اقتصاد

تخوف من انعكسات الأزمة المالية في الخليج على تدفق المرضى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتدال سلامه من برلين: أصبح الوجه الخليجي في شوارع المدن الالمانية الكبيرة من الاوجه المعتادة مشاهدتها خاصة في فصل الصيف ، الا ان معظمهم يكون ضمن ما يسمى بالسياحة الطبية. فمنذ حادثة الحادي عشر من ايلول( سبتمبر) عام 2001 وجه معظم المرضى العرب وبالتحديد الخليجيين نظرهم الى المانيا لاسباب كثيرة منها ان الولايات المتحدة الاميركية التي كانوا يقصدونها تفرض حاليا على الزوار العرب اجراءات امنية مشددة وحسب احصائيات اولية وصل عدد السياح العرب الى المانيا العام الماضي لوحده اكثر من 70 ألفا.
واهم المدن المستهدفة للسياح المرضى الخليجيين ميونيخ التي يقصدها بعضهم منذ سبعينات القرن الماضي، لكن العدد كان متواضعا يومها. ويأتي بعد ميونيخ الواقعة في الجنوب الالماني كل من كولونيا وهامبورغ وبرلين وبون. ففي هذه المدن اكبر المستشفيات وعدد لا بأس به تابع لكليات الطب فيها، لذا تعمل فيها نخبة الاطباء والجراحين.
وحسب بيانات وزارة الصحة الالمانية فان الاغلبية اتية من المملكة العربية السعودية وقطر وعمان والامارات العربية المتحدة وليبيا، وجزء لا بأس به من مصر. وتنامى في الآونة الاخيرة اهتمام دول غير عربية بالطبابة الالمانية مثلا من اذربيدجان وكازاخستان، فالبلدان يشهدان حاليا نموا اقتصاديا كبيرا يسمح لهما بالعلاج في الخارج.
الا ان العديد من المرضى الخليجيين يفضلون المعالجة في مستشفيات الجامعات مثل جامعة ميونيخ وبرلين وهايدلبيرغ وفرايبورغ وهامبورغ واخن لوجود مختبرات بحوث ومراكز ذات اختصاصات مميزة ابتداء من معالجة السرطان وزرع الاعضاء وعمليات التجميل الصعبة ، خاصة بعد الحوادث الخطرة وحتى عمليات التجميل العادية ايضا لصغار السن الذي يعانون التشوه الجسدي والخلقي.
ولقد تدفق البترودولار على القطاع الطبي الالماني بشكل كبير اثر تغيير بعض القوانين الطبية في ما يتعلق بمعالجة المرضى الاجانب غير المنتسبين الى صندوق الطبابة الالماني،وهذا سمح ايضا باستقبال الاطباء والمستشفيات لهم، فكل مريض غير الماني يدرج حاليا في خانة المريض الخاص.
وزاد عدد المرضى الاتين بقصد زرع عضو تعطل عمله بعد اظهار افراد عائلات كثيرة خاصة الخليجية استعدادا للتبرع، لذا يأتي المريض الان مع المتبرع لتتم عملية الزرع من دون اضاعة وقت، حتى ان شابا خليجيا ابدى استعدادا للتبرع بنصف دماغه لوالده الذي اصيب بشلل نصفي اثر اصابته بنوبة قلبية.
وتصل تكاليف عملية زرع الكلى الى حوالى 125 الف يورو وزرع الكبد او جزء منه الى 220 الف يورو، ورغم هذه الارقام العالية لكن تظل اقل من التكاليف في الولايات المتحدة.
واقبال المرضى للعلاج في المانيا يعود بالفائدة بشكل خاص على الاطباء الاختصاصيين الذين يملكون عيادات خاصة، فهم اكثر المرحبين بهم، وهذا ما لا يخفيه احد مدراء مكتب الخدمات الطبية في ميونيخ لمعرفته بوجود اطباء يتقاضون من المريض العربي حتى خمسة اضعاف ما يتقاضونه من مريض ألماني خاص.
ولقد أشاد مسؤول في وزارة الصحة بقدوم المرضى العرب والخليجيين بالتحديد لأنه دفع بإدارة العديد من المستشفيات بعد ارتفاع عددهم في السنوات الماضية الى ادخال تحسينات واضافة خدمات خاصة لم تكن موجودة تم على اساسها تعيين المئات من الموظفين من مترجمين ومرافقين ، كما ازدهر قطاع تأجير الشقق والفيلات المفروشة، فهناك مرضى يأتون مع عوائلهم ويفضلون الاقامة في شقة بدلا من الفندق ، ويبحث عن طريق مكاتب خاصة عن اشخاص عرب يقومون برعاية شؤونهم خارج المستشفى .
والمستفيد ايضا من السياحة العلاجية مكاتب اسست بغرض تقديم كل الخدمات ما وفر العمل لبعضة آلاف من العرب والالمان. فاضافة الى عمل السفارات والمكاتب الصحية التابعة للسفارات، يبحث هؤلاء نيابة عن العديد من المرضى قبل حضورهم الى المانيا عن عروض جيدة في المستشفيات للعلاج او اجراء العمليات الجراحية او اطباء مشهورين للمعالجة. ويهتمون بالحصول على تأشيرة دخول لهم واحضارهم من المطار واستئجار شقق او غرف في الفنادق ثم العمل كسائقين لديهم مع الترجمة وتنظيم رحلات سياحية.
وهناك مكاتب مخصصة لتلبية احتياجات المرضى الاغنياء مثل احضارهم من المطار بسيارات فخمة واذا كان مكان الاقامة بعيدا من المطار يتم استئجار طوافة لنقلهم. ويعالج الكثير من الاطباء مرضى في نهاية الاسبوع خاصة مريضا ثريا من الخليج جاء لساعات قليلة الى المانيا، لانه يتقاضى في المقابل مبالغ طائلة لا تدخل في اكثر الاحيان في الكشوفات التي تذهب الى مصلحة الضرائب.
لكن يخشى عاملون في قطاع الطبابة حاليا من انعكاس الازمة المالية العالمية على تدفق المرضى الخليجيين خاصة الاغنياء منهم، على الرغم من عدم لمس تأثيرها الصيف الماضي، فحسب تقدير ماليين المان من المتوقع ان يظهر بوضوح في الاشهر القليلة القادمة حجم تأثير الازمة على بلدان الخليج بسبب تراجع اسعار النفط والوضع المالي والاقتصادي الذي بدأت تعاني منه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف