اقتصاد

شعار "صنع في الصين" تضرر بشدة من فضائح منتجات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شعار "صنع في الصين" تضرر بشدة من فضائح منتجات
بكين : منتجات مثل الحليب وأدوية السعال وطعام الحيوانات وقطع غيار السيارات والبيض والعسل والدجاج وزيت الطعام والارز اذا كان بالامكان غشها أو تلويثها فان ذلك حدث بالتأكيد في الصين.
فقد أدى اندلاع سلسلة فضائح منتجات منها حليب أطفال ملوث يعتقد انه قتل ستة رضع وأصاب ألوف بالمرض الى زعزعة ثقة المشترين وأقلقتهم من شراء كل ما كتب عليه " صنع في الصين" رغم من انخفاض اسعار هذه المنتجات في أغلب الاحيان.
وقالت سالي فيلجاس وهي أم لطفلين في استراليا مشيرة الى فضيحة حليب الاطفال الملوث بمادة الميلامين التي القى الضوء عليها في سبتمبر أيلول الماضي "شعرت باشمئزاز عندما رأيت ذلك على التلفزيون."
وأضافت "اذا كنت اتسوق وأمسكت بمنتج كتب عليه صنع في الصين سأعيده الى مكانه."
وكانت فضيحة الميلامين هي الاحدث في سلسلة مشكلات تتعلق بسلامة المنتج ظهرت في الفترة الاخيرة منها دهانات تحتوي على رصاص على لعب أطفال وسيارات ودواء مانع لتجلط الدم القي عليه اللوم في العديد من حالات الوفاة في الولايات المتحدة والمانيا مما أثار عمليات سحب عالمية في أوائل هذا العام.
وبعد كل فضيحة كان يبدو ان الصين تتخذ رد فعل واحد هو شن حملة وتدمير المنتجات الملوثة أمام شاشات التلفزيون وسجن عدد من المسؤولين وتقول انها "تولي اهتماما كبيرا لهذه المشكلة."
ويقول المحللون ان المشكلة هي انه رغم جهود الحكومة تتوالى الفضائح ومن المتوقع ان تستمر في الظهور بسبب تراخي قواعد تنفيذ القانون وتشرذم الصناعات وانتشار الفقر والحجم الكبير للصين.
وقال دونكان اينز كير وهو محلل في وحدة المعلومات الاقتصادية في بكين "انا واثق من أن فضائح أخرى ستظهر. هذا شبه يقين. ليس فقط في المجالات التي رأيناها فقط في مجالات أخرى كذلك."
وأضاف "الصين تواجه العديد من المشكلات لانها تتحول إلى اقتصاد كبير الحجم ولكن فقير جدا ومن الواضح انك لا يمكنك أن تطبق آليات سلامة مثل المطبقة في الغرب في اقتصاد لا يكسب نصف سكانه أكثر من دولارين يوميا."
وأقر جين بياو نائب رئيس مجموعة يلي الصناعية في منغوليا الداخلية أحد أكبر مصنعي منتجات الالبان في الصين بأن مشكلة الميلامين أضرت بسمعة البلاد في الخارج.
وأبلغ رويترز "التلوث كان نتيجة مشكلة في ادارتنا. يجب أولا أن نحلها دون ان نحاول القاء اللوم على المزارعين أو المجتمع أو البلد."
وكانت مجموعة يلي ضمن 22 شركة انتجت حليبا ملوثا بالميلامين ولكن بعد تحقيقات مكثفة تؤكد الصين الآن أن المشكلة تم حلها تماما في قطاع منتجات الالبان.
والميلامين مادة كيماوية تستخدم في صناعة البلاستيك كانت تضاف الى الحليب المجفف لمراوغة اختيارات الجودة الخاصة بمستويات البروتين. وأدت الفضيحة الى حظر على مستوى العالم للاطعمة التي تحتوي على منتجات البان منتجة في الصين.
وأصدرت الولايات المتحدة الشهر الماضي انذارا لمستوردي مواد غذائية مصنعة في الصين مطالبة وقف الاطعمة على الحدود ما لم يتمكن المستورد من اثبات اما انها خالية من منتجات الالبان أو من الميلامين.
وقال مايك ليفيت وزير الصحة الامريكي في زيارة لشنغهاي "اعتقد انه واضح بالنسبة للصينيين انه عندما تظهر مشكلة تتعلق بالجودة فان أثرها يتجاوز مجرد الاضرار بقطاع في الصناعة." وأضاف "انها تضر بشعار صنع في الصين ذاته."
وأثارت الخطوة الامريكية رد فعل غاضب في الصين التي وصفتها بانها خطوة "احادية" وأبدت "اسفا شديدا" لذلك.
لكن المستهلكين يصوتون بنقودهم.
فبعد فضيحة الميلامين أعلنت المتاجر الكبيرة في تايوان على سبيل المثال ارتفاع مبيعات السلع الموضح عليها انها صنعت في تايوان.
وقال ماتيو كرابي مدير شركة البحوث اكسيس آسيا ان ليس من السهل مقاطعة جميع المنتجات الصينية.
وأضاف "لا أعتقد حقيقة ان الناس تدرك كم ما ينتج في الصين."
وتابع ان نقل الانتاج الى دولة أخرى منخفضة التكاليف لن يحل المشكلة كذلك.
وقال "فستتكرر المشكلات نفسها. قد يتحولون الى بنجلادش أو مكان اخر ثم يبدأون في مواجهة المشكلات ذاتها مرة أخرى. انها مشكلة مراقبة الجودة."
والتحديات التي يمثلها الفقر في الصين تفاقمت بسبب الفساد والاستقلالية التي حصلت عليها بعض الحكومات المحلية وأغلبها على بعد مئات الكيلومترات من المسؤولين في بكين الذين يحاولون تحسين سمعة البلاد.
وثقافة التعتيم على الاخبار السيئة أو تأخير ابلاغ الجهات العليا بالمشاكل تزيد من عمق المشكلة.
وكانت حكومة مدينة شيجياتشوانج التي تضم شركة سانلو محور فضيحة الملامين تأخرت في رفع المشكلة الى المسؤولين ربما خوفا من الاضرار بصورة البلاد اثناء دورة الالعاب الاولمبية.
غير ان المراقبين يقولون ان هذا السلوك تغير.
وقال انتوني هازارد مستشار منظمة الصحة العالمية الاقليمي عن سلامة الاغذية ومقره مانيلا انه تشجع بالاسلوب الذي بدأت به الصين في تبادل المعلومات بعد فضيحة الميلامين.
وقال للصحفيين في بكين "وجود المصارحة وتبادل المعلومات من شأنه تعزيز الثقة."
وأضاف "بالطبع الثقة متضررة في الوقت الراهن. لكن السبيل الوحيد لاستعادتها هو وضع نظام فعال لمراقبة جودة الاغذية من المزرعة الى مائدة الطعام ونأمل أن يفعلوا ذلك."
ومع ذلك يبدو انها مسألة وقت قبل ان تندلع الفضيحة الجديدة في دولة حتى الادوية فيها تعتبر مجالا للكسب السريع.
وقال كرابي من اكسيس آسيا "الفضيحة التالية على الارجح ستتعلق بقطاع الادوية وبالاقراص العشبية... ألله أعلم بما يوضع في هذه الاقراص والقواعد التي تتبعها هذه الصناعة اذا كان هناك أي قواعد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف