الأزمة الاقتصادية العالمية تضرب طائرة أف 35
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: طالت الأزمة المالية التي تعصف في العالم، كافة مجالات الحياة البشرية، كما أنها تتهدد أيضًا المشاريع العسكرية في الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، وبعض دول أوروبا القوية. وتشير معلومات نشرتها وسائل الإعلام العبرية إلى أن طائرة أف 35 التي تعتبر الأحدث في سلاح الجو الأميركي، تواجه صعوبات ترويجية، لا سيما أن معظم الدول أوضاعها الاقتصادية متدهورة، ولا تحبذ التورط في شراء أسلحة وطائرات يقدر ثمنها بملايين الدولارات.
فمثلا رغم أن إسرائيل حاولت مرارًا ممارسة ضغوط على واشنطن من أجل تزويدها بهذه الطائرة العملاقة القادرة على المناورة بشكل كبير، ولا يكتشفها الرادار، بالإضافة للعديد من المميزات الذكية الأخرى، إلا أنه يلمس من تصريحات مصدر أمني إسرائيلي كبير تراجعًا عن شراء الطائرة، أو على الأقل محاولة للضغط على الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق مزيدًا من الإطراءات الأميركية تجاه تل أبيب.
فقد نقلت صحيفة معاريف عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله: "إسرائيل لم تتعهد بشراء أي طائرة متمصلة. وفي ضوء قرار البنتاغون المصادقة لنا بشكل مبدئي على شراء الطائرات، عززنا الفريق الذي يفحص الطائرة ويبحث مع الأميركيين التحسينات التي نريد إدخالها فيها. لا يوجد شيء واضح أو معقود. نحن بالتأكيد يقظون تجاه ما ينشر، وفي إسرائيل يتأثرون مثل العالم بالركود".
وأضاف المصدر: "الوضع الاقتصادي سيؤثر بالطبع على شكل اتخاذ القرار إذا كنا سنشتري الطائرة، وكم طائرة ستشترى. كلما تم شراء طائرات اقل يكون سعرها أعلى، ونحن لا يمكننا أن نتجاهل ذلك. من المهم التأكيد على أن إسرائيل هي مروجة مبيعات فائقة للوكهايد مارتن. إذا لم نشتري الطائرة، فان الأمر سيؤثر على المبيعات لباقي الدول. يجدر بنا أن نتذكر ما حصل عندما لم نرغب في شراء طائرة أف 18: كان صعبا عليهم جدا بيعها للعالم".
وتأتي هذه التصريحات، رغم أن الحكومة الإسرائيلية بذلت على مدار السنوات الماضية العديد من الجهود للحصول على طائرة أف 35، ولكن الإدارة الأميركية بقيت مترددة في المصادقة على ذلك، بسبب توتر العلاقة بين الطرفين، بعدما تبين أن إسرائيل باعت الصين أسلحة حديثة. ولكن لأسباب دولية، اضطر البنتاغون في شهر أيلول/سبتمبر المنصرم المصادقة على طلب إسرائيل بشراء 25 طائرة من الطراز المذكور، مع خيار لشراء 50 أخرى، مقابل ثمن مقدر بـ 80 مليون دولار للطائرة.
ويمكن تعداد بعض الأسباب التي دفعت أميركا إلى المصادقة على إمداد إسرائيل بهذه الطائرة القتالية المتطورة، وأولها: يعود إلى ما تسميه الدولتان، التهديد النووي الإيراني، أما السبب الثاني، فيرجع لكون إسرائيل اعترضت عدة مرات على تزويد واشنطن إلى دول الخليج، وعلى رأسهن المملكة العربية السعودية بأسلحة وقنابل ذكية، مما دفع الإدارة الأميركية إلى إغراء إسرائيل بمزيد من المساعدات من أجل الموافقة على هذه الصفقة.
وبحسب معلومات نشرتها وسائل الإعلام فإن مشروع الطائرة "المتملصة"، يتعرض لهزة عالمية، حيث إن إيطاليا، وهي إحدى الدول الثمانية المشاركة للولايات المتحدة في مشروع تطوير طائرة أف 35، قررت عدم شراء طائرتين لإغراض التجربة. وبدورها حاولت (لوكهايد مارتن) الشركة الأميركية المسؤولة عن تطوير الطائرة التقليل من القرار الإيطالي، معلنة أن روما فحصت الإمكانيات الكامنة في الانضمام إلى التجربة العملياتية الأولى، ولكنها حبذت عدم الاشتراك فيها في هذه المرحلة.
وقالت لوكهايد مارتن: "القرار لن يؤثر على المشاريع السنوية لزيادة إنتاج أف 35 إلى جانب أمم شريكة أخرى. بريطانيا أيضا شريك قوي ومركزي في الخطة، وهي ضالعة في التصميم، في الفحوصات وفي التمويل. ولكن بالتوازي مع تصريحات الشركة، نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، تقريرًا، بينت خلاله أن وزارة الدفاع لجلالة الملكة تفكر بتجميد نفسها من مشروع الـ JSF، التي دخلت إليه بهدف شراء طائرات متملصة لاستخدام الأسطول. والسبب: العجز في ميزانية الدفاع.