أوباما يرحب بدعم صناعة السيارات الاميركية

واشنطن: رحب الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بتقديم دعم مالي لصناعة السيارات الأميركية الذي سيبلغ عدة مليارات من الدولارات إلا أنه أكد أنه يتعين على هذه الصناعة ألا تفوت الفرصة التي أتيحت لها.

وقد أعلنت إدارة الرئيس جورج بوش خطة عاجلة لدعم صناعة السيارات تبلغ قيمتها 17 مليار دولار يتوقع ان يذهب معظمها إلى شركتي جنرال موتورز وكريسلر اللتين تأثرتا بشدة من جراء الأزمة المالية.

وقال الرئيس بوش إنه تقرر تحديد نهاية مارس/ آذار القادم لاستئناف العمل في صناعة السيارات وضخ الأموال إليها. وستحصل شركات السيارات على الدعم المالي من الـ 700 مليار دولار التي اعلنت الحكومة الأمريكية عن تقديمها لدعم الأسواق في مواجهة الأزمة المالية الحالية.

وقالت شركة فورد إنها تأمل في تفادي الحصول على أي مساعدة حكومية في الوقت الحالي. وقد وضعت الحكومة الاميركية شروطا للحصول على المساعدة المالية تشمل إعادة النظر في التشكيل الإداري للشركات المدعومة.

وقال أوباما إنه يتعين على هذه الشركات أيضا أن تجري اصلاحا يتعلق بالطرق التي تدار بها والقيام بالتغييرات المطلوبة الكفيلة بضمان بقاء هذه الصناعة وبقاء ملايين الوظائف التي تعتمد عليها.

وأضاف أوباما أنه يتعين على الشركات أن تتطلع إلى إحداث تغيرات على المدى الطويل والتمكن من إنتاج سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود في المستقبل.

وفي حديث ادلى به من البيت الابيض قال بوش ان لدى الصانعين ثلاثة اشهر لاعادة هيكلة شركاتهم والبدء بتسديد القروض. واضاف الرئيس الاميركي المنتهية ولايته ان "السماح للسوق بأخذ مجراه دون تدخل سوف يعني حتما افلاس الشركات وتصفيتها"، معتبرا انه "في ظل ظروف طبيعية كان ليقول للشركات انه لن يتدخل لانقاذها وان عليها ان تتحمل مسؤولية فشلها، ولكن الظروف الآن استثنائية وبالتالي فان السماح بانهيار قطاع صناعة السيارات وسط مناخ الازمة الاقتصادية والركود لن يكون تصرفا مسؤولا".

كما اشار بوش الى ان فريق مستشاريه الاقتصاديين يعتقد ان "انهيار قطاع صناعة السيارات سينعكس مباشرة وبشكل مؤلم جدا على المجتمع الامريكي ومجمل الاقتصاد وليس فقط على القطاع المذكور".

يشار إلى أن بوش سيغادر البيت الأبيض رسميا في العشرين من الشهر المقبل، الا ان الازمة الملحة في مجال صناعة السيارات لا يمكن ان تحتمل الانتظار حسبما اعلنت شركات فورد وجنرال موتورز وكريسلر خلال المناقشات التي جرت في الايام الاخيرة في الكونجرس من اجل الحصول على المساعدات.

يذكر انه وفق الشروط التي فرضها الكونجرس عند الموافقة على خطة الـ700 مليار في اكتوبر/ تشرين الاول الماضي، يتوجب على الحكومة صياغة تقرير مفصل حول كيفية صرف الاموال. وينص القرار على حق مجلس النواب ومجلس الشيوخ بالاعتراض على تقرير الحكومة بعد 15 يوما من تقديمه الى الكونجرس، والا يصبح نافذا حكما.

يشار إلى أن شركات جنرال موتورز وفورد وكريسلر توظف بشكل مباشر نحو ربع مليون شخص إضافة إلى عدد آخر من العاملين بشكل غير مباشر في مجالات المبيعات وصناعة قطع غيار السيارات.