وبالتالي يفضل المزارع المباشرة بموسم الزيتون مبكرا .
دور المجالس القروية والجمعيات الزراعية
وحول موقف المجالس القروية والجمعيات الزراعية اشار ناجي عارف رئيس المجلس القروي في قرية بيت عور التحتا الى الغرب من مدينة رام الله والتي تعتبر القرية الاولى في المنطقة التي تعتمد اعتمادا كبيرا على انتاج الزيت والزيتون ان عدم التزام مزارعي القرية بالمحدد المحدد لبدء موسم القطف ناتج عن عدم التزام القرى المجاورة للقرية وبحكم قرب حقول الزيتون في قرب القرى لا يقدر مزارعو القرية الانتظار الى عدم بدء الموسم مشيرا الى ان الامر بحاجة الى مزيد من توعية المزارع بأهمية تأخر موعد القطف ,ولفت الى ان الموسم هذا العام في القرية والقرى المجاورة وسط بمعنى ليس " ماسية " أي كميات انتاج كبيرة ولا " شلتونة" أي ضعيف وانتهى الى القول وبالتالي لا يمكننا الزام احد بعد ذلك بعدم القطف واعطينا حرية الاختيار للمزارع في البدء بالموسم او الانتظار وللاسف كان الاختيار الاول لعامة المزارعين نتيجة للظروف التي يعيشها المزارع.
وعلى صعيد اخر قال ايسر عبد عيد وهو احد العاملين في معصرة الزيتون في القرية ان اسعار تنكة الزيت 16 كيلو غرام من 300- 350 شيكل أي قرابة85 -100 دولار وهي مرشحة للزيادة مشددا على ان الانتاج هذا العام ليس كثيرا مقارنة مع الاعوام الماضية بالاضافة الى ان كميات الزيت قليلة نتيجة لعدم نضج الزيتون وقلة الامطار وعوامل اخرى , وقال ان الانتاج عند بعض المزارعين جيد جدا.
24 الف طن الانتاج المتوقع
وتوقع المهندس الزراعي والخبير في شؤون الزيت والزيتون فارس الجابي في لقاء مع " ايلاف " : ان يكون انتاج فلسطين من الزيت هذا العام افضل من العام الماضي 2007 من حيث المعدل العام للانتاج حيث كان الانتاج أي ما يقارب 105 كيلو غرام لكل دونم زيتون في حين معدل الانتاج العام المتوقع هذا العام 2008 هو 115 كيلو غرام لكل دونم , مشيرا في ذات الوقت الى ان قرار وزارة الزراعة الفلسطينية بالسماح للمزارعين بقطف ثمار الزيتون مبكرا في بعض الوقت قد ينعكس سلبا على كمية وحجم الانتاج السنوي , ومطمئنا في ذات الوقت المزارعين الفلسطييين من ان ذلك لم يؤثر على كمية الانتاج او جودته سيما وان كمية انتاج الزيت ليس لها علاقة بتأخير موعد القطف في غالبية المناطق بقدر ما لها علاقة بكيفية تعامل معاصر الزيتون مع حبات الزيتون غير الناضجة .
وقدر المهندس الجابي كميات الانتاج لهذا العام ب 24 الف طن من الزيت في حين تبلغ تقديرات وزارة الزراعة في رام الله ب 19 الف طن مشيرا الى ان كميات الزيت التي انتجت العام الماضي 2007 كانت 9000 طن فقط.
بيع الزيت للاسرائيليين
وقال الجابي ان امكانية تسويق الزيت للخارج على شكل امانات سيكون له انعكاسات ايجابية على اوضاع المزارع الاقتصادية اذ ان دول الخليج العربي تستوعب سنويا من الزيت الفلسطيني نحو 3000 طن , بالاضافة الى تسويق كميات محدودة في اوروبا عبر الجمعيات التعاونية والزراعية , كما وتوقع ان تستورد اسرائيل العام الحالي من الزيت الفلسطيني نحو 12 الف طن نتيجة اذ ان المعتقدات الدينية من عند اليهود تمنع استهلاك الزيت من اسرائيل هذا العام .بالاضافة الى ان معظم دول الساحل الشرقي للبحر المتوسط والمنتجة للزيتون قد تضررت هذا العام ومن تلك الدول سوريا والاردن ولبنان واسرائيل بالتالي احتمالية تسويق الزيت الفلسطيني الى الاسواق الخارجية متوقع.
وقال المهندس الجابي : ان الاعتقاد السائد لدى كثير من المزارعين بأن تأخر موسم القطف يزيد من كميات الزيت مشيرا الى ان هذه النظرية لا تنطبق على جميع المناطق والاراضي الزارعية ولكن هطول الامطار قد تزيد من حجم حبة الزيتون وبالتالي يسهل فرزها في المعاصر.
توجه عالمي للقطف المبكر
واوضح المهندس الجابي الى وجود توجه عالمي لبدء موسم القطف الزيت في وقت مبكر من العام وذلك للتفسير العلمي بأن القطف المبكر احسن للصحة .
وقال ان تكوين مادة الزيت في حبة الزيتون يكون حتى نهاية شهر ايلول من كل عام وان تاخر موسم القطف يفيد في بعض المناطق ذات المناخ الجغرافي الاكثر برودة , وبالتالي اعتمدت وزارة الزراعة على ان ارتفع درجة الحرارة هذا العام ادى الى نضوج اكبر كمية من الزيتون في فلسطين في حين حددت تواريخ مغايرة في المناطق الاكثر برودة للبدء بموسم الزيتون , مؤكدا على ان التاريخ مناسب للقطف في المناطق الجنوبية من فلسطين وبخاصة مناطق قطاع غزة , وبالتالي تم تحديد منتصف شهر تشرين اول الجاري موعدا لبد موسم قطف الزيتون في مناطق المناطق الغربية من الضفة في حدد 25 الجاري موعدا للقطف في مناطق شمال الضفة الغربية .
انحباس الامطار وارتفاع درجة الحرارة
وخلص الجابي الى القول ان انحباس الامطار في وقت مبكر من فصل الشتاء وتساقط كميات اقل من المعدل السنوي العام اثر بشكل سلبي على الانتاج الزراعي في فلسطين وغيرها وبخاصة على الزيتون سيما وان تساقط الامطار توقف مع نهاية شهر شباط من العام الجاري 2008 .
احصاءات حول شجرة الزيتون
ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة في حكومة غزة المقالة فقد قدرت الوزارة حجم الاستهلاك لمواطني الضفة الغربية من الزيت ب 15000 طن في العام أي ان هناك فائض يقدر 6000 طن من زيت الزيتون , متوقعة ان يبلغ انتاج قطاع غزة من الزيت هذا العام 1450 طنا , وان المساحة التي تغطيها اشجار الزيتون تبلغ 25240 دونما فيما يبلغ حجم استهلاك المواطين هناك من زيت الزيتون 3100 طن بمعنى وجود عجز يقدر ب 1650 طنا من زيت الزيتون.
الجدير ذكره أن مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في فلسطين تبلغ 885 ألف دونم تشكل حوالي 45% من مساحة الأراضي المزروعة و80% من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة، حيث أن معظمها بساتين بعلية تعتمد على مياه الأمطار. كما أن عدد أشجار الزيتون في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة يصل إلى عشرة ملايين شجرة وأن معظم هذه الأراضي هي أراضي جبلية لا تصلح لأنماط زراعية إنتاجية أخرى غير الزيتون.