اقتصاد

الأزمة المالية والإقتصادية العالمية في حاجة لتدخل فوري من أوباما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

توماس فريدمان - نيويورك تايمز: يواجه باراك أوباما تحديات عسيرة لم يواجهها رئيس من قبل. فنحن نعيش وسط انهيار اقتصادي خطير، وقد فقدت الإدارة الأميركية الحالية كل المصداقية، حيث أن مجلس النواب ملئ بأشخاص يعودون إلى العصور القديمة، كما أن عامة الشعب مطحونين بين مؤسسي السوق الحر الذين يتشدقون بالحديث عن فضائل ترك السوق ينهار، كما نجد اليساريين الذين يعتقدون أننا نستطيع أن نعاقب وول ستريت من أجل حماية الشارع العام. يبدو الأمر وكأنه هرج ومرج و لا يوجد أحد مسؤول.

وهذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى رئيس لديه المهارة والبصيرة والشجاعة كي يستطيع العمل خلال هذا التنافر، ويوحدنا كأمة واحدة ويلهمنا ويساعدنا على أداء شيء واحد يمكننا ويجب علينا عمله الآن وهو "الذهاب إلى التسوق والشراء". لا يمكن أن ينتظر اوباما حتى 20 من ينايرالقادم كي يزن ويقدر ذلك. فإذا لم نعمل على استثارة وتحريك الاقتصاد العالمي بسرعة كافية فإن بعض من كلام الخطب الافتتاحية لأوباما ربما تذهب أدراج الرياح.

فعندما طلب منا الرئيس بوش أنه في امكاننا الذهاب للتسوق بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كان محقا. فقد كنا في حاجة إلى إثارة وتحريك الاقتصاد العالمي وقتذاك. لقد كانت المشكلة أن فريق بوش الاقتصادي لم يطفئ الضوء الأخضر ولم يقل للشعب أن يسعى للتوفير. ولذلك فمن خلال الائتمان الذي يبدو سهلا ومتاحا دون انقطاع، لم يوفر المستهلكون الأميركيون شيئا وزايدوا في أسعار المباني. وقد وسع تجار التجزئة المخازن ووسعت الصين المصانع من أجل تزويد جميع المتاجر بالسلع. لقد كانت حفلة. فنحن لدينا بنوك في أمريكا تقدم رهونات للشعب الذي لا يملك سوى الارتباك والحيرة ولا يمكنه فعل شيء كما قال احد سماسرة الرهونات العقارية.

وعندما طارت تلك الرهونات فقد أدت إلى حدوث أزمة ائتمانية. فقد توقفت البنوك عن الإقراض. وقد أدى ذلك إلى جعل المستثمرين القلقين يقومون بتصفية سنداتهم الاحتياطية. وقد جعلت مشتريات السيارات والأجهزة الكهربائية والمنازل والملابس كلها تنهار. وأشعل هذا و زاد الأزمة الائتمانية وتحولت إلى أزمة بطالة حيث اندفعت الشركات إلى التخلص من العمالة الزائدة لديها.
وتواجه الحكومات صعوبة التعامل مع تلك الحالة من التضخم والركود وكيفية التخلص منها، وربما يرجع ذلك إلى أن تلك الأزمة المالية هي مركب من أربع عناصر لم نرها تتحد معا إلى هذا الحد من قبل، ولم ندرك كيف أن تفاعلها قد يسبب كل هذا الضرر وإلى أي مدى قد يستمر.

إن تلك العناصر الأربعة هي: 1- الفعالية الضخمة - حيث كان المستهلكون يشترون المنازل لا لشيء سوى لحماية مدخراتهم التي يمتلكونها نقدا. 2- تشابك الاقتصاد العالمي بدرجة لا يدركها الناس والتي تمثلت في تعثر هيئات الأمن والشرطة البريطانية لأنها وضعت مدخراتها في بنوك أيسلندية من أجل الحصول على ربح بسيط، والتي ذهبت أدراج الرياح. 3- التشابك العالمي بين الأدوات المالية لدرجة التعقيد جعلت معظم مديري المؤسسات المالية لا يفهمون كيف يعمل ويؤثر هذا التعقيد وبخاصة في الجانب السلبي. 4- الأزمة المالية التي بدأت في أمريكا من خلال الرهونات الكاذبة. فعندما تبدأ الأزمة في المكسيك أو تايلاند فإنه يمكننا حماية أنفسنا، ولكن عندما تبدأ الأزمة في أمريكا فلن يكون بمقدورنا حماية أنفسنا.

ولوضع كل هذه الفعالية معا مع هذا التكامل العالمي الشديد وهذا التعقيد الشديد وبدء الأزمة في أمريكا وتفجر الموقف بشكل خطير. وللتغلب على تلك الأزمة المالية فلابد وأن نواجهها بشدة ، وحث الناس على العودة إلى التسوق مرة أخرى وإعادة الاستفادة من النظام الرأسمالي لجعله يقوم بالإقراض مرة ثانية. وآمل فقط أن تحتوي الخزانة العامة للولايات المتحدة على أموالا كافية للقيام بذلك.
وهذا يعيدني مرة ثانية إلى أوباما. فنحن نحتاج إلى قائد يمكنه أن ينظر إلى الدولة بالعين ويقول بوضوح: إننا لم نواجه مثل هذا من قبل. فهناك خياران الآن، الجماهير: تعمل كل شيء قد يساعد على إنقاذ البنوك والاقتصاد أو الانهيار التام.

نعم إن هذا قد يعني إنقاذ بعض رجال البنوك الذين لا يستحقون الإنقاذ، كما يساعد أيضا في إنقاذ رجال البنوك العاقلين الذين كانوا على صواب دائما في أعمالهم. ومع ذلك فإن هذا قد يعني إنقاذ مشترو المنازل المتهورين الذين لم يكن لزاما عليهم أخذ تلك الرهونات ويجب عليهم الآن سدادها، وبينما لا نساعد الأشخاص الذين ادخروا بحكمة ومازالوا يقومون بسداد أقساط الرهونات المستحقة عليهم.
إن هذا ليس عدلا، ولكن العدالة لا يمكن أخذها في الاعتبار الآن. فسوف نتحدث عنها فيما بعد. ولكن الآن نحن في حاجة إلى أن نتعامل مع تلك المشكلة ونتخلى عن أي شيء آخر في سبيل حلها وضمان عدم تحول هذا الركود إلى كساد. فليس هناك وقت لأنصاف الحلول. وإذا أردنا أن نعرف حقيقة الوضع الذي نحن فيه الآن فيجب أن نشاهد فيلم الفك المفترس، ونرى البطل وهو يقول لربان القارب بأنه في حاجة إلى قارب أضخم من أجل التغلب على هذا الفك.

(ترجمة واعداد محمد حامد)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف